تؤسس لطفل اتكاليّ

الواجبات المدرسية للأبناء وليست للأمهات

الواجبات المدرسية للأبناء وليست للأمهات
  • القراءات: 294
رشيدة بلال رشيدة بلال

 تتحول جل المنازل بعد انطلاق الموسم الدراسي، إلى شبه مدارس صغيرة، تلعب فيها الأم خاصة، دور المعلّم. وبعدما كان دورها يقتصر في سنوات خلت، على مجرد التوجيه والمتابعة، أصبحت تتكفل بالمراجعة، وحل كل الواجبات عوض ابنها؛ اعتقادا منها أنها بهذه الطريقة، تساعده في عملية التلقين، ولكنها في الحقيقة، حسب المختصة في علم النفس العيادي البروفيسور آمال بن عبد الرحمان، تعلّمه الاتكالية، وتؤسس لطفل لا يعرف كيف يفهم واجباته المدرسية.

٣أقوم بحل كل التمارين بنفسي عوض ابني".. "كثرة الواجبات جعلتني أنوب عنه في حل التمارين".. "لو لم أفتح المحفظة وأطّلع على فحوى الكراريس لن يحل أي واجب مدرسي"... هي أجوبة بعض الأمهات اللواتي تحدثت إليهن "المساء" حول كيفية تدخّلهن لمساعدة الأبناء خلال عملية المراجعة، والتي يبدو أن جلّها تفيد بأن الأمهات هنّ من يتولين عملية المراجعة، بل وحلّ كل الواجبات المدرسية التي تقدَّم لأبنائهن. وهذه، حسب البروفيسور آمال بن عبد الرحمان المختصة في علم النفس العيادي، من الطرق الخاطئة في العملية التعليمية.

وقالت المختصة في تصريح لـ "المساء"، "من المفروض أن يقتصر تدخّل الأم على مساعدة الابن في عملية الفهم، وتركه يتولى حل واجباته بنفسه حتى وإن أخطأ فيها؛ لأن العبرة هي تمكينه من المحاولة حتى ولو كان ذلك بالخطأ، ليتعلم كيفية الاعتماد على نفسه، ولا يتعلم الاتكالية". وأوضحت المتحدثة تقول: "الأخطاء التي تقع فيها جلّ الأمهات هي التسرع لربح الوقت. وعوض استغراق الوقت في انتظار أن يفهم الابن ويحاول حلّ واجبه، تحل محله؛ اعتقادا منها أنها بهذه الطريقة، تسهّل لنفسها ولابنها، وبطريقة غير مباشرة، حفظ الحلول عوض فهم طريقة الحل"، مشيرة إلى أن هذه الطريقة أصبحت شائعة، وهي من أكثر الأخطاء التي يجب أن تنتبه لها الأمهات، اللواتي يقمن بهذا الدور، وأن يتحلَّين بالكثير من الصبر؛ حتى لا يزدن من أعبائهن.
ومن بين الآثار السلبية التي تنعكس على تكفل الأمهات بحل الواجبات المدرسية عوضا على أبنائهم، حسب المختصة، حالة القلق والتوتر التي تصيبهن خلال فترة الاختبارات والتقييمات؛ لأن الكثيرات ينصدمن من النتائج المحققة، والتي تكون في كثير من الأحيان غير مرضية للأمهات؛ لأنها لا تعكس المجهود المبذول.

وتوضح البروفيسور: "بحكم أن الابن لم يتعلم كيفية الحل ولم يكن أصلا يستوعب؛ لأن الواجبات المدرسية كانت تقدَّم له جاهزة، حبَّذا لو أن الأمهات يفهمن أن دورهن يقتصر على التوجيه، وتمكين الابن من الاعتماد على نفسه؛ للكشف عن نقاط ضعفه، والابتعاد على الحلول الجاهزة، والاتكالية"، لافتة إلى أن العملية تحتاج إلى صبر كبير. وحسبها، فإن أغلب الأسباب التي تجعل الأمهات يخترن أقصر طريق عند المراجعة للأبناء من خلال التكفل بكل الواجبات، هو التفرغ  لمتابعة ما يحدث عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وإعطاء الانطباع لعقلها بأنها انتهت من المراجعة لابنها.

واحدة من المسائل الهامة التي ارتأت البروفيسور آمال لفت انتباه الأمهات إليها، هي ضرورة إدراك الاختلاف في مستويات الذكاء عند الأطفال، وبالتالي هذا العامل لا بد أن يتم مراعاته في عملية المراجعة. كما إن الوقت الذي يستغرقه البعض في الفهم، يختلف عن أطفال آخرين، وهو الأمر الذي يجعل من عملية الفهم صعبة على البعض، وبالتالي تكون النتائج غير مرضية.
وفي الختام قالت: " أعتقد أن دور الأمهات يقتصر على التوجيه، وأن تدخّلهم في حل الواجبات المدرسية يقتصر على المساعدة في فهم ما لم يفهمه الابن، وليس في حل الواجب نيابة عنه ".