رغم برودة الجو
المثلجات.. لذة غير مضرة
- 2566
أكدت الدكتورة العامة حياة مصباحي، أن استهلاك المثلجات في فصل الشتاء لا يلحق ضررا بالصحة، كما يعتقده البعض، ورغم ذلك، لابد من الحذر عند تقديمها للأطفال الذين لهم حساسية أكثر للبرودة، مشيرة إلى أن درجة حرارة الجسم الطبيعية تعادل 37 درجة مئوية، وتناول أطعمة بمعدل 20 إلى 40 درجة مئوية هو المثالي لعملية هضم جيدة، لكن ذلك لا ينفي مزايا الأطعمة الباردة التي تعدل المزاج، على غرار المثلجات.
في جولة استطلاعية لجريدة "المساء" بشوارع العاصمة، في يوم غائم وممطر، ورغم شدة البرودة التي تشعرك بأن جسمك يتجمد من قساوة الطقس، إلا أن الجو لم يمنع الكثير من الأشخاص من تناول المثلجات، إذ يبدي البعض منهم تلذذه واستمتاعه بتناول ما تحمله الأبواق من نكهات مختلفة، حسب ذوق كل شخص.
في هذا الخصوص، كان لنا حديث مع عدد من الباعة الذين يعرضون مثلجات في العاصمة، خصوصا على مستوى ساحة البريد المركزي الشهيرة بمحلاتها التي تفتح على مدار السنة، لتستقطب العائلات التي تعشق طعم هذه المنتجات الغذائية الباردة، مهما كانت حالة الطقس وتقلبات الجو. بداية، كان لنا حديث مع "كمال"، (بائع في محل الأكل السريع)، الذي يعرض أيضا خدمة المثلجات على مدار السنة، قائلا "لدينا العديد من الزبائن الذين مهما كانت ظروف الجو، لا يمكنهم تفويت متعة تناول المثلجات، التي لها فئة محبين من مختلف الأعمار، لاسيما الصغار، بفضل ذوقها الحلو الذي يثير الرغبة في تناولها ومثير للشهية".
من جهته، قال عادل بوادي حيدرة، إن المثلجات متعة فصل الصيف، ورمز من رموز هذا الموسم، فعندما يشعر الشخص بالحر الشديد يرغب في ترطيب جسمه بإحدى المنعشات، منها المثلجات والعصائر المجمدة، لكن هذا الروتين أو السلوك يأخذ أبعادا أخرى لأشخاص آخرين لا ينسبون أبدا هذه اللذة لموسم معين، حيث تجدهم يقبلون على تناولها في كل مناسبة، وتحقيقا لرغبة هذه الفئة على مدار السنة، عمدت العديد من المحلات إلى توفير المثلجات طوال 12 شهرا، وكذا عشاق نكهات الفواكه المجمدة، على اختلاف تعددها وأذواقها.
في نفس السياق، أوضحت هند، أن المثلجات بالنسبة لمحبيها تمثل لحظة متعة لا يمكن التخلي عنها، وليس لها سن محددة، فهي تمنح الشعور بالراحة والبهجة لمتناوليها بفضل مذاقها الحلو الذي يعدّل المزاج، مشيرة إلى أن الانتشار الكبير للمحلات التي اختصت في بيع المثلجات بأنواعها على مدار السنة، ساهمت في نشر ثقافة استهلاكها وليس العكس، على حد تعبيرها، فالرغبة أحيانا في تجربة خدمات محلها وكل ما يعرضه من تحلية، هي التي دفعت الكثيرين إلى القول "لما لا.. تجربة مثلجات من ذوق الفانيليا أو الشكولاطة أو غيرها رفقة كيك وكوب من القهوة أو الشاي، لإبقاء الجسم معتدلا، رغم تقلبات الطقس أو غزارة الأمطار خارجا"؟.
الاعتدال ضروري
في هذا الصدد، قالت الدكتورة مصباحي؛ أن الكثيرين يتساءلون خلال فصل الشتاء عما إذا كانت المثلجات غير مضرة، وهنا أوضحت أنّ حرارة الجسم معتدلة على مدار السنة في حدود 37 درجة مئوية، بحكمة الله، مهما كان الفصل، حتى وإن انخفضت أو ارتفعت، فإنها تبقى بفعل عوامل خارجية، كالبرد الشديد أو المرض وغير ذلك، وعليه تناول المثلجات من حين لآخر لا يضر بالصحة، ولا يهدد بالإصابة بالأنفلونزا، على أن يتم الأمر باعتدال، وليس الاستهلاك بطريقة سريعة مثلما يتم في فصل الصيف.
أكدت المتحدثة أن التناول الخاطئ للمثلجات أو كل المواد المجمدة، هو الذي يؤدي إلى الإصابة بالمرض أو التهاب اللوزتين، حتى وإن تم تناولها بالطريقة الصحيحة التي تتمثل في وضع كمية قليلة على اللسان، ثم تركها في الفم لثوان قليلة حتى تدفئ القضمة، وبعدها يتم ابتلاعها، بهذه الطريقة يعتاد الجسم تدريجيا على البرودة ولا تحدث له صدمة بسبب الانخفاض المفاجئ لحرارة الجسم، ومن الأفضل استهلاك المثلجات على معدة فارغة، لأن البرودة التي تصل إليها ستعمل على حماية نفسها، بهضم كل ما تم تناوله من أغذية تسبق المثلجات وبذلك لا ينتفع الجسم بها.
ودعت المتحدثة إلى عدم إعطاء الأطفال الصغار المثلجات في فصل الشتاء، لأنهم يجهلون الطريقة الصحيحة لتناولها، بالتالي تسبب لهم التهاب اللوزتين، والإصابة بالأنفلونزا.