للنهوض بالصناعة التقليدية وحمايتها من الاندثار

تكوين الشباب وتخصيصهم في حرف يدوية

تكوين الشباب وتخصيصهم في حرف يدوية
  • 2306
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة
أبدى السيد رشيد ناصر، حرفي متعدد المواهب في الصناعات التقليدية وحرفة النقش على الحجر، تخوفه من زوال جانب مهم يعكس التراث الجزائري، وهو الحرف اليدوية، مؤكدا أن شباب اليوم لا يزال يحب الحرف التقليدية، إلا أنه أمام قلة المعلمين الأكفاء الذين يوفرون لهم تكوينا في تلك الصناعات يتعذر عليهم تعلم ما كان يمارسه الأجداد قبل الآباء، وهذا ينبئ باندثار العديد من الحرف اليدوية التي تعتبر موروثا ثقافيا لابد من المحافظة عليه. تحظى الصناعة التقليدية في الجزائر منذ عقود من الزمن، بمكانة متميزة في قلوب محبي التراث الوطني، غير أن هذا الإرث أصبح يواجه اليوم الكثير من الصعوبات التي قد تؤدي إلى اندثاره وتعصف بالحرفة من جذورها.
وفي هذا الصدد يقول الحرفي ناصر الذي فاقت تجربته في الصناعة التقليدية 30 سنة، والذي رغم الصعوبات التي يواجهها في عمله، أنه لا يزال يتمسك بنفسه ويحاول التعايش معها لإبقاء صناعته التقليدية ومحاربة اندثارها، متحملا بذلك متاعب البحث عن المواد الأولية، مضيفا أن مواصلة مسيرة الأجداد تتطلب الكثير من الدعم والتحفيز، وهو الأمر الغائب تماما لاسيما في السنوات الأخيرة، حيث يقل الدعم من طرف السلطات المعنية. وفي هذا الخصوص، أوضح المتحدث أن الحرفي بحاجة إلى ورشات حتى يتمكن من العمل داخلها بأريحية ويتوفر له فيها جو للإبداع وتطوير مهاراته، فضلا على إمكانية تعليم عداد من الحرفيين الذين يعملون على نقل هذا الموروث إلى أجيال أخرى، فانعدام فضاء يجعل الحرفي يعتمد على أفنية منزله العائلي لممارسة مهنته.
كما ذكر المتحدث أن الاهتمام بالحرفي ليس فقط بتوفير فضاء له  لعرض ما يصنعه وتسويقه وإنما دعمه وتشجيعه حتى يستطيع حب عمله وتطويره.
من جهة أخرى، أكد ناصر أن الحرفي قادر على امتصاص جزء من أزمة البطالة في الجزائر، مشيرا إلى أن فتح المجال أمام الشباب للعمل في الصناعة التقليدية بعد تكوينهم في مجالات متعددة على أيادي حرفيين، قادر على توفير عمل لهم في ورشات لصناعات تقليدية.
وللنهوض بالصناعة التقليدية، يقول ناصر؛ لابد من تخصيص إعانات بتوفير المادة الأولية للحرفيين مع تخصيص محلات وورشات تعمل على التصنيع من جهة وتلقين الحرفة للأجيال الصاعدة من ناحية ثانية، تتمثل في تكوين يتيح للمتعلمين بمزاولة عملهم بصفة مشجعة عن طريق الاستعانة بتجارب وخبرات الحرفيين القدماء.
كما فسر الحرفي تراجع عمل بعض الحرفيين القدماء وتقاعدهم عن عملهم، رغم صحتهم الجيدة، بضعف المردود المالي، لاسيما أن السوق المتفتحة تهتم بسلع أكثر رواجا، خصوصا المصنعة في المصانع الكبرى لضعف ثقافة المجتمع بأهمية المحافظة على الإرث الوطني.
للإشارة، تخصص الحرفي في علم الآثار البربرية، فحبه الكبير للثقافة الأمازيغية دفعه إلى التخصص في هذا المجال، مما جعله ينعكس على أعماله الحرفية التي كثيرا ما استحسنها زوار المعارض التي يشارك فيها.