المختص في علم النفس التربوي أمين شعبان لـ"المساء":

النجاح متاح إلا أنه مؤجل فقط

النجاح متاح إلا أنه مؤجل فقط
  • القراءات: 281 مرات
 رشيدة بلال رشيدة بلال

اتجه اهتمام بعض المختصين في علم النفس التربوي، عقب الإعلان مباشرة على نتائج البكالوريا، إلى التدخل من أجل التخفيف من صدمة الفشل بالنسبة للذين لم يسعفهم الحظ في تحصيل النجاح، ومن هؤلاء، الأستاذ أمين شعبان، الذي أكد في صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي، أن الذين لم ينجحوا لا يمكن وصفهم بالراسبين، وإنما نجاحهم تأجل إلى دورة أخرى.. "المساء" تحدثت إلى الأستاذ أمين شعبان، عن أهم الطرق الواجب اتباعها للتكفل بالطلبة الذين لم ينجحوا، وأهم النصائح لتخفيف حدة الصدمة عندهم، خاصة وأن البعض يرفض تقبلها.
يقول المختص في علم النفس التربوي، الأستاذ أمين شعبان، في بداية حديثه، إن من أكثر الأخطاء التي يؤمن بها الطلبة، وحتى أولياؤهم، أن البكالوريا امتحان مصيري، وهذا من أكبر المعتقدات التي تجعل الفشل يصور على أنه أزمة أو مصيبة كبرى، وبرسوبه فقد ضيع الطالب مستقبله، في الوقت الذي تحمل الحياة، بعيدا عن شهادة البكالوريا، الكثير من الفرص للنجاح سواء في التكوين المهني أو تعلم بعض المهن، أو الالتحاق ببعض المدارس المتخصصة، مشيرا إلى أن الطالب الذي لم ينجح، تعثر لسبب من الأسباب، ولم ينتقل إلى المرحلة الموالية، لكن في الواقع، وكما يقول المختص دائما "النجاح متاح.. هو مؤجل فقط"، مؤكدا أن عدم تحصيل النجاح يفترض أنه فرصة للتفكير في الخلل الذي كان يوم الامتحان، أو خلال المشوار الدراسي، قد تكون أسبابه اجتماعية أو نفسية أو حتى تربوية، كأن تكون طريقته المنهجية المعتمدة، رغم ما يملك من إمكانيات، غير صحيحة لبلوغ النجاح.
وحسب المختص في علم النفس التربوي، فإن الفشل عبارة عن عثرة من العثرات التي نعيشها في حياتنا اليومية، قد ترتبط بالتعليم أو بأشياء أخرى، بالتالي فإن العثرة لابد أن تكون فرصة من أجل إعادة النظر في الأسباب، وتحقيق نتائج أفضل، مشيرا إلى أن الكثير من الطلبة نجحوا وعاشوا فرحة النجاح، إلا أنهم سرعان ما يقررون إعادة البكالوريا لبلوغ معدلات جيدة، ومنها اختيار التخصص المناسب، فيجد الراسب نفسه محاطا بناجح قرر هو الآخر إعادة السنة.
بالتالي، يواصل المختص بأن لكل جواد كبوة، وما التعثر إلا فرصة لمراجعة النفس ومحاسبتها على بعض الهفوات خلال السنة الدراسية، كإهمال بعض المواد، أو اعتماد منهجية مراجعة خاطئة، أو التركيز بشكل مبالغ على الدروس الخصوصية وغيرها، والتي يمكن أن تكون هي السبب في تأجيل النجاح.
من جهة أخرى، حذر محدث "المساء" الأسرة، وخاصة الأولياء، من تعميق الشعور بالفشل ، وقال "نحن كمختصين نراهن كثيرا في مثل هذه الحالات على مدى تحلي الأولياء بالمسؤولية والوعي، لاحتواء الأبناء الراسبين وتقديم كل الدعم والمرافقة لهم لاجتياز هذه المرحلة"، وإن كنت أعتقد، يضيف، بأن "بعض الأولياء هم المسؤولون على تعميق الشعور بفشل أبنائهم ورسوبهم، انطلاقا من بعض التجارب، منها مقارنة أبنائهم بغيرهم واعتماد كلمات نابية وقاسية".
في هذا الإطار، يضيف الأستاذ "أحذر كثيرا الأولياء من مقارنة أبنائهم بغيرهم، وهو ما من شأنه أن يحطمهم نفسيا، بل على العكس، لابد خلال هذه المرحلة، أن يختار الأولياء الكلمات المناسبة الداعمة التي تبني أبناءهم وتساعد على تقوية نفسياتهم وشخصياتهم"، مؤكدا في السياق، أنه يعتقد بأن الأسرة في السنوات الأخيرة، استقالت في موضوع المرافقة، واعتقدت بأن المرافقة تقوم على الجانب المادي فقط، في الوقت الذي يكون للمرافقة النفسية دور هام جدا في بلوغ النجاح .
وردا على سؤال "المساء" حول فئة أخرى، رغم أنها من الناجحين، إلا أنها عاجزة عن اختيار التخصص، بسبب ضعف المعدل،  أوضح المختص في علم النفس التربوي، أن الجزائر اليوم، تملك عددا معتبرا من الجامعات التي توفر كل التخصصات المختلفة، وعليه ينبغي التأكيد على أن كل التخصصات مهمة، وأن المعدلات تختلف حسب نوعية التخصصات، وفي هذا الإطار، شدد المختص على أن اختيار التخصص يرجع إلى الرغبة الشخصية للطالب، وعليه أيضا أن يستشير المختصين، وإن كان يرغب في تخصص معين ولم يمكنه منه معدله، يمكنه إعادة اجتياز شهادة البكالوريا، خاصة إن كان متمسكا بتخصصه حتى ينجح في حياته، لأن الاختيار عن رغبة يجعل الطالب يتميز في جامعته.