إحياءً لليوم العالمي للتنوع البيولوجي
المصادقة على المخطط التوجيهي لمحمية جبال إيدوغ بسكيكدة

- 302

صادقت اللجنة الولائية للمحميات الطبيعية لولاية سكيكدة، على المخطط التوجيهي والتسييري للمحمية الطبيعية جبال إيدوغ بإقليم بلدية المرسى. وجاء ذلك على هامش إحياء الولاية لليوم العالمي للتنوع البيولوجي المصادف لـ 22 ماي من كلّ سنة، الذي جاء هذه السنة تحت شعار: "الانسجام مع الطبيعة والتنمية المستدامة". واحتضن فعالياته كل من المرصد الوطني للبيئة والتنمية المستدامة بمحطة المراقبة المجاهد المتوفى الواهم عمر بوسط المدينة، ودار البيئة بحي عيسى بوكرمة، ومدينة عاصمة الولاية.
المخطط الذي يدخل في إطار تنفيذ الاتفاقية بين وزارة البيئة والشريك الألماني الممثل بمكتب الوكالة الألمانية للتعاون الدولي بالجزائر من خلال مشروع (جيز)، يهدف إلى الحفاظ على الثروة البيئية الهائلة التي تزخر بها المنطقة الجبلية لسلسلة جبل إيدوغ بإقليم بلدية المرسى أقصى شرق عاصمة الولاية، ما بين ولايتي سكيكدة وعنابة، وكذا التنوّع البيولوجي البحري والبري الموجود بالمنطقة.
وخلال الكلمة التي ألقاها مدير البيئة لولاية سكيكدة عامر الطاهر بدار البيئة، أكّد على مكانة التنوّع البيولوجي الذي تحظى به منطقة المرسى، مبرزا عزمه على العمل من أجل حماية النظم البيئية بالولاية؛ من أجل حماية النظم البيئية، والتنوع البيولوجي للساحل الجزائري. واستند التصنيف على عدد من المحاور ذات الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والبيئية للمنطقة، وذات مقاربة تنموية مستدامة، تأخذ بعين الاعتبار المحافظة على الأنظمة البيئية للمحمية الطبيعية جبال إيدوغ بإقليم بلدية المرسى برّا وبحرا من جهة.
ومن جهة أخرى المساهمة في استحداث فرص عمل لشباب المنطقة بمن فيهم المرأة الريفية، وتعزيز الابتكار البيئي من خلال العمل على خلق تعاونيات في مجال تربية النحل، وإنتاج الزيوت، فضلا عن استغلال الموارد الطبيعية المتواجدة عبر ساحل سكيكدة، إلى جانب مشاركة المجتمع المدني في الاستغلال العقلاني لهذه الثروات، ناهيك عن تكريس مفهوم السياحة البيئية، لا سيما أنّ المنطقة تزخر بثراء بيولوجي؛ سواء في البرّ أو البحر.
نحو تصنيف رأس بوقارون كمحمية طبيعية
ويأتي هذا المسعى في انتظار المصادقة على المخطط التوجيهي والتسييري للمحمية الطبيعية رأس بوقارون إلى غاية وادي الزهور أقصى غرب سكيكدة، خصوصا أنّها استفادت، هي الأخرى، من دراسة لتحديث وتهيئة هذه الأخيرة، وجعلها منطقة محمية طبيعيا بفضل تنوعها البيولوجي؛ سواء من حيث النباتات، أو مختلف أصناف الحيوانات، منها 30 نوعا في منطقة الدراسة تنتمي إلى 18 عائلة، ما يمثل 27.27 ٪ من الثدييات في البلاد، نذكر من بين أهمها الضبع المخطط، والقضاعة التي تعيش على ضفاف الوديان، وهي من الأنواع النادرة جدا، والدلفين، وفقمة البحر المتوسط المحمية دوليا، وابن عرس، والنيص أو ما يُعرف محليا بـ "الطربانة" . وكل تلك الأنواع التي تعيش في المنطقة الممتدة من رأس بوقارون إلى وادي الزهور، حسب الدراسة، هي، في الغالب، من الأنواع النادرة والآيلة للانقراض.
وعلميا، توجد الدراسة التي شارك في إنجازها جميع القطاعات المعنية؛ على غرار المنتخبين المحليين الذين تجاوبوا مع المشروع لدى وزارة البيئة، في انتظار إصدار قرار تصنيفها؛ ما سيمكّن من تهيئة المواقع، التي ستساهم في خلق نشاطات سياحية وفلاحية وصناعية تحويلية للموارد الموجودة.
للإشارة، فإن الموقع الذي شملته هذه الدراسة يتربع على مساحة إجمالية قدرها 55 ألف هكتار. وتمس 10 بلديات تقع في أقصى المصيف القلي، مع إمكانية توسيع المنطقة المحمية عن طريق دراسات أخرى، تشمل بعض بلديات ولاية جيجل المجاورة لسكيكدة.
للتذكير، شرعت مصالح محافظة الغابات للولاية، خلال السنوات الأخيرة، في عملية إعادة تربية الأيائل البربرية على مستوى منطقة محمية طبيعيا تقع بغابة قنواع بمنطقة الزيتونة، تشكل في الواقع جزءا من المنطقة المحمية الكبرى التي ستتدعم بها الولاية.
سكيكدة ولاية نموذجية في برنامج (أردال)
وفي سياق آخر، اختيرت سكيكدة كولاية نموذجية في برنامج التعاون الدولي (أردال)، لتجسيد فضاء التسويق الإقليمي، ودعم التنمية المحلية، لا سيما أنّها تزخر بمقومات تاريخية وطبيعية واقتصادية، خاصة تلك المتعلقة بالمقومات السياحية، باعتبارها ولاية سياحية بامتياز، تمتد على شريط ساحلي يقدر بـ 147 كلم، مع وجود 70 شاطئا، منها 35 شاطئا مسموح فيها السباحة، إضافة إلى المقومات الفلاحية الهائلة والمتنوعة، وامتلاكها غطاء غابيا يتربع على 47 ٪ من المساحة الإجمالية لإقليم الولاية، وكذا امتلاكها محميات طبيعية؛ منها المحمية الطبيعية جبال إيدوغ بإقليم بلدية المرسى، وكذا محمية قرباز، وصنهاجة وغرها.
ويندرج البرنامج في إطار تنفيذ اتفاقية الشراكة بخصوص التوأمة بين وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، والاتحاد الأوروبي ممثلا بالتحالف الفرانكو- إيطالي؛ ضمن برنامج التعاون الدولي (أردال)، الذي يهدف إلى دعم وتحديث مختلف هياكل وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، وتعزيز قدراتها، وزيادة جاذبية الجماعات المحلية، وتحسين مواردها، بما يساهم في تعزيز التنمية المحلية المنشودة.
سكيكدة تحيي اليوم العالمي للتنوع البيولوجي
وأشرف السيد والي سكيكدة السعيد أخروف بمعية رئيس المجلس الشعبي الولائي، مؤخرا، على فعاليات إحياء اليوم العالمي للتنوع البيولوجي المصادف لـ 22 ماي من كل سنة، بالاطلاع بالمرصد الوطني للبيئة والتنمية المستدامة ـ محطة المراقبة سكيكدة، على مهام هذه الأخيرة، ودورها، والإمكانيات والوسائل المسخّرة في إطار معاينة ومراقبة الأوساط الطبيعية لمحاربة التلوث، وتحقيق التنمية المستدامة.
وبدار البيئة، زار أجنحةَ المعرض الخاص بالتعاونيات الخضراء التي تم إنشاؤها في إطار مشروع حماية التنوع البيولوجي للساحل الجزائري (بيبلا)، وكذا معارض لكل من محافظة الغابات والجمعيات ذات الطابع البيئي، الناشطة على مستوى الولاية؛ كنجوم البحر، وإيكولوجيكا، والمنظمة الجزائرية للبيئة والمواطنة، وتوداي، والنوادي البيئية لدار الشباب بلقاسم كحلولي زيدان، ومدرسة أحمد بن فلامي سكيكدة، إلى جانب مشاركة ممثلي المؤسسة البلدية للنظافة والتسيير كسفراء البيئة، ليستمع بعدها لعرض مفصّل حول المخطط التوجيهي، ومخطط التسيير للمحمية الطبيعية البحرية لجبل إيدوغ.