وصفوا معاناتهم بالوضع المخجل

تعطل جهاز الأشعة يثير استياء مرضى السرطان بقسنطينة

تعطل جهاز الأشعة يثير استياء مرضى السرطان بقسنطينة
  • القراءات: 959
شبيلة. ح شبيلة. ح

ناشد مرضى السرطان بقسنطينة، السلطات العليا في البلاد ووزارة الصحة، التدخل العاجل لإنهاء معاناتهم، في ظل تعطل أجهزة العلاج بالأشعة على مستوى مصلحة العلاج الكيميائي بالمستشفى الجامعي "ابن باديس"، واصفين معاناتهم بالوضع المخجل وغير المقبول.

ندد المشتكون في حديثهم مع "المساء"، بالتماطل والتجاهل الذين تمارسهما الجهات المعنية أمام مطالبهم المستعجلة، التي تهدد حياتهم بانتكاسة، وتعقد حالاتهم الصحية التي انعكست سلبا عليهم، بسبب تعطل جهاز العلاج بالأشعة على مستوى المصلحة، منذ مدة، بعد أيام قليلة من تصليحه، ما تسبب في توقف علاج مرضى من مختلف الولايات، والذين كانوا ينتظرون بفارغ الصبر مواعيدهم، حيث طالبوا بضرورة وضع مخطط وطني استعجالي للتكفل التام بهذه الفئة، في كل ولاية من ولايات الوطن، دون الحاجة للتنقل إلى ولايات أخرى من أجل تلقي العلاج، متسائلين عن سبب عدم إيجاد حل لهذه المشكلة، التي أرقت المرضى بالمصلحة، وزادت في معاناتهم وأثرت سلبا على حالتهم، خاصة ومرضهم في تطور مستمر، لا يسمح بالانتظار إطلاقا، ناهيك عن المرحلة الثانية المتمثلة في العلاج بالكيمياوي، الذي يعرف هو الآخر نقصا كبيرا في الأدوية.

وقد عبر مرضى السرطان رفقة ذويهم، عن تذمرهم الشديد بسبب توقف جهاز العلاج بالأشعة في المصلحة، التي يقصدها المرضى من مختلف الولايات، كميلة وجيجل وأم البواقي وسكيكدة، لتقلي الفحوصات والعلاج الكيماوي وبالأشعة، حيث قال المرضى، إنهم يعانون يوميا بسبب التوقف المتكرر لجهاز العلاج بالأشعة، ما أثر على رزنامة الحصص العلاجية وعلى مواعيد مرضى آخرين، ينتظرون منذ أشهر تحديد موعد لمباشرة الحصص، مضيفين أن هذا الوضع انعكس سلبا على وضعهم الصحي، زيادة على الإرهاق الشديد الناجم عن قطع عشرات الكليومترات من ولايات مجاورة، أملا في العلاج، ليعودوا أدراجهم بعد ساعات من الانتظار، دون الاستفادة من الحصص، متكبدين خسائر النقل الباهظة التي أرهقتهم.

أضاف المرضى المشتكون، أنه ومنذ تاريخ 5 جويلية من السنة الجارية، لم يتم برمجة ولا مريض بالمصلحة، وهذا ما زاد في تراكم الملفات، حيث قالوا إن تعطل الجهاز في كل مرة ضاعف من حصص علاجهم، وتسبب في تقهقر وضعهم الصحي، بسبب تفشي الداء، في حين تضاعفت معاناة المرضى الآخرين، خاصة قاصدي المركز من خارج الولاية، لأنه يضطر أغلبهم إلى رجوع أدراجه متكبدا عناء التنقل، على خلاف البعض الآخر الذي وجد من "دار واحة لمرضى السرطان" بالمقاطعة الإدارية للمدينة الجديدة علي منجلي، مقرا مؤقتا له، مؤكدين أنهم رفعوا الانشغال مرات عديدة، غير أن الوضع لم يتغير، رغم وعود بإيجاد حل لهم.

من جهتهم عدد من الممرضين بالمصلحة، أقروا بمعاناة المرضى، حيث أكدوا أن معاناة المرضى وقاصدي قسم العلاج بالأشعة زادت بعد توقف كل الأجهزة بالمصلحة، التي تعتبر وجهة المرضى من عدة ولايات شرقية، لتلقي العلاج الخاص بأنواع السرطان، مشيرين إلى أن المصلحة تحتوي على ثلاث أجهزة فقط؛ اثنان من نوع "إيكس 4"، وهما في حالة توقف تام عن العمل، ويعود تاريخ بداية العمل بهما إلى سنة 2015، حيث أصبح هذا النوع من العتاد لا يصلح لعلاج كل أنواع السرطان، بل وحتى أن الشركة المنتجة توقفت عن إنتجاها لهذا النوع من الآلات وقطع غيارها غير موجودة.

أما الآلة الثالثة، والتي هي من نوع "إيكس 18"، فهي الأخرى لا تتناسب ولا تواكب التقنيات الجديدة في العلاج، وتعتبر محدودة ولا تعمل وفق تقنية "إي-أم-أر-تي"، وهي التقنية العالمية المعمول بها، مشيرين في سياق حديثهم، إلى أن الإشكال الكبير والعويص في قسم العلاج بالأشعة، يتمثل في شبكة التحكم بالآلات، حيث أن هذه الأخيرة ليست محدثة، إضافة إلى عدم تحديث المسرعات، على الرغم من أن شركة أجنبية قامت خلال الأيام القليلة السابقة، بصيانة نظام التحكم من الفيروسات، غير أن  هذا النظام وهذه الآلة لا تستطيع قبول المعطيات والمعلومات من أجل معالجة مرضى جدد، بل فقط إتمام حصص المرضى القدامى الذين أجروا حصصا سابقة، والبالغ عددهم 83 مريضا، في حين يبقى 398 ملف مريض تم فحصهم وهم مهيؤون للعلاج بالأشعة وينتظرون، ما جعل القائمين على المصلحة من أطباء ومسؤولين، يقومون بتوجيههم إلى مستشفيات أخرى، مثل مستشفى باتنة وسطيف ووادي سوف وعنابة، كون حالتهم الصحية لا تسمح بالانتظار.

ليبقى المرضى مع ذويهم، ينتظرون تدخل السلطات لإيجاد حل نهائي لمشكل تعطل الجهاز بالأشعة في كل مرة، والذي تسبب في تقهقر وضعهم الصحي وحتى النفسي.