وهران
المكسرات تراث وغذاء صديق للصحة
- 1721
يشكل الاحتفال السنوي للسنة الأمازيغية، فرصة للمستهلك الوهراني لاقتناء المكسرات بكميات أكثر من المنتجات الأخرى، حيث يرى الوهرانيون أن حضورها في هذه المناسبة، تحمل أكثر من دلالة اجتماعية وتراثية، ويعتبرونها مواد غذائية ”صديقة للصحة”.
لا يوجد معنى لـ«يناير” بدون مكسرات تتربع على عرش الموائد عشية الاحتفال، وتزين الجلسات العائلية، كونها من المنتجات الفلاحية التي لا يمكن الاستغناء عنها، بالنظر إلى قيمتها الغذائية وفوائدها الصحية، حسبما أبرزته نساء، بينما كن يتجولن عبر محلات بيع المكسرات بشارع معسكر، قرب السوق الشعبية ”المدينة الجديدة”، واللائي يحرصن على شراء الأجود منها. رغم أسعار المكسرات الملتهبة، فإن الطلب عليها يزداد مع كل مناسبة، لاسيما في عيد ”يناير” الذي يتناول خلاله المواطنون كميات من اللوز والجوز والبندق والفستق والفول السوداني، نيئة أو مملحة أو ممزوجة بحبوب السمسم المحلية أو المستوردة، حسبما ذكره أحد تجار التجزئة بسوق الأوراس ”باستي” وسط مدينة وهران.
قد يصل الإقبال على المكسرات ذروته يوم 11 يناير، بسبب أسعارها التي تسجل انخفاضا عند الباعة المتجولين، الذين ينتشرون أمام الأسواق الجوارية لمدينة وهران، حيث قد يصل ثمن الجوز ـ على سبيل المثال ـ إلى 600 دينار للكيلوغرام الواحد، بعد أن كان يباع بسعر 1000 دينار للكيلوغرام، منذ بداية الشهر الجاري.
يعود الطلب المتنامي على المكسرات في المناسبات، وحتى في سائر الأيام، إلى زيادة وعي المستهلك الوهراني على اختلاف أعمارهم، بفوائد المكسرات التي أصبح يتناولها سواء في شكلها العادي، أو محشوة داخل الفواكه الجافة، منها التين أو البرقوق أو حتى التمر، وفي خلطات عبارة عن ”عقدات”، على حد تعبير صاحب محل متخصص في بيع المكسرات. تعرض هذه المنتوجات كبرامج للحمية التي تعتمد على مختلف أنوع المكسرات في تحضير الأطباق، للحفاظ على رشاقة الجسم وصحته، عبر صفحات التواصل الاجتماعي ومواقع الأنترنت، التي تلعب دورا كبيرا في نشر فوائد هذه المنتجات اللذيذة والحلوة، مما يزيد الإقبال على شراء المكسرات بشكل منتظم، حسبما أوضحته المختصة في التغذية، هدى بن عبدالله.
أضافت المتحدثة أن المكسرات تعد ”مستودعا مليئا بالعديد من المعادن” مثل الحديد والكلسيوم والمغنيسيوم والدهون غير المشبعة، فضلا عن احتوائها على الكثير من الفيتامينات والألياف التي تمد الجسم بالطاقة، مما يجعل وجودها ضروري في النظام الغذائي”، غير أنها تنصح المستهلك بتناول مقدار لا يزيد عن حفنة، وفي أوقات معينة، حتى يكون لها تأثير إيجابي على صحة الإنسان. من جهتها، تقول السيدة زينب، في عقدها السبعين، إن تناول المكسرات مهما كانت نوعيتها وكميتها وفوائدها، عادة ما تذكرني بالسنوات الماضية، عندما كنت أضعها في كيس من الكتان لصغاري، الذين يتذكرون الأجواء الاحتفالية بعيد يناير، ومع حلول السنة الأمازيغية أقول لكل الجزائريين أسغاس أمغاس”.