لسلامة المجموعة وراحة المتجولين
تكوين مرشدي ومنشطي الخرجات السياحية
- 243
أصبحت ضرزرة مهنة المرشد والمنشط السياحي مهددة بالفوضى، بعد محاولات احتكارها من طرف غير المهنيين ودخول العديد من الشباب مجال هذا العمل، لسهولة ذلك، خاصة وأن الكثير من الصفحات التي تتخصص في تنظيم الخرجات، والوكالات السياحية، تبحث عن منشطين، أحيانا لا تكون لديهم أي صلة بهذه المهنة، بل ويتصف البعض منهم بأكثر الصفات التي لا يجب أن تكون في المهنة، وهي "الفوضى".
في هذا الصدد، قال الأمين العام لرابطة "آفاق الشباب" بالعاصمة، معمر يوبي، التي تختص في تنظيم، وخاصة تأطير، خرجات شبابية، تهدف إلى تكوين وتثقيف الشباب؛ "إن الخرجات المنظمة سواء للمشي على الأقدام، أو ركوب الدراجات النارية والتجوال في الطبيعة، ليست فقط خرجات رياضية وترفيهية، وإنما هي خرجات تكوينية وتثقيفية وتعليمية، تهدف إلى تلقين تعاليم السلامة، والحفاظ على البيئة، وغيرها من المفاهيم التي لابد أن تكون هدف تلك الخرجات".
أوضح المتحدث، أن تحقيق ذلك، يستدعي وجود منشطين أكفاء، ليس لهم بالضرورة علاقة بالمجال، وإنما لابد أن يستفيدوا من دورات تكوينية في مجال التنشيط وكيفية التعامل مع "المجموعات"، فكلما كبر حجمها، كان من الصعب التحكم فيها، لاسيما إذا كانت مجموعات أطفال، يتميزون بحركة كبيرة، وحمايتهم وتأطيرهم من مسؤولية منظمي الخرجة.
وأضاف يوبي، أن رابطة "آفاق الشباب"، سبق وأن نظمت دورة تدريبية تكوينية لفائدة الشباب، تحت عنوان" في بلادي جوال"، لتأطيرهم وتلقينهم كيفية التعامل كمنشطين ضمن مجموعات، وطريقة تنظيم تلك المجموعات خلال الخرجات، التي تكون أحيانا جد بعيدة عن البيت، وفي أماكن تتطلب حيطة وحذرا كبيرين، لابد أن تتم على يد خبراء وليس فقط شباب وهواة لا علاقة لهم بالمهنة.
وأكد أنه في كثير من الأحيان، تقع حوادث مختلفة خلال تلك الخرجات، من ضياع، سقوط، غرق، اختناقات وغيرها من الحوادث التي لابد دائما من أخذها بعين الاعتبار، وتوقع دائما إمكانية حدوثها، وخاصة معرفة سبل الوقاية منها، من جهة، وكيفية التعامل في حالة وقوعها، من جهة أخرى، مضيفا أن كل فرد من المجموعة التي تخرج في إطار منظم من طرف جمعية، صفحة وكالة، أندية، أو رابطة وغيرها من الهيئات، هي مسؤولية تقع على عاتق المنظمين، الذين عليهم اختيار منشطين أكفاء، وليس فقط البحث عن شباب عاطلين وإدراجهم ضمن تلك الخرجات دون فائدة منهم.
أوضح المتحدث، أن دور المنشط ليس فقط الترفيه، كما يعتقد البعض، وإنما تقديم المساعدة لأي فرد من المجموعة عند الحاجة لها، من أبسط الأمور إلى أهمها، وعلى المنشط أن تكون لديه ثقافة واسعة عن الخرجات، التخييم والتجوال، إلى جانب معرفة مسبقة بالإسعافات الأولية، ثقافة بيئية، وكيفية الحفاظ على الطبيعة، فضلا عن بعض التفاصيل، على الأقل، عن الأماكن التي يتم زيارتها.
وفي الختام، أشار يوبي إلى أن المساعدة تكون منذ الانطلاق في الرحلة، والسهر على راحة المتجولين، ومساعدتهم على تركيب الخيام، إشعال نار التخييم، المساعدة في تأطير المجموعة وإبقائها ضمن كتلة واحدة، مع التحكم في تصرفات المشاركين، وضمان سلامتهم وتقديم الإسعافات الأولية عند الحاجة، وغير ذلك من الأمور التي تضمن رحلة ممتعة خالية من الحوادث والمشاكل، وخاصة الفوضى. وأضاف يوبي، أن أصعب المجموعات، هي تلك المكونة من الأطفال، والتي تتطلب إدارتها الحكمة، الفطنة واليقظة المستمرة لسلامة الطفل، وجعله يبقى ضمن المجموعة، بعيدا عن المصائب التي قد تحدث، كالسقوط، الغرق، الضياع، وغير ذلك، لذا على المنشطين أن يكونوا على وعي بذلك، لسلامة المجموعة.