دعا إليه باحثون في شهر التراث
تشجيع الشباب على إنشاء مؤسسات تراثية
- 483
أجمع المشاركون في فعاليات يوم دراسي تحت عنوان "اتفاقية اليونسكو 2003 للحفاظ على الموروث الثقافي" المنظم بالشراكة مع الجمعية الأكاديمية للحفاظ على التراث الجزائري وبالتعاون مع نادي "الزمرة" بجامعة علي لونيسي بالعفرون، على ضرورة الإسراع في تسجيل التراث اللامادي الجزائري، وحث الشباب على إنشاء مؤسسات تهتم بهذا التراث.
أبرزت الباحثة ويزة قلاز في مداخلتها في هذا اللقاء المنظم تزامنا مع إحياء شهر التراث، أن " الجزائر بذلت وتبذل جهودا حثيثة من أجل تسجيل تراثها اللامادي الذي يُعد عملية حتمية، لحماية وصون التراث، والحفاظ على أشكال الحياة العملية المهددة بالضياع، مشيرة إلى أن "الجزائر تلتزم بالأطر التقنية التي تفرضها اليونيسكو؛ من أجل تسجيل التراث اللامادي، واتباع عملية تسجيل بطاقات الجرد" .
وأشارت في مداخلتها التي جاءت تحت عنوان "الجزائر20 سنة في خدمة التراث الثقافي اللامادي" ، إلى أنها ركزت على مبادرات الجزائر في إطار اتفاقية 2003 لحفظ وصون التراث اللامادي، متجاوزة بذلك اتفاقية التراث الطبيعي لسنة 1971، التي اهتمت بتسجيل التراث الطبيعي كالآبار وينابيع المياه وغيرها، واتفاقية 1972 التي اهتمت بالتراث المادي، والتي سجلت من خلالها الجزائر العديد من الأماكن منها: تيمقاد، والقصبة، وتيبازة، وبني يزقن.
وحسبها، فإن "التراث اللامادي وفقا لاتفاقية 2003، يُقصد به الممارسات والتصورات، وأشكال التعبير، والمعارف والمهارات، وما يرتبط بها من آلات، وقطع، ومصنوعات، وأماكن ثقافية تَعدها الجماعات والمجموعات، وأحيانا الأفراد، جزءا من تراثهم الثقافي"، معتبرة أن "هذا التراث الثقافي اللامادي المتوارث جيلا عن جيل، تبدعه الجماعات والمجموعات من جديد، بصورة مستمرة بما يتفق مع بيئتها وتفاعلاتها مع الطبيعة وتاريخها، وينمّي لديها الإحساس بهويتها، والشعور باستمراريتها، ويعزز احترام التنوع الثقافي، والقدرة الإبداعية البشرية".
وفي السياق، أكدت المحاضرة أن التراث اللامادي ينحصر بشكل خاص، في التقاليد، وأشكال التعبير الشفهي بما في ذلك اللغة؛ كواسطة للتعبير عن التراث الثقافي غير المادي، وفنون وتقاليد أداء العروض، والممارسات الاجتماعية، والطقوس والاحتفالات، والمعارف والممارسات المتعلقة بالطبيعة والكون، والمهارات المرتبطة بالفنون الحرفية، مناشدة في توصياتها ضرورة إنشاء فروع جامعية لدراسة التراث، وإدراج مشاريع تراثية في المؤسسة الناشئة، بالإضافة إلى ضرورة تشجيع الشباب على إنشاء مؤسسات تراثية تحفيزات خاصة.
ومن جهتها، أوضحت المحاضرة زهية بن عبد الله "في مداخلتها حول "ميكانيزمات تسجيل التراث الثقافي غير المادي على قوائم اليونيسكو وغاياتها" ، أن العمل على مواضيع حماية التراث الوطني، يشكل أحد الهواجس التي أصبحت تؤرق الدول من حيث كيفية وطرق تنفيذها، خصوصا أن العالم اليوم أصبح يعرف تهديدات سياسية، وأمنية، وبيئية، وغذائية وصحية، تمس استقرارها وكيانها، مشيرة بالمناسبة، إلى أن الجزائر رفعت التحديات من خلال المصادقة على اتفاقية اليونسكو لصون التراث الثقافي اللامادي منذ 2003، وبذلك أصبحت المسارعة إلى تسجيل التراث اللامادي الجزائري أمرا حتميا على ضوء ترسيخ تقاليد ومبادئ في البحث؛ قصد إيجاد حلول لحماية الممتلكات الثقافية، وذلك بداية من عمليات جمع وجرد التراث، إلى ترشيح عناصر التسجيل الدولي، على أحد قوائم اليونيسكو".
المحاضر عبد الناصر بوردوز، الباحث في المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ، في مداخلته حول "جرد التراث الثقافي اللامادي" حيث سلّط الضوء على فخار سيدي سميان نموذجا، أكد على ضرورة قرع أجراس الخطر لهذا العنصر من عناصر التراث اللامادي الذي يتهدده الانقراض؛ بسبب غياب المتابعة والمرافقة، إضافة إلى افتقار اليد الحرفية، مشيرا إلى أن صناعة الفخار تُعد تراثا بدائيا لم يتغير في نمطه وطبيعته، وبقي على حاله.
وجدير بأن يعاد النظر في هذا العنصر من التراث اللامادي، ويُستغل في التنمية المستدامة، والاقتصاد المحلي والوطني.