جعل من الإرادة مفتاح التحدي والنجاح

المحامي سعيد موهوب... المعاق الذي يرافع من أجل الأصحاء

المحامي سعيد موهوب... المعاق الذي يرافع من أجل الأصحاء
المحامي السعيد موهوب
  • 181
حاورته: آسيا عوفي حاورته: آسيا عوفي

منح الله عز وجل جميع خلقه حقهم مقسما بالتساوي؛ فالجميع متساوون رغم الاختلافات والتنوع. وخير دليل على ذلك متحَدّو الإعاقة، الذين منَّ الله عليهم وأعطاهم صفات تميزهم عن غيرهم، فهناك من أعطاه كامل صحته ولكنه لا يمتلك الإرادة التي تجعله قادرا على الاستفادة مما أعطاه من صحة فيما ينفعه وينفع الناس؛ فقد امتاز الأشخاص ذوو الإعاقة بالإصرار، والعزيمة، والمثابرة. ومن بين هؤلاء المحامي السعيد موهوب، الذي استطاع بالرغم من إعاقته البصرية، وبإرادته وعزيمته، التحدي والوصول إلى هدفه المنشود، وجعل اسمه لامعا في سماء المحاماة كما جعله قدوة للمثابرة والتحدي، والذي التقت به جريدة "المساء" ، وأجرت معه الحوار الآتي.

❊ س: هل لك أن تعرّفنا بنفسك؟.. وكيف كانت بداية مشوارك؟

❊ أنا الأستاذ المحامي السعيد موهوب من مواليد جوان 1960. بدأت مشواري الدراسي كبقية زملائي في المرحلة الابتدائية، إلا أني في مرحلة المتوسط وبالتحديد خلال السنة الثانية متوسط، أصبت بمرض. ورغم العلاج شاءت الأقدار أن أصاب، غير أني لم أستسلم بعدها. 

واصلت التحدي بالرغم من الصعوبات، غير أني بمساعدة الأهل والمحيط والأساتذة واصلت دراستي بالمتوسطة، ثم بالثانوي. واستعنت بالتسجيلات عبر استعمال شريط كاسيت رغم الإعاقة والظروف. وتحصلت على البكالوريا سنة 1984. وواصلت دراستي الجامعية بجامعة بن عكنون في مجال القانون. ثم تحصلت على شهادة ليسانس سنة 1989. وسجلت في الماجستير سنة 1991 في تخصص عقود ومسؤولية، ونجحت، كما تحصلت على الدراسة النظرية، غير أن الظروف لم تسمح آنذاك لعدم تواصلي خلال العشرية السوداء مع المشرف. وترشحت لمهنة المحاماة، ونجحت. وكنت من الأوائل. وأجريت التربص بسطيف ونجحت. وكنت عميد الدفعة سنة 1998 ومنها باشرت المهنة.

ففي البداية تلقيت صعوبات. ومع الوقت تكيفت وتأقلمت مع الواقع. ومارست المهنة، وتغلبت على الصعوبات. هذا التحدي لمدة ربع قرن ربما كان عاملا إيجابيا للنجاح. وكان الطموح الكبير بالرغم من الإمكانيات القليلة التي منحتني الإرادة القوية، إضافة إلى وقوف الأهل والعائلة والمحيط. وكلها عوامل ساعدتني، بالإضافة إلى وقوف الزوجة في جميع الظروف؛ بدليل تواجدها معي اليوم، والتي بدأت مشوارها معي منذ الأسبوع الأول من زواجنا؛ حيث تمكنت من خلال الشهر الأول من التوفيق من عملها حاليا منذ 13 سنة، وهي مرافقتي اليومية. 

❊  كيف تتم كتابة العرائض والمرافعة؟

❊ زوجتي من تقوم بذلك، فهي تقوم بتحرير المذكرات الجوابية، وتسجل لي؛ حيث هناك شقّان؛ أولهما الكتابة في القضايا المدنية، وكذا المرافعة الشفهية في الملفات الجزائية، وهي من تقوم بالتسجيل لأي طرف في القضية؛ سواء متهم أو ضحية.

❊  كيف كانت بداية مشوارك؟ حدثنا عن أول قضية رافعت فيها؟.

❊ أول قضية تأسست فيها كانت سنة 1999 أمام القسم التجاري، ونجحت فيها؛ بحيث كانت شركة تجارية آنذاك ضد شركاء في شركة تجارية، وكانت معقدة وصعبة. وبذلت مجهودا، ووُفقت فيها. أما العلاقة مع موكلي في العموم فطيبة. وبذلت في بداية مشواري مجهودات كبيرة في الملفات. واجتهدت لأكون في المستوى، وأحظى بثقتهم، وأكون عند حسن ظنهم.

❊ أنت الآن محام معتمد على مستوى المحكمة العليا ومجلس الدولة، كيف تم اعتمادك؟ وكيف هي علاقاتك بزملائك بالأسرة القضائية؟

❊ نعم أنا محام معتمد على مستوى المحكمة العليا ومجلس الدولة منذ سنة 2010. وأوجه من خلال جريدتكم شكري لأعضاء الأسرة القضائية؛ من قضاة، ومحامين ونقابة خاصة رئيس الاتحاد الوطني الأستاذ طايري إبراهيم. وعلاقتي بزملائي طيبة جدا؛ فقد بادروا خلال شهر رمضان، بمنحي عمرة من منظمة المحامين. 

الحمد لله، اليوم الجزائر بها ترسانة قانونية تواكب التطورات الحاصلة في كل المجالات؛ سواء في المجالات المدنية أو الجزائية، خاصة مكافحة المخدرات والتهريب. وشخصيا، أنا أميل إلى القسم الاجتماعي، خصوصا حوادث العمل، والأمراض المهنية، وقضايا المنازعات، وكذا العقاري.

❊  ما هو طموح الأستاذ ميهوب مستقبلا؟

❊ طموحي وأملي أن أكمل بحثي حول تخصص عقود ومسؤولية، وأدرّس بالجامعة.

❊  كيف هي علاقتك مع مديرية التضامن الوطني؟

❊ علاقتي معهم طيبة جدا. وكان لي الشرف في عدة مناسبات أن قدّمت من خلالها محاضرات عن القانون، والإعاقة بجامعة الشيخ الإبراهيمي في ظل القانون 02/  094.

 ❊ كلمة أخيرة  

❊ كلمتي أوجّهها لذوي الاحتياجات الخاصة، وأقول لهم: الإرادة، وعدم الفشل، وعدم اليأس الذي هو مرادف للفشل والسلبيات، خاصة أن الدولة وفرت وتوفر جميع الإمكانيات لاحتياجاتهم، وخدمة، خاصة، هذه الشريحة.