ثروة بحاجة للاهتمام

النيران تلتهم 48 ألف نخلة بورقلة

النيران تلتهم 48 ألف نخلة بورقلة
  • 984
و. أ و. أ

تتوفر ولاية ورقلة على أعداد معتبرة من النخيل المنتج، يفوق مليونين وخمسمائة ألف نخلة، مما جعل المنطقة واحدة من أكبر جهات الوطن حيازة لمثل هذا النوع من الثروات الغابية، لكنها بحاجة إلى مزيد من الاهتمام والتثمين.

يكمن هذا الاهتمام، في تعويض ما تتعرض له هذه الثروة الهامة سنويا من نزيف، بسبب الحرائق التي تتسبب في إتلاف أعداد كبيرة من أشجار النخيل، على الرغم من المجهودات المبذولة من طرف السلطات العمومية، للحد من هذه الظاهرة، وما تشكله من انعكاسات سلبية على الاقتصاد المحلي والبيئةفي هذا الصدد، تشير المعلومات المستقاة من مديرية الحماية المدنية، عشية اليوم الدولي للغابات، إلى أن ولاية ورقلة عرفت ـ على سبيل المثال ـ من عام 2008 إلى غاية سنة 2020، إتلاف أزيد من 48 ألف نخلة بفعل الحرائق، ناهيك عن تدمير نسبة كبيرة من الأعشاب والحواجز التي تستعمل من طرف الفلاحين، لوقاية بساتين النخيل من مختلف المؤثرات الخارجية.

وقد جرى إحصاء خلال نفس الفترة، نشوب 5123 حريق بغابات النخيل المنتشرة عبر مختلف أقاليم الولاية، من بينها أزيد من 500 حريق تم تسجيله السنة الماضية، وتسبب في إتلاف 4226 نخلة، استنادا إلى مديرية الحماية المدنية. ويتسبب في غالبية هذه الحرائق المزارعين أنفسهم، الذين لا يولون الاهتمام والعناية الكافية للتدابير الوقائية التي تحول دون ذلك، خصوصا ما تعلق منها بتنظيف البساتين من الأعشاب والحشائش الضارة، ومخلفات النخيل التي تساعد على الانتشار السريع للنيران، بالإضافة إلى عدم توفر نقاط المياه الكافية والضرورية لإخمادها عند اشتعالها، وافتقار العديد من واحات النخيل بالجهة إلى المسالك والممرات التي تسهل عملية تنقل وتدخل أعوان الحماية المدنية، مثلما أُشير إليه.

لا تعود أسباب اندلاع حرائق الغابات إلى المزارعين بمفردهم، بل هناك أسباب أخرى مرتبطة بالطقس وبمناخ المنطقة صيفا، حيث يؤدي أحيانا الارتفاع الكبير في درجات الحرارة إلى نشوب الحرائق الغابية، كما أن البعض منها مرتبط بسلوكيات سلبية لبعض المواطنين (إلقاء أعقاب السجائر أو إشعال النار لأغراض الطهي، ومغادرة المكان تاركا النار مشتعلة)، كما ذكر.

جهود حثيثة لتدارك هذه الوضعية

في المقابل، تُبذل جهود حثيثة على مستوى الولاية من أجل تدارك هذه الوضعية، والوقوف في وجه انعكاساتها السلبية على ثروة النخيل التي تعد من أهم الموارد الاقتصادية بالجهة، وفقا لمديرية المصالح الفلاحية بالولاية.

في هذا الإطار، جرى غرس خلال هذه السنة، 40 ألف فسيلة نخيل جديدة عبر مساحة إجمالية قدرها حوالي 400 هكتار، مثلما جرى توضيحهاستمرارا لهذه الرؤية الهادفة إلى تثمين ثروة النخيل بالمنطقة، وتعويض أعداد النخيل التي أصابها التلف إما بفعل الحرائق، أو نتيجة عوامل أخرى، فإن الأهداف المسطرة في آفاق 2024، هو تخصيص مساحة إجمالية قوامها 6900 هكتار لزراعة النخيل، مما سيسمح بغرس أكثر من 600 ألف فسيلة نخيل جديدة، مثلما أُشير إليه.

يذكر أن المساحة المخصصة خلال الموسم الفلاحي 2020 -2021 لزراعة النخيل بولاية ورقلة، قدرت بـ 23139 هكتار، بينما بلغ عدد النخيل في الجهة 2723853 نخلة، منها 2517186 نخلة منتجة، وفقا لمديرية المصالح الفلاحية بالولاية.