العلاجات القوية تدمر الجسم

المناعة الطبيعية أحسن دواء لنزلات البرد

المناعة الطبيعية أحسن دواء لنزلات البرد
  • 429
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

تعد الإصابات بنزلات البرد، من أكثر الأمراض انتشارا حول العالم، ولم يحدث أن تمكن أي فرد، مهما كانت صحته وقوة مناعته، الوقاية من الإصابة بهذا المرض، ولو لمرة واحدة خلال حياته، كأقل تقدير تماما، إذ يتمكن هذا الفيروس الذي يتحور تقريبا كل ستة أشهر أو سنة، وبذلك أصبحت علاجات نزلات البرد أو الأنفلونزا، ومختلف الأعراض المصاحبة لديها، معروفة تقريبا لدى كل بالغ، ما يجعل علاجها أحيانا يتم دون استشارة الطبيب، رغم خطورة ذلك وتحذيرات خبراء الصحة.

الأخطر في الأمر، أن تلك العلاجات توقف بعض الأعراض المصاحبة للإصابة، والتي تعتبر في الواقع، ردود فعل الجسم لعلاج ذاتي طبيعي، كطريقة للتخلص التام من الفيروس داخل الجسم، وفق ما أكده زهير اكسيل، طبيب عام، في حديثه لـ«المساء".
أصبحت نزلات البرد خلال السنوات الأخيرة، من الأمراض التي تصيب الفرد على مدار السنة، حتى في أعز الصيف، وتحت حرارة تصل إلى 40 درجة مئوية، وأرجع ذلك إلى بعض العادات الخاطئة التي يمارسها الفرد خلال المواسم خارج الشتاء، والتي تعرض جسمه للإصابة بتلك الفيروسات المسؤولة عن نزلات البرد، وإصابة عدوى على مستوى الجزء العلوي من الجهاز التنفسي.

وتزيد احتمالية الإصابة بهذه الفيروسات خلال موسم البرد، عند الانخفاض المحسوس في درجات الحرارة، بسبب البرودة، إذ يصاب الجهاز التنفسي للفرد، تصاحبه أعراض مختلفة بإصابات متفاوتة، حسب مناعة الجسم، تتمثل في انسداد الأنف والتهاب وعطس، التهاب في الحلق، حكة، تهيج في الحلق، سعال، تضخم اللوزتين، صديد، آلام في البلغم وتغير في الصوت، صداع، احمرار العين وتدمعها، وغيرها من الأعراض الأخرى، كآلام في المفاصل، حمى وتعب.

أوضح الطبيب، أن تلك الأعراض ما هي إلا ردود فعل الجسم لمحاربة تلك الفيروسات، التي هي "غريبة" على الجسم، تدفعه إلى محاولة التخلص منها من خلال تلك الردود الطبيعية، مشيرا إلى أن تلك الأعراض قد تكون أحيانا جد مزعجة، وقد تبلغ درجة الخطورة، وهذا يختلف باختلاف نوع الفيروس من جهة، وطبيعته، وأيضا مناعة الإنسان، إذ هناك من الأشخاص من يتميز بالحساسية القصوى، لذا لا يجب أن تتعقد حالتهم الصحية بسبب تلك الفيروسات، وإذا ما ظهرت عليهم واحدة من تلك الأعراض أو كلها، يمكن أن تصيبهم بتعقيدات قد تبلغ حد "الوفاة"، وعليه يجب مراقبتها ومحاولة التخفيف من حدتها بهدف علاجها.

وهنا يأتي دور المضادات الحيوية، يقول الطبيب، والتي من شأنها مساعدة الجسم على تخطي مرحلة الخطورة، خاصة إذا فشل الجسم في ذلك، وهذا ما يجب أن يدركه الفرد، أن المضادات الحيوية لابد أن تكون الخيار الأخير في العلاج، أو فقط لحالات "مستعصية" لبعض المرضى الذين مناعتهم منخفضة.
وأكد الطبيب أن بعض المصابين بنزلات البرد اليوم، يشتكون من طول فترة المرض، أو يعانون انتكاسة بعض فترة من العلاج، والتي تظهر على شكل أعراض جانبية مستعصية، لا تنتهي، كالحمى غالبا والسعال والعطس، حتى وإن شعر المريض بتحسن واختفاء غالب الأعراض، لكن بقاء هذه الأخيرة تزعجه، في هذا الخصوص، يقول أكسيل، لا يجب أبدا القلق من تلك الأعراض أو الانزعاج من بقائها لفترة، إذ أنها في حقيقة الأمر، هي أمر سيء لأمر جيد، على حد تعبيره، إذ أن تلك الاعراض ما هي الا وسيلة الجسم للدفاع عن ذاته، من خلال محاولة التخلص من الجراثيم والفيروسات التي بقيت، بالرغم من العلاج داخل الجسم، والتخلص منها بطريقة طبيعية، من خلال العطس أو السعال أو حتى الحمى.

وأضاف الطبيب أن نلاحظ غالبا، أن السعال يرفق بنوع من المخاط ذي اللون الأصفر أو الأخضر، يشير ذلك إلى درجة الإصابة، وهذا راجع إلى نزلة برد بكتيرية، تفرز من خلال عمل خلايا الدم البيضاء، التي هي جنود لحماية الجسم من الأجسام الغريبة، إذ تتفاعل مع الإنزيمات الموجودة في الجسم، والتي تسبب اللون الأصفر أو الأخضر أو بنيا أو يحتوي أحيانا على بعض الدم.

وأضاف الطبيب أنه من الجيد إبقاء الجسم على حاله، لفترة قصيرة، بعد أخذ العلاج، ولا يستدعي أخذ علاج أقوى بعد مرحلة الشفاء، لاسيما بالنسبة لمن لا يعاني من ضعف مناعة أو مرض مزمن، لأن تلك المرحلة التي ينتفض فيها الجسم، سوف تساعد في تعزيز المناعة وتقويتها.
وفي الأخير، شدد المتحدث على أهمية أخذ القسط الكافي من الراحة عند الاصابة بهذا النوع من الفيروسات، إذ أن الجسم في هذه المرحلة، سوف يحتاج إلى قوة نسبيا، حتى يتمكن من علاج نفسه.