تحضيرات مبكرة لعيد الأضحى بتندوف

تزيين المنازل وبحث عن كبش سمين

تزيين المنازل وبحث عن كبش سمين
  • القراءات: 635
لفقير علي سالم لفقير علي سالم

مع اقتراب عيد الأضحى المبارك من كل سنة، يبدأ سكان تندوف في التحضير اللوجيستي والمعنوي للفرحة، من خلال تهيئة البيوت وتنظيفها وتفريشها بأفخم الأفرشة التقليدية، حيث يبدأ اقتناؤها من السوق رغم أسعارها المرتفعة أحيانا، ويعد التفريش أساسيا ومهما بالنسبة للمرأة التندوفية، التي ترى فيه زينة للمنزل ومعيارا لمكانة ساكنيه.

يتم تحضير أواني الشاي المصنوعة حرفيا، والمزخرفة بأنواع النحاس، لتكون جاهزة صبيحة العيد، كما يعتبر تهيئة مدخل المنازل من أساسيات التحضير المادي، بينما ينهمك الرجال في التجوال عبر أسواق الماشية، أياما قليلة قبل حلول العيد، لاقتناء الأضحية، رغم ارتفاع أسعارها هذا العام، ويفضل السكان الأضحية السمينة عن غيرها من الأضاحي الأخرى، التي لا تتوفر على "أفدان"، أي شحمة "البولفاف".

في أجواء مفعمة بالفرح والحبور، يستقبل سكان ولاية تندوف، كغيرهم من الجزائريين وشعوب الأمة الإسلامية قاطبة، عيد الأضحى، حيث يتوجه المواطنون إلى المساجد لأداء صلاة العيد، في تواد وتراحم، متوجهين للمولى عز وجل، للعتق من النار والمغفرة والرضوان... في هذه الأثناء، تعكف ربات البيوت منذ طلوع شمس العيد، على تنظيف وتهيئة المنازل وتحضير لوازم الذبح، ليتسنى للرجال،  بعد العودة من الصلاة، ذبح الأضاحي، وسط فرحة الأطفال وتجمعهم حول الأضحية بساحة أمام المنزل، فيما يفضل البعض التوجه باكرا بعد الصلاة إلى المذابح البلدية، لذبح أضحيته.

وبعد الصلاة، يبدأ المواطنون في التغافر والتعانق، مرددين عبارات؛ "مسامحين"، "اللهم أغفر لنا ولكم"، وبعد ذلك، يصنع المصلون ديكورا تقليديا بالشوارع، تزينه الألبسة التقليدية وأصوات الأطفال، مرددين عبارة مألوفة لديهم "عمي أعطيني عرفة"، وهي تقليد سار عليه الأطفال منذ زمن بعيد.

ومن بين مظاهر الاحتفال في تندوف؛ ظاهرة التغافر والتزاور بين الجيران، حيث تظل أبواب المنازل مفتوحة طيلة النهار، ويتم تقديم أطباق الحلويات والمشروبات وتناول الشاي بالطريقة التقليدية، المعهودة لدى سكان تندوف، والذي يزين مذاقه النعناع الأخضر، وخلال الجلسات العائلية، يتم تبادل التهاني والتصافح بغرض طي الخلافات ومحو كل مظاهر النزاعات، وتناول الشاي والشواء طيلة اليوم.

فيما تعج الشوارع بالمواطنين مساء، في تشكيلة اجتماعية ذابت فيها الفوارق وتآلفت فيها القلوب، فيما يفضل بعض المواطنين تبادل التهاني، عن طريق الهواتف المحمولة ووسائل التواصل الاجتماعي، أو  من خلال أثير إذاعة تندوف التي تنشط حصصا خاصة بالمناسبة. وهناك مظاهر ألفة ورحمة تصنعها مساجد الولاية، التي عمتها معالم التضامن والتآزر الاجتماعي.

فيما تعد الهيئات المكلفة بالتجارة، برنامج مناوبة للمحلات التجارية والصيدليات، بداية من أول يوم من أيام العيد، نفس الإجراء عمدت إليها مصالح المياه والكهرباء، لضمان التزود المنتظم خلال العيد، خاصة بمادتي الماء الشروب والكهرباء.

يذكر أن مصالح الأمن في الولاية، بالمناسبة، تضبط هي الأخرى برنامجا أمنيا، لضمان أمن وسلامة المواطنين بحزام أمني على مستوى الطرقات ومحاور الدوران، مما يسهل طقوس وعادات الاحتفال بالعيد في أجواء تنظيمية محكمة.