ولاية سكيكدة
ترسيخ قيمة النشاط التضامني في المجتمع
- 1358
تلعب جمعيات المجتمع المدني بولاية سكيكدة، دورا رائدا في مجال المساهمة في ترقية المواطنة وغرس الثقافة التضامنية وسط المجتمع، الذي في كثير من الأحيان، كان يتجاوب إيجابيا مع الجمعيات، التي أصبحت بدورها تتنافس على فعل الخير رغم أن مفهوم ”المجتمع المدني” مايزال في بدايته، ويحتاج ربّما إلى وقت حتى يترسخ ويتجذر أكثر في المجتمع. والتقت ”المساء” ببعض الجمعيات الناشطة في مجال التضامن وحاورتها في الموضوع.
ترى السيدة حورية بوطالبة رئيسة جمعية ”جسور الخير” الولائية التي تتخذ من مدينة عزابة (شرق سكيكدة) مقرّا لها، أن التضامن والتكافل مظهر من مظاهر التعاون الاجتماعي، خاصة تجاه المعوزين من الفقراء والمساكين وذوي الاحتياجات الخاصة، وحتى مع المسنين، مضيفة أن عمل الخير يساهم في تحقيق التكافل الاجتماعي الحقيقي.
وفيما يخص نشاطات جمعيتها، فقد لخصتها السيدة بوطالبة في العديد من الأنشطة الخيرية التضامنية التي مست أساسا العائلات المعوزّة، وحاليا، كما قالت، هي بصدد التحضير لقفة رمضان بالتنسيق مع جمعيات من عزابة وسكيكدة، وبإشراك ومساهمة فاعلي الخير من المتبرعين والمحسنين الخيّرين.
من جهتها، أكدت السيدة فتيحة ابن يحي رئيسة جمعية ”الأيادي الذهبية لكل فقير” من ولاية سكيكدة، على أهمية التواصل الإنساني مع الغير في إطار التضامن الفعّال والهادف، مضيفة أنه أصبح لزاما الآن على أفراد المجتمع تشكيل جمعيات خيرية من أجل مساعدة الفئات المعوزّة قدر المستطاع، ومعتبرة أن أجمل عمل يقوم به الإنسان أو الجماعة عندما يتضامن مع إخوانه في كلّ الظروف وفي كلّ الأحوال؛ فبسلوك بسيط أو بمبادرة متواضعة، كما قالت، ”نستطع أن نُدخل السعادة إلى القلوب”، ودليلها في ذلك ما قامت به جمعيتها من أعمال تضامنية؛ كترميم بيوت العائلات الفقيرة في عدد من البلديات النائية بمساهمة فاعلي الخير، ناهيك عن مساهمتها في رمضان الأخير في توزيع أكثر من 300 قفة بكل من القل وسكيكدة وسيدي مزغيش وحمادي كرومة وبني ولبان وتمالوس، وغيرها من المبادرات، وهي الآن بصدد التحضير لشهر رمضان الكريم؛ من خلال توزيع عدد معتبر جدا من القفف.
وتعتبر السيدة صباح ولاّبي رئيسة جمعية التنمية الاجتماعية بولاية سكيكدة، التضامن بمثابة سلوك حضاري راق جدا، لأنه يهدف أساسا من خلال العمل التطوعي إلى تقديم يد العون والمساعدة للمحتاجين في كلّ الأحوال والظروف. والأكثر من ذلك، ترى السيدة ولابي أن التضامن الجمعوي لاسيما بين الجمعيات، إذا كان الهدف واحدا والغرض واحدا، يمنح للعمل الخيري معنى أكثر، ناهيك عن مساهمته في التماسك والتآزر في إطار اجتماعي أخوي، تعود فوائده في الأخير على المجتمع، مضيفة أن جمعيتها متواجدة في الميدان منذ سنة 2009 وفي كل المناسبات، وتقوم بأنشطة خيرية دائمة ومتواصلة بفضل مساهمة المواطنين.