السوق الأسبوعي لـ’’الحمري’’بوهران:
الوجهة المفضلة للظفر بالفرص النادرة
- 1332
يعد السوق الأسبوعي الذي يقام كل يوم جمعة بحي ”الحمري” الشعبي بوهران القبلة المفضلة للأولياء ذوي الدخل المتوسط والضعيف مع اقتراب حلول عيد الفطر المبارك، لأن المكان أضحى من بين الفضاءات التجارية النادرة التي تعرض منتوجات مختلفة بأسعار معقولة ومع الاحتفال بعيد الفطر فإن سوق ”الحمري” عرف اكتظاظا منقطع النظير.
وعلق هواري، موظف سابق في أحد البنوك وهو متقاعد حاليا، في هذا الصدد: ”سوق الحمري معروف حيث ما حللت أو ارتحلت في مختلف مناطق الغرب الجزائري، لقد أصبح جزءا من إرث الوهرانيين وساكنة المناطق المجاورة، حيث يؤمه الكثير منهم كل يوم جمعة بحثا عن الفرص النادرة”.
ومع عيد الفطر المبارك، ازداد الإقبال على هذه المساحة التجارية، وهو ما لوحظ فيما يمكن أن تكون آخر جمعة في شهر رمضان الفضيل، لأن أرباب العائلات وحتى الشباب لديهم أكثر من دافع لغزو السوق.
ففي عين المكان تطرح سلع مختلفة ولو أن ‘’الجناح’’ المخصص لبيع الملابس هو الذي يحطم الرقم القياسي في عدد الزائرين، لاسيما وأن الأسعار المقترحة قد لا يكون لها مثيل في أماكن أخرى، مثلما يؤكد سعيد، صاحب ال45 عاما والذي يشتغل كسائق أجرة، مضيفا بأنه في ظل غلاء المعيشة أضحى هذا السوق متنفسا لأرباب العائلات وأطفالهم بعدما أصبح التسوق من المحلات أو المراكز التجارية الأخرى شبه مستحيل، سيما مثل هكذا مناسبات.
أسعار تنافسية بامتياز بسوق الحمري
وإذا كان المعروف عن سوق ”الحمري” أنه حكر فقط للرجال، فإن أسعاره التنافسية بدأت تغري العنصر النسوي أيضا، رغم أنه يخلو من الملابس الموجهة لهن.
لكن اقتراب عيد الفطر مع ما يعني من ضرورة إعداد الحلويات التقليدية وغير التقليدية يفسر ‘’مزاحمة’’ النساء للرجال في هذا المكان الذي أصبح يمنح الفرصة لربات البيوت من أجل شراء كميات معتبرة من الحلويات التي أصبح لها هي الأخرى ”جناحا’’ خاصا بها وبأسعار معقولة.
ويقول مالك، المختص في بيع الحلويات التقليدية كل يوم جمعة بهذا السوق: ”اعتدت على التنقل إلى هنا من تلمسان من أجل تسويق ما أحضره من أنواع مختلفة من الحلويات التقليدية وبفضل من نعرضه من أسعار جد معقولة، تتضاعف أرباحي في مثل هذه المناسبات الدينية”.
ويجد الاهتمام الخاص الذي أصبحت توليه السيدات إلى سوق ”الحمري” في كونهن لم تعد تملكن الوقت الكافي لإعداد الحلويات في مثل هذه المناسبات بأنفسهن.
فأغلبيتهن وجدن أنفسهن مجبرات على ولوج سوق العمل مع ما يحمله ذلك من متاعب وصعوبات في التوفيق بين مسؤولياتهن في هذا المجال والتزاماتهمن العائلية، لا سيما
خلال شهر رمضان الذي تتضاعف فيه مجهوداتهن في إعداد مختلف الأطباق. وأصبح الأمر شائعا بين كثير من النساء اللواتي وجدن أنفسهن مجبرات على مد يد العون لأزواجهن في ظل ارتفاع المعيشة، مثلما توضحه السيدة عائشة التي عادت إلى منصبها بوكالة للتأمينات بعدما تيقنت أن زوجها لن يكون بمقدوره تلبية حاجيات الأسرة بمفرده في وقت عرفت فيه مختلف متطلبات الحياة ارتفاعا يتزايد من فترة إلى أخرى.
❊ و.ا