علاج أورام الجهاز العصبي
تأكيد على ضرورة فتح أقطاب جهوية متخصصة
- 2633
أكد رئيس مصلحة جراحة المخ والأعصاب بالمركز الاستشفائي الجامعي "فرانس فانون" في البليدة البروفيسور خير الدين بويوسف أول أمس، على فتح أقطاب جهوية متخصصة في علاج أورام الجهاز العصبي على المستوى الوطني، من أجل تكفل أفضل بالمرضى.
وقال البروفيسور بويوسف في تدخل له خلال اليوم الدراسي 12 حول الأورام الخبيثة للجهاز العصبي المركزي نُظم بالمدرسة التقنية لـ "سونلغاز"، إن فتح أقطاب جهوية متخصصة في علاج أورام وسرطانات المخ والجهاز العصبي "من شأنه أن يوفر تكفلا طبيا وجراحيا أفضل للمرضى شرط أن يتم تجهيز هذه الأقطاب بفرق طبية متخصصة ومتكاملة، وبالوسائل المادية والتكنولوجية اللازمة لعلاج هذا المرض المعقد والخطير".
دعا الأخصائي إلى تجنب فتح مصالح متخصصة في علاج أورام الجهاز العصبي في كل المستشفيات والمدن بطبيب أخصائي واحد؛ "لأن هذا سيكون غير كاف لعلاج المرضى، ويتطلب فرقا متخصصة في مختلف المجالات؛ من أطباء وممرضين وشبه طبيين ووسائل علاج ضخمة ومتطورة في التصوير الطبي المتخصص والأشعة وغيرها، بالإضافة إلى التحكم في آخر التكنولوجيات الطبية". كما شدد على ضرورة التنسيق الجيد بين المراكز والمصالح المتخصصة في المجال الموجودة على المستوى الوطني، والبالغ عددها عشرة، والتفكير في تجهيزها وتحديث هذه التجهيزات بآخر التكنولوجيات التي تصل إليها الأبحاث بانتظام.
من جهة أخرى، قال البروفيسور بويوسف إن "عدد المرضى المصابين بأورام المخ والجهاز العصبي في الجزائر، في تزايد مستمر، حيث يتم تسجيل 2000 حالة جديدة سنويا. كما أن نسبة وفاة المريض مرتفعة، حيث لا تتعدى فترة عيشه عموما سنتين".
وأرجع رئيس مصلحة جراحة المخ والأعصاب بالمركز الاستشفائي الجامعي "فرانس فانون" هذا الأمر، إلى وصول المريض إلى المستشفى في حالة متقدمة من المرض، "لهذا فرغم إجراء الجراحة والعلاج بالأشعة والكيميائي، فإن فرص عيشه عادة ما تكون ضئيلة"، كما قال.
ودعت الدكتورة سميرة طروادادة طبيبة مختصة في مركز معالجة السرطان بالبليدة، الأطباء العامين إلى العمل على التشخيص والفحص العيادي الجيد للمريض؛ من خلال محاورتهم ومساءلتهم والاستماع إليهم جيدا، معتبرة إياهم (الأطباء العامين) الحلقة الأساسية والأولى في اكتشاف الورم عند المريض. وقالت الدكتورة طروادادة: "كلما كان اكتشاف المرض مبكرا ربحنا وقتا أكثر، وبالتالي تتوفر فرصة أكبر للمريض في الشفاء والعيش لفترة أطول". وأشارت: "لا يمكن أن نخطئ في هذا النوع من الأورام الذي يتم تحديده من خلال وجود متلازمة ارتفاع الضغط في المخ، والذي تتمثل أعراضه في الصداع المتواصل في الرأس واضطراب الرؤية والتقيؤ"، لافتة إلى إمكانية وجود أعراض أخرى غير مرئية بوضوح ولها علاقة بتطور الورم؛ كرعشة في حركة الجفن، أو صداع خفيف أو مشكل في تحريك أحد أعضاء الجسم، كاليد أو الرجل.
وبدوره، ذكر رئيس جمعية "البدر" لمساعدة مرضى السرطان الدكتور مصطفى موساوي (الجهة المنظمة لهذا اليوم العلمي)، أن الهدف من تنظيم هذا اللقاء هو الوقاية والإعلام بخطورة أورام المخ والجهاز العصبي، إلى جانب تحسيس أول الفاعلين في قطاع الصحة، وهم الأطباء العامون، بأهمية الاستجواب الجيد للمريض، وتوجيهه إلى المصالح المختصة في الوقت المناسب. جرى هذا اللقاء بمشاركة مختصين في أورام الجهاز العصبي وأطباء من مختلف المؤسسات الصحية العمومية والخاصة بولاية البليدة. وتم، بالمناسبة، تقديم عدة مداخلات حول الموضوع، من بينها "الأعراض العيادية وتصنيف الأورام الخبيثة"، و«تصوير الأورام الخبيثة"، و«جراحة مختلف أنواع الأورام الخبيثة" و«التأثير النفسي وإعادة إدماج المريض مهنيا واجتماعيا".