يعرف رواجا كبيرا في سكيكدة

بلدية خناق مايون عاصمة فاكهة "القطلب"

بلدية خناق مايون عاصمة فاكهة "القطلب"
  • 340
بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

تزخر بلدية خناق مايون، المتواجدة أقصى غرب سكيكدة، وكل المناطق الغابية المتواجدة بها، بالعديد من الخيرات الطبيعية التي تبقى بحاجة إلى اهتمام أكبر، ولما لا الترويج لها خارج تراب الولاية، ومن بين تلك الخيرات، فاكهة "القطلب" أو "اللني"، أو كما تعرف باللغة الأمازيغية بـ"السسنو" و"اساسنو"، وأيضا تعرف باسم الكرز البري، كما تعرف باسم الفراولة الجبلية، لاسيما وأن بالمنطقة، ثروة غابية تتشكل في معظمها من هذا النوع من أشجار هذه الفاكهة، التي يعود أصلها إلى الإغريق.

تقدر مساحة تواجدها، حسب بعض الأهالي ممن تحدث "المساء" معهم، بأكثر من 70 بالمائة من المساحة الغابية، ومن ثمة تعد شجرة "القطلب" أو الكرز البري، التي يوليها سكان المنطقة أهمية كبيرة، من أقدم الأشجار بالولاية، وفي منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط. وحسب إطار من مديرية المصالح الفلاحية للولاية، تنضج هذه الفاكهة مع أواخر شهر أكتوبر، وتتواصل إلى أوائل شهر ديسمبر، وتختلف المدة بحسب مناخ المكان ودرجة الحرارة، إذ يمكن أن تظهر سريعا وتختفي أسرع من ذلك.

وتشهد المناطق الغابية لخناق مايون، خلال هذه الفترة، عملية جني فاكهة " القطلب"، التي يعاد بيعها في الأسواق على المستوى المحلي، وحتى على مستوى عدد من التجمعات السكنية الكبرى، فيما يقوم العديد من أهالي خناق مايون ولعوينات، إلى يومنا هذا، بصناعة المربى التقليدي بالكرز البري، إلى جانب إنتاج العسل المُر، المرتبط بهذه الشجرة، إذ يكثر الطلب عليه، نظرا لفوائده الصحية.

فوائد صحية لا تعد ولا تحصى

للإشارة، تتميز شجرة الكرز البري، بحجمها المتوسط وجمالها الرائع، حيث يصل علوها إلى أكثر من 10 أمتار، دائمة الخضرة، تتواجد مع أشجار السندان والبلوط، تبدأ ثمارها بأخذ اللون الأزرق، ثم الأخضر، فالأصفر، إلى أن تصير خلال فصل الشتاء عند النضج، حمراء قرمزية، وإلى جانب جمالها، فهي غنية بفيتامين (س)، كما أن طعمها مزيج بين الكيوي والكرز وبرتقال المندرين، وإلى يومنا هذا، ما يزال العديد من أهالي خناق مايون، يستخدمون ثمرة "اللني" في علاج العديد من الأمراض، كالأكزيما المرتبطة بالنقرس، مرض وآلام الروماتيزم، وآلام المفاصل، خاصة المفاصل الكبيرة كالركبة والمرفقين، والأكثر من ذلك، تستعمل في علاج آلام الظهر ومشاكل البول المتقدمة بالمثانة، وفي الحمية، بالخصوص وأنها تحتوي على "البيكتين" و"النشا" وأيضا تحتوي على مضادات الأكسدة بتركيز عال، مما يجعلها أيضا واقية للقلب والشرايين وحافظة كذلك من تآكل الخلايا الدماغية، والغريب في تركيبها الكيماوي، أنها تحتوي على معدن الكروميوم، الذي يساعد على تخفيف الدم وتنشيط الدورة الدموية وتسكين آلام العضلات.

ولأن مذاق اساسنو حامض، فإنه يجعله يتصدر قائمة الفواكه المذيبة لحصوات المرارة، وكذلك تحسين حلة القولون والمعدة، لأن الأحماض العضوية تساعد على رفع حموضة المعدة، وكذلك على تراجع حجم الحصوات فيها لمرارة وإذابة النقرس، لهذا السبب، صنف شجرة اساسنو ضمن النباتات الطبية، إلا أنه ينصح بعدم استهلاكها بكثرة، لأنها تسبب الإسهال، كغيرها من الفواكه الأخرى الغنية بالأملاح والماء.

ضرورة الاهتمام بالفواكه الغابية

وفي كل هذا، فإن الاهتمام بهذه الخيرات التي تزخر بها المناطق الجبلية بسكيكدة، تبقى أكثر من ضرورة، بالخصوص فيما يخص تشجيع الشباب على الاستثمار في تلك الخيرات، من خلال إنشاء مؤسسات مصغرة لإنتاج الزيوت الطبية أو لتسويق المنتوج خارج حدود الولاية، ولما لا خارج التراب الوطني، إضافة إلى ذلك، فإن على المجالس الشعبية البلدية تنظيم أعياد لتلك المنتجات، على غرار عيد الفراولة وعيد حب الملوك وغيرها، من شأن مثل تلك التظاهرات أن تساهم في التعريف بخيرات المنطقة، كما تشجع على السياحة وغيرها.