بعد أن عمّت الظاهرة مواقع الأنترنت

تحذيرات من مخاطر الاحتيال الإلكتروني

تحذيرات من مخاطر الاحتيال الإلكتروني
  • 340
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

يخلّف التسوق عبر الأنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، الكثير من الضحايا الذين يقعون في فخ محترفي النصب وسرقة أموالهم من خلال بيع بضاعة لا تتوافق ومعايير النوعية على سبيل المثال؛ في محاولة لاستغلال جهل هؤلاء ببعض الأمور، لا سيما أن ثقافة التسوق عبر الأنترنت تُعد حديثة عند بعض الجزائريين، والتي انتعشت "نسبيا" في فترة الحجر الصحي خلال انتشار وباء كورونا قبل سنوات. ورغم تحذيرات المختصين في الاقتصاد ومنظمات حماية المستهلك لأخذ الحيطة والانتباه الدقيق للإعلانات المنشورة على المواقع قبل اقتناء البضاعة، إلا أن ضحايا هذه الممارسات مازالوا يقعون في فخ المحتالين. وللحد من الظاهرة تحركت عدة جهات أمنية وجمعوية لتحسيس مستعملي الفضاء الأزرق، وتحذيرهم من الوقوع فرائس في أيدي أشخاص يستعملون في غالب الأحيان، هويات مزيّفة.

وللحد من انتشار الظاهرة وكشف ممارسات المحتالين على الأنترنت، أطلقت، مؤخرا، المنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه، حملة تحسيس لتوعية المواطنين بضرورة الحذر خلال "التسوق عبر الأنترنت"، بتقديم نصائح تتعلق بالتصدي لإبداعات هؤلاء المحتالين، الذين يتفننون في ابتكار طرق جديدة وملتوية للنصب على المواطنين الأكثر غفلة، ليجد البعض نفسه ضحية نصب واحتيال رغم أن القانون يحميهم من مثل هذه الممارسات، إلا أن المحتال يجد طريقة ليستغل مختلف الثغرات لممارسة احتياله، والتهرب من تداعيات عمله الإجرامي.

"كن مستهلكاً واعياً "

جددت منظمة حماية المستهلك، في هذا السياق، تحذيراتها بشأن خطورة التسوق عبر الأنترنت، مطلقة حملة تحسيس وتوعية تحت شعار "كن مستهلكا واعيا" ؛ حيث نبّه القائمون على الحملة إلى أن حماية النفس والمال عند التسوق الإلكتروني، أمر بالغ الأهمية؛ للتصدي لكل محاولات النصب والاحتيال التي يترصدها الكثير من رواد الأنترنت ممن ينتحلون صفة التجار، رجالا كانوا أو حتى نساء، يستغلون غفلة هؤلاء لسرقة أموالهم بشتى الطرق.
وذكّر، في هذا الصدد، رئيس فرع العاصمة لدى المنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه، كمال يويو، بضرورة التحلي ببعض الفطنة خلال محاولة ممارسة ما يُعرف بالتجارة الإلكترونية.
وأهم ما يمكن القيام به في مرحلة أولى، يضيف، التأكد من سمعة المتجر، وتعزيز تلك المعرفة بتعاليق الزبائن والعملاء المرفقة مع نفس المنشور؛ لمعرفة ما إذا سبق أن تعامل أحدهم مع نفس المتجر، وكيف كانت تجربته سيئة أم جيدة، موضحا أن هؤلاء غالبا لا يترددون في نشر تعاليق سلبية إذا ما كانت لديهم تجربة سيئة.

كما أكد المتحدث على ضرورة الابتعاد عن المتاجر الوهمية التي ليس لديها مقر يمكن الاحتجاج لديه في حال التعرض لغش أو احتيال، والتي غالبا ما يقع في شراكها الزبائن ضحايا؛ حيث يعمدون إلى إغراء الزبائن بأسعار تنافسية لبضاعة يروّجون لها على أنها مستورَدة من الخارج، مستغلين ندرة بعضها للإيقاع بالمتلهفين على اقتنائها.
وأضاف المتحدث أن بعض النصائح من شأنها أن تقلل من احتمالية الوقوع ضحية هؤلاء، وذلك باتباع بعض الخطوات "التي لا بد منها" في مرحلة أولى لتصفية المواقع المزيّفة، والتي تعمل وفق لوغاريتميات محددة، عملها الأساس النصب على أموال متصفحي الأنترنت.

ومن تلك النصائح التي قدمتها المنظمة، تأكدُ المتصفح أن العنوان ليس موقعا مزيّفا، وأن عنوان المتجر يظهر بصورة //:https وليس //:http ، واستخدم كلمة مرور قوية، وتفعيل نظام تصفية رسائل البريد الإلكتروني غير المرغوب فيها؛ ما يُعرف بـ " السبام"، وتثبيت برامج لمكافحة الفيروسات مع تحديثه في كل مرة؛ لتصفية أكثر المواقع "المثيرة للشكوك"، مع التحذير من عروض التسوق التي تطالب باتخاذ القرار السريع؛ على أساس، مثلا، أنها عروض محدودة، أو نفاد الكمية، أو انتهاء فترة التخفيض؛ إذ من شأنها أن تثير الرغبة في اقتناء السلعة، والاستفادة من العرض دون التفكير في تبعات القرار.