حملة شعواء على "تيك توك" لهدم قيم المجتمع

"النرجسية" و"الصمت العقابيُّ" مصطلحان لتفكيك الأسرة

"النرجسية" و"الصمت العقابيُّ" مصطلحان لتفكيك الأسرة
  • 343
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

لاتزال التطبيقات والمواقع الاجتماعية تفاجئنا بخرجاتها المحيّرة. فبعد سلسلة "التراندات" التي دخلت البيوت عنوة من "أكثر جرأة" أو أكثر "وقاحة" في الحديث عن الخصوصيات، وتقديم التفاصيل الخاصة حتى بالعلاقة الحميمية بين الزوجين وهتك عرض الستر، ركب المراهقون وبعض المتزوجين، خصوصا من النساء، موجة "النرجسية"، أو" تراند الزوج النرجسي"؛ إذ أصبح أيُّ فعل من الزوج لا يروق زوجته، هو الدافع لأن تضع له منشورا أو تركّب له فيديو خاصا، تخبره فيه أنه "نرجسي" ، تستحيل الحياة معه. والغريب أن تحليل الحالة لا يتم عبر مختص في علم النفس، وإنما عبر تطبيق "التيك توك" ؛ حيث يعلّق على المنشور الآلاف بالتحليل والتشخيص. والأغرب أن دعوات "الصمت العقابي" في تكاثر من أصحاب الآراء، الذين يرون فيه الحلول المناسبة للظاهرة.

المتصفح للكمّ المعتبر من التعليقات يلاحظ التحامل على الزوج أكثر من الزوجة؛ إذ توجد بعض التعاليق الخاصة بالمرأة النرجسية، على حد وصف هؤلاء، وهي الآراء التي بات يشارك فيها الكبير والصغير، وحتى المراهقون.
وتُعد النرجسية، كما يعرّفها أهل الاختصاص، اضطرابا في الشخصية. وهي حالة صحة نفسية، تتميز بنمطٍ مستمر من الشعور بالفخامة أو العَظَمة، والحاجة إلى الإعجاب، والافتقار إلى التعاطف. يبالغ فيها هذا النوع من المرضى في تقدير قدراتهم، وإنجازاتهم. ويميلون إلى التقليل من شأن قدرات الآخرين إلى درجة محقها أو تقزيمها.
ويقوم الأطباءُ بتشخيص اضطراب الشخصية النرجسي استنادًا إلى أعراض نوعيّة؛ مثل الشعور المبالَغ فيه وغير الصحيح من الشخص، بأهميته الذاتية ومواهبه. والحاجة إلى الإعجاب غير المشروط، والشعور بالاستحقاق.

وتشير الدراسات إلى أن هذا الاضطراب يحدث عند حوالي 2% من الأشخاص، وخاصة الرجال. والغريب في الأمر أن" تراند" التيك توك وبعض صفحات فايسبوك، يجد تفاعلات تفوق 10 آلاف تعليق على المنشور والمشاركة الدائمة فيه، كما لو أن الأمر أصبح شائعا، والمرض مستعصيا. والملاحَظ أن هذه التعليقات والأحكام المسبقة دون الاستناد على خبير أو مختص، تطلَق على الرجل الذي لا يقبل أن تكون لزوجته علاقة صداقة بالرجال.
كما ركبت المراهقات الموجة. وبِتن يصفن من يعرفونهن بهذا الداء؛ أي النرجسية. وجاء فيها على سبيل المثال: "شريكك يرفض خروجك إلى النادي أو العشاء مع صديقاتك، نرجسي".. "يغار من نجاحك المهنيّ ويسعى لإبقائك في البيت وتحطيمك، نرجسي".. "لا يقبل أن تكون لك علاقات وصداقات مع الآخرين بدافع الغيرة، هو نرجسي" .. "يهتم بنفسه كثيرا ولا يعطيك الاهتمام، نرجسي" ... وتكثر، بالمقابل، التعليقات المطالبة بممارسة "الصمت العقابي" على هذا الزوج، الذي تم تصنيفه، مباشرة، بالنرجسي، والأناني، والمغرور، الذي يريد أن يجعلك مطية للوصول إلى القمة، وسحقك في نفس الوقت... " لله في خلقه شؤون "..