تجربة جديدة يشرف عليها مختصون بمستشفى باب الوادي
برنامج جديد للتقليل من الولادات القيصرية
- 691
أطلق المستشفى الجامعي بباب الوادي، مؤخرا، برنامجا خاصا، يحمل عنوان "التحضير للولادة"، ويعد ـ حسب المختصين ـ تخصصا جديدا في الجزائر، حيث تم في هذا الشأن، تكوين عناصر السلك الطبي بمصلحة التوليد، تحسبا لاستقبال الحوامل وتحضيرهن لولادة طبيعية مريحة، عن طريق مجموعة من تمارين الاسترخاء.
قالت الدكتورة نعيمة واندي، طبيبة عامة لدى المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بباب الوادي، في تصريح لـ"المساء"، على هامش أسبوع تحسيسي نظم حول هذا الموضوع، بأن الولادة تعد إحدى أعظم اللحظات وأكثرها خصوصية في حياة المرأة، فهي معجزة الخالق في إعطاء الحياة لإنسان آخر، فالإنجاب، حسبها، "حلم كل فتاة، لكن رغم جمال الولادة الطبيعية، إلا أنه يمكن أن تشعر كل مقبلة عليها بخوف وقلق شديد، بسبب المخاض والخوف من الألم المرتبط به"، وهو ما أشارت إليه المختصة، إذ قد يكون ذلك سببا يدفع بالكثير من الأمهات إلى التوجه نحو العمليات القيصرية، تحت مفعول مخدر موضعي، لتفادي الشعور بالألم، أو أي مضاعفات أثناء عملية الولادة، مؤكدة أن "هذا الأمر غير مفيد لا للمرأة ولا لرضيعها، فالولادة الطبيعية هي أكثر أمانا لكلاهما، وتبقى الوسيلة الأكثر سلامة للإنجاب."
وتضيف المتحدثة أنه منذ 1913، تم اكتشاف تقنية جديدة لمساعدة المرأة الحامل على إدارة قلقها، استعدادا للولادة الطبيعية، دون أن تضطر إلى المرور بالولادة القيصرية، وفي هذا البرنامج، يساهم أخصائيو الرعاية الصحية، بتوفير معلومات حول خيارات تخفيف الآلام وأساليب التعامل بشكل فعال أثناء المخاض. ومنذ هذا الاكتشاف، تقول الطبيبة؛ انتشرت التقنية عبر مختلف أنحاء العالم، وتم حينها تطوير دورات من قبل المعالجين المختصين، بالاشتراك مع المهنيين الصحيين، وتم تدريسها للعديد من الأزواج في جميع أنحاء العالم، بعد أن أثبتت مدى فعاليتها في تخفيف القلق والاسترخاء لإدارة الألم وتجربة ولادة سهلة وغير مؤلمة.
يتيح البرنامج أيضا، معرفة تقنيات الاسترخاء والتدليك، إذ لا يتطلب إلا بساطا وكرة مطاطية، وبعض التقنيات التي تساهم في إدارة أي قلق أو خوف قد ينتابها بشأن عملية الولادة، وفي جوهر هذه التجربة، تقول الطبيبة: "هو برمجة العقل على الاسترخاء، لتكون الولادة سريعة وسهلة، خاصة أن الجسم لن يقاوم العملية الطبيعية".
وفي الأخير، قالت الطبيبة، إن البرنامج كذلك يتضمن دورات حوار مع المرأة المقبلة على الولادة، لاسيما إذا كان حملها الأول، لتوضيح كيفية التعامل مع الحمل، إلى غاية وضع الجنين، كما يتم توضيح ما تحتاجه قبل دخولها المستشفى، بتحضير ما يعرف بحقيبة الرضيع، من ملابس وأدوات تمنحها الراحة، لها ولطفلها الرضيع".