عادات وتقاليد راسخة في مناطق شرق البلاد

انتعاش كبير في سوق التوابل عشية العيد

انتعاش كبير في سوق التوابل عشية العيد
  • 912
آسيا عوفي آسيا عوفي

تشهد العديد من محلات بيع التوابل بولايتي برج بوعريريج وميلة، قبل أيام قليلة من حلول عيد الأضحى المبارك، إقبالا منقطع النظير من قبل النسوة، لشراء مختلف التوابل التي تحتاجها السيدات يوم العيد، على غرار الكزبرة، الفلفل الأسود، الفلفل الأحمر، الكمون وغيرها، هذه الأنواع الأكثر طلبا، كونها تعطي نكهة خاصة في الطهي، لاسيما إذا تم استعمالها في إعداد "أحشاء الكبش"، أو ما يسمى بالعصبان، وغيرها من الأكلات المشهورة لدى العائلات البرايجية والميلية، خلال أيام العيد، إضافة إلى الزعيترة، القرفة والحمص وغيرها.

ونحن نتجول بالسوق المغطاة، وسط مدينة برج بوعريريج، وسوق بلدية شلغوم العيد بميلة، التقينا بإحدى السيدات، كانت بصدد شراء مختلف لوازم العيد، ومن بينها التوابل، لتخبرنا أنه دون هذه التوابل، لا يمكن أن تحضر الأطباق، خصوصا في صبيحة العيد، باعتبار أن هذه التوابل هي التي تضفي بنة خاصة على الأكل، لننتقل إلى محل آخر، أين وجدنا امرأة طاعنة في السن، منهمكة في شراء العديد من هذه التوابل وبكميات كبيرة، على اعتبار أن هناك العديد من الأطباق التي تطهى أيام العيد، مع التركيز على أن تكون جديدة وذات نكهة معينة، من خلال ملاحظتنا لها، مركزة جل اهتمامها على اختيار أنواع محددة من التوابل وشمها قبل اقتنائها، وعند محاولة استفسارنا عن طريقتها هذه، قالت: "بحكم سني وخبرتي في شراء هذا النوع من التوابل، فإنني أتعرف عليها إن كانت جديدة وذات طعم خاص، من شمها، خصوصا إذا تعلق الأمر بالكزبرة، التي لا يمكن لأحد تجاهل رائحتها عندما تكون جديدة".

"البوزلوف، البكبوكة، العصبان" والشواء في أولى أيام عيد الأضحى

تتفنن ربات البيوت في ولايتي برج بوعريريج وميلة، خلال أيام عيد الأضحى، في تحضير أطباق تقليدية يشتهر بها المطبخ البرايجي والميلي، منها "البوزلوف، البكبوكة أو الدوارة"، خصوصا "العصبان"، هذه الأطباق لا يكاد يمر العيد دون حضورها على المائدة في يوميه الأول والثاني، حرصا من العائلات على المحافظة على التقاليد وإرضاء رغبات عشاقها، لكن في المقابل، هناك عائلات تتخلى عن بعض أعضاء الكبش، كالرأس والجهاز الهضمي، تجنبا لتنظيفها وإعدادها، معتبرين ذلك من الأعمال الشاقة، ليكون "الحل" في الأخير هو التصدق بها للعائلات التي لم تقتن كبش العيد.

لازالت العائلات تحافظ كذلك على عادتها في عيد الأضحى المبارك، منها صيام العائلة يوم التاسع من شهر ذي الحجة، وكذا صبيحة يوم العيد، عن الأكل من الصباح إلى غاية العودة من صلاة العيد والإفطار على كبد الكبش الذي ينحر، وعن أجواء العيد، اقتربنا من إحدى السيدات التي قالت لنا، بأن رب الأسرة وبعد عودته من صلاة العيد، يستعد لنحر الأضحية، في حين تقوم الأم أو ربة المنزل بالتحضير لطهي كبد الكبش مباشرة بعد النحر،  لتفطر عليها العائلة، خصوصا الذي يصوم إلى غاية الإفطار بالكبد، وفي نفس الإطار، نجد أن بعض العائلات لاتزال متمسكة بالعادات التقليدية، فمن الأساسيات طهي طبق "البوزلوف" في اليوم الأول من العيد، بالإضافة إلى "الدوارة"، وفي المساء وبعد الانتهاء من تنظيف أحشاء الكبش، ترى نساء العائلات يستعدن لتحضير أكلة "العصبان" المتعبة في عملية إنجازها، ولابد من وجودها، حيث تقوم سيدات البيت بتقطيع "الدوارة" إلى قطع كبيرة وخياطتها قبل أن يتم ملأها بالأمعاء الدقيقة والغليظة والحمص أو الأرز، والتي تكون مطبوخة ببعض البهارات، ويتم غلقها بالإبرة والخيط، وبعد أن تطهى، تقدم كطبق رئيسي يوم العيد، وهكذا يقضي أبناء عاصمة البيبان وميلاف أولى أيام عيد الأضحى المبارك.