الأعراس الجماعية إرساء لقيم التكافل الاجتماعي

تزويج 32 شابا بالبليدة

تزويج 32 شابا بالبليدة
  • 159
رشيدة بلال رشيدة بلال

تمكنت جمعية "سواعد الإحسان" فرع البليدة، مؤخرا، في أجواء احتفالية مميزة، من تزويج 32 شابا، بعد خضوعهم لثلاث دورات تأهيلية، خصصت لبناء أسر تقوم على أسس صحيحة ومتينة، قوامها المودة والرحمة. وبذلك، تكون الجمعية قد أعادت بعث مشروع الزواج الجماعي، بعد سنوات من التوقف. وحسب أحمد حمدوش، نائب رئيس الجمعية، فإن الهدف الأساسي من هذا المشروع الخيري، هو مد يد العون للشباب المقبل على الزواج، سواء من الناحية المادية أو المعنوية، بغية مساعدتهم على إتمام نصف دينهم، وتأسيس أسر متماسكة.

تعالت أصوات المدائح والأناشيد الدينية والزغاريد في قاعة الحفلات، ببلدية الشفة ولاية البليدة، حيث احتضن المكان أكبر عرس جماعي لفائدة 32 شابا. الحفل حضره الأهل والأصدقاء والأقارب، وعدد من الشخصيات المهمة، ممثلة في مدير الشؤون الدينية والأوقاف لولاية البليدة، وعدد من الأئمة ورجال الدين وعدد من الصناعيين ورجال المال، كما تم بالمناسبة، توزيع هدايا قيمة على العرسان، تمثلت في بدلة العرس وغرفة نوم مجهزة بكامل لوازمها، وبعض الهدايا الموجهة للعروس.

وعبر الشباب المستفيدون، عن فرحتهم الكبيرة بهذا الدعم، الذي قدمته لهم جمعية "سواعد الإحسان"، والذي مكنهم من الإقدام على أهم خطوة في حياتهم، وهي تأسيس أسرة، مشيدين أيضا بالدورات التأهيلية التي ساعدتهم على فهم أفضل لمتطلبات الحياة الزوجية الناجحة والسعيدة. وفي أجواء عائلية دافئة، أقيمت وليمة عشاء على شرف العرسان، في عرس جماعي، تزامن مع الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، تبركا واستبشارا بهذه المناسبة السعيدة.

تأهيل قبل الزواج ودعم المحسنين أساس النجاح

أوضح نائب رئيس الجمعية، والعضو المؤسس لمشروع الزواج الجماعي، الشيخ أحمد حمدوش، أن الجديد في هذه الطبعة، هو تنظيم دورات تأهيلية للمقبلين على الزواج، أشرف عليها مختصون في الإرشاد الأسري، تناولوا مختلف الجوانب المتعلقة بإدارة الحياة الزوجية. وأكد أن الغاية ليست فقط تزويج غير المقتدرين ماديا، بل أيضا المساهمة في تأسيس أسر مستقرة، قوامها الاستمرارية والتفاهم.

وأشار حمدوش، إلى أن العرسان استفادوا، إلى جانب الحفل والوليمة، من هدايا عينية معتبرة، منها غرفة نوم وبدلة العرس، لافتا إلى أن إعادة بعث المشروع، سيتبعها التحضير لطبعات أخرى، مع فتح باب التسجيل للراغبين، بالتوازي مع استقبال مساعدات المحسنين، التي يعول عليها في كل مرة لدعم المشاريع الخيرية.

أكد المتحدث، أن نجاح مثل هذه المبادرات الخيرية، مرهون بدعم التجار والصناعيين والمحسنين، خاصة مع الارتفاع الكبير في تكاليف الزواج التي باتت ترهق الشباب، وتدفع بالكثيرين إلى العزوف عن تأسيس أسرة. وأضاف أن الجمعية تتطلع لتنظيم أكثر من عرس جماعي في السنة، بالتنسيق مع مختلف الفاعلين في المجتمع المدني.

من جانبه، أثنى الداعية الأستاذ محمد الهادي الحساني، على مبادرات الزواج الجماعي، مبرزا بُعدها الاجتماعي الكبير، وقال في حديثه مع "المساء"، إن مثل هذه المشاريع تنتشر بشكل واسع في ولايات الجنوب، لاسيما غرداية، كما تعتبر ولاية البليدة، بدورها، رائدة في هذا المجال. وأوضح أن الزواج الجماعي يساهم في تقليص تكاليف الزواج الباهظة، ويخفف الثقل عن كاهل الشباب، داعياً رجال المال والأعمال والمستثمرين، إلى دعم مثل هذه المشاريع الخيرية ذات البعد التضامني والاجتماعي، لما لها من أثر في تعزيز التكافل، وإرساء قيم التضامن داخل المجتمع.