الأخصائية نسرين العمري لطلبة البكالوريا :
اِحذروا الطاقة السلبية.. ضعوا الثقة الكاملة في قدراتكم
- 845
أشرفت الأخصائية نسرين العمري على تقديم المساعدة والنصائح للطلبة المشرفين على شهادتي البكالوريا والتعليم المتوسط؛ من خلال العيادة النفسية لجمعية "جزائر الخير"، والتي قالت عنها في تصريح لـ "المساء": "نظرا للظروف الراهنة التي يمر بها المجتمع الجزائري خصوصا أزمة كورونا، فتحت جمعية "جزائر الخير" عيادتها النفسية لاحتوائها كل الأزمات النفسية، لا سيما مشاكل الطلاب المقبلين على اجتياز الامتحانات الرسمية، ليعبروا عن مشاكلهم وانشغالاتهم حيث نرافقهم إلى غاية موعد اجتياز الامتحانات".
أوضحت الأخصائية العمري في هذا الصدد قائلة: "لا بد من أخذ بعين الاعتبار أن توقف الطالب عن الدراسة لمدة طويلة، عرقل تفكيره وأنقص من دافعيته لاجتياز الاختبارات الرسمية؛ لأن معظم الطلاب دخلوا بدافعية كبيرة جدا للنجاح، لكن بعد جائحة كرونا تلاشت لدى البعض. ونحن نستقبل الحالات في عيادة جمعية "جزائر الخير"؛ إذ يتقدم الطلاب رفقة أوليائهم أو أحد الوالدين ليعبروا عن قلقهم تجاه أولادهم وحالتهم النفسية السيئة التي تأثرت بالحجر الصحي، لا سيما رغبتهم في الحفظ والمراجعة".
وتضيف قائلة: "لما نقوم بالمقابلة العيادية مع الطلاب نلمس الضغط النفسي العالي الذي يعانون منه، ويصرحون بأنهم لا يستطيعون الدراسة ويحسون بصداع رهيب، يحفظون المعلومات ولا يستطيعون استرجاعها، كما ينسون المعلومات كلها، وينتابهم الشعور بالغثيان والدوار.
يعانون من مشاكل هضمية مثل الاسهال أو الإمساك، وكذا فقدان الشهية أو الشراهة، إلى جانب قلة النوم، والأحلام المزعجة، وبالتالي نفسية غير مستقرة، وتوتر في علاقاتهم مع الأسرة والأصدقاء".
وأشارت المختصة إلى أن الطلبة يصرحون بأن مشاعرهم غير مستقرة؛ في الصباح تكون دافعيتهم قوية، وبعد ساعتين يقررون عدم الاجتياز، إلى جانب الشرود الذهني الكثير، والتفكير الزائد، ويشغل بال الطالب الأسئلة التالية: "هل سأتحصل على الشهادة أم لا؟ أنا لم أحضر بالشكل الكافي، ماذا أفعل لو لم أتحصل عليها؛ سأحزن وستحزن عائلتي وينهار مستقبلي! وغيرها من الأفكار السلبية التي تكبله وتلهيه عن دراسته".
ونبهت العمري إلى أن الطلاب أصبحوا عدوانيين ومزاجيين وتنتابهم فترات اكتئاب وإحباط مع فقدان الرغبة في الدراسة، تقول: "لما نسأل عن السبب يقولون إنهم متخوفون من الاختبار أو من أن تنتقل إليهم عدوى كوفيد 19 أثناء اجتياز الامتحان". وأوضحت المختصة: "نتفهم حالة الطلاب النفسية، لاحظنا أن معظم الحالات التي تتقدم من العيادة يكون ضغط الأهل عليها كبيرا ومؤثرا؛ فقلقهم الزائد هو الذي يبعث فيهم الطاقة السلبية من خلال الكلمات المحبطة التي تنزل كالصاعقة على الطالب؛ مثل الكل سيتحصل على الشهادة إلا أنت... عندما يفرح الكل سنبكي نحن.. وغيرها من الكلمات التي تؤثر على الطالب بشكل سلبي".
وتطرقت المختصة لإشكالية المراجعة قائلة: "أشار الطلاب إلى أنهم يواجهون صعوبة في المراجعة؛ لأنها ستكون فردية بحكم منع التجمعات، وهو ما أدى بهم إلى فتح مجموعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يتكلمون فيها بالصوت والصورة عن الدروس والمراجعة".
أهم النصائح المقدمة للطلاب
تقول المختصة: "إن أهم النصائح المقدمة للطلاب المقبلين على الامتحانات الرسمية، الابتعاد عن كل أخبار الإصابات وانتشار المرض وغيرها، ونطلب منهم التركيز على دروسهم وامتحاناتهم. في العيادة ندربهم على فكرة أن هذه الشهادة مجرد امتحان عادي كباقي الامتحانات وليست هذه الشهادة هي التي تحدد لك مستواك، تستطيع إعادتها في ظروف أحسن. لكن حتى يتسنى للطالب الحصول عليها لا بد أن يساعد نفسه من خلال الغذاء الجيد والنوم الكافي".
أما عملية الحفظ والمراجعة فتكون في الصباح، حسب الأخصائية، التي أكدت أن الذهن يكون صافيا. كما يجب فهم الدروس، وأن يقوم الطالب بكتابتها في أوراق على شكل مطويات صغيرة يحتفظ برؤوس الأقلام فيها، وعلى شكل ملخص صغير ويستعمل الألوان؛ لأن الذاكرة تحتفظ باللون، وبالتالي يستطيع أن يسترجع بشكل سريع أثناء الامتحان.
وفي يوم الامتحان يقرأ المواضيع جيدا، ويختار الموضوع الذي يملك فيه المعلومات الكثيرة؛ لأن الدماغ يبعث بالإشارة للاطمئنان، ويشعر الطالب بالراحة النفسية، وبالتالي تتسلل المعلومات، ويستطيع الطالب الإجابة على قدر كبير منها.
وإذا لم يجب الطالب بشكل جيد في المواد الأساسية لا يفقد الأمل، فكل الاحتمالات تبقى قائمة حتى الدقيقة الأخيرة، تماما مثل كرة القدم عندما يجتاز الطالب الامتحانات يتفرغ لأشياء أخرى للتخفيف من قلق الانتظار.
وأشارت في كلمة إلى الأولياء: "ننصح الوالدين بتوفير الجو المناسب لأولادهم، وأن يبتعدوا عن الألفاظ السلبية والكلمات البذيئة، وأن يدعموا أولادهم نفسيا وماديا في هذه الفترة بكل حب وطاقة إيجابية، وأن يرافقوهم خلال فترة الامتحانات حتى تمر الفترة بسلام. ونسأل الله أن يوفق جميع طلابنا، وأن تعم الفرحة كل البيوت الجزائرية".