تراهن عليها الجمعية الخيرية للصناعات التقليدية بغرداية
تكوين النساء الماكثات في البيوت لحفظ الموروث
- 1502
وجهت الجمعية الخيرية للصناعات التقليدية ببلدية "بونورة" ولاية غرداية، اهتمامها منذ تأسيسها، إلى تكوين النساء الماكثات في البيوت من أجل الحفاظ على الصناعات التقليدية التي تشتهر بها الولاية، خاصة تلك التي تسير في طريق الاندثار، ويدخل نشاط الجمعية حسب عبد العزيز بيوب، عضو بالجمعية، في إطار التكوين المهني للمرأة حول كل ما يتعلق بالموروث التقليدي لولاية غرداية.
حسب محدثنا، التقته "المساء" على هامش مشاركته مؤخرا، في معرض أقيم بالعاصمة للترويج للصناعات التقليدية بغرداية "إن القائمين على الجمعية ورغم اهتمامهم بإدراج تكوينات أخرى تخص المرأة الماكثة في البيت، كمحو الأمية، غير أن الأهداف الكبرى للجمعية تقوم على كيفية جعل المرأة تتمسك بصناعتها التقليدية، من خلال تعليمها الطريقة التي كان الأسلاف يصنعونها، خاصة ما تعلق منها بصناعة الزرابي، وبالمناسبة أشار "إلى أن التحدي اليوم الذي يراهن عليه المهتمون بالصناعات التقليدية، هو تمكين الحرفيين إلى جانب التمسك في حرفهم، الاطلاع على تاريخ الحرفة بالمنطقة، ليكونوا على معرفة بكل ما يتعلق بتراث ولايتهم التي يمثلونها، وليحسنوا التواصل مع المهتمين بالصناعات التقليدية، خاصة السياح، بالتالي الاطلاع والبحث في التراث، حسبه، مطلوب ويكون من خلال الاحتكاك بالحرفيين من كبار السن، الذين كانوا سباقين للتمسك بهذه الحرف، والسعي إلى فهم مدلولات كل المواد والألوان والرموز التي كان يتم استخدامها".
الهدف الثاني الذي تراهن عليه الجمعية، من خلال تشجيع الحرفيات الماكثات في البيوت، على التمسك بالحرف التي تشتهر بها المنطقة، دعم رب الأسرة، خاصة أن مثل هذه الصناعات تلعب دورا كبيرا في تحسين المستوى المعيشي للعائلات محدودة الدخل، مشيرا إلى أنه بالنسبة لولاية غرداية "فإن أهم صناعتين تشتهر بهما الولاية، هي الفلاحة والصناعات النسيجية، بالتالي نعمل ـ يقول ـ "على حث النسوة على العودة إلى الصناعات النسيجية، لا يسما أن الولاية معروفة بصناعة الزرابي اليدوية التي تلقى طلبا كبيرا، تحديدا في مواسم الاصطياف، حيث يكثر الطلب من السياح المحليين والأجانب على كل ما يعكس تراث الولاية".
حول ما إذا أدرجت بعض التعديلات على الصناعات النسيجية، أشار محدثنا إلى أن بعض الحرف التقليدية، خاصة الصناعات النسيجية، أدرجت عليها بعض التعديلات، غير أنها لم تمس الجانب التراثي منها، إنما انصب ذلك على إدراج بعض العتاد الموجه لتسهيل الصناعات النسيجية، فمثلا ـ يشرح ـ "الصوف من الماشية، ويتم تحضيرها بالطرقة التقليدية، والصباغة لا تزال النسوة تحضرها بمواد طبيعية، يبقى فقط إدراج بعض العتاد الذي يدخل في إطار تسهيل العمل لتأمين الوفرة في السوق، خاصة في مواسم الذروة، كفصل الصيف.