مخاطر استخدام التطبيقات الإلكترونية على الأطفال
جامعة باتنة تبحث عن حلول فعالة
- 854
ينظم قسم علم النفس وعلوم التربية والأرطوفونيا، بالتعاون مع مخبر التطبيقات النفسية في الوسط العقابي بجامعة باتنة، ملتقى وطنيا يوم 24 أفريل الجاري حول ”الألعاب والتطبيقات الإلكترونية وحماية الأحداث من مخاطرها”، حيث سيشارك في الملتقى عدد من الأساتذة والباحثين والأخصائيين الممارسين وطلبة الدكتوراه، للمشاركة ببحوثهم وتجاربهم العلمية بهدف إيجاد حلول لهذه الظاهرة.
من أهم الحاجات الأساسية والنشاطات التي يمارسها الطفل وتساهم بشكل حيوي في تكوين شخصيته بأبعادها وسماتها؛ الألعاب، وهي ظاهرة إنسانية قديمة قدم الحياة، اختلفت في محتواها باختلاف العصور، وقد كان الفيلسوف اليوناني أفلاطون أول من أدرك القيمة العلمية للعب، إذ استخدم التفاح في العمليات الحسابية عند الأطفال... وقد نوه العديد من علماء النفس والتربية بأهمية اللعب في توسيع المجال الخيالي، واكتساب السلوكات الصحية وتطوير المهارات المعرفية والاجتماعية ومنهم: فريديريك فروبال، ماريا منتيسوري، وبياجيه وغيرهم...
مع التطور التكنولوجي الحديث، وتحول الحياة نحو الأسهل من حيث قضاء الحاجات باستخدام العالم الافتراضي، تحول المغزى العلمي للعب وتغير مساره الطبيعي... تحول محتوى تلك الألعاب التعليمية إلى ألعاب إلكترونية، من خلال هواتف نقالة و«آيباد”، فأضحت أكثر جاذبية، وهي جزء لا يتجزأ من النشاط اليومي للأحداث...
أصبح من المؤكد أن تلك الألعاب عملة ذات وجهين، بإمكانها السفر بهؤلاء القصر إلى عالم مستحدث وتزويدهم بمعارف ومكتسبات تساعد على تنمية قدراتهم الفكرية والإبداعية، إلا أن إدمان البعض منهم عليها، لاسيما في ظل غياب الرقابة الوالدية، صار يهدد تماسك العائلات الجزائرية، خاصة أن البعض منها يشكل خطرا على حياتهم، ومعظمها مجانية تُشجع على تحميلها وقضاء ساعات طويلة أمام الشاشات، مما أدى إلى السيطرة على أدمغتهم والتحكم في أفعالهم... فمن ألعاب التمرد، العنف، المغامرة، خرق القوانين الاجتماعية، الانتحار والموت كلعبة ”الحوت الأزرق” التي تسببت في انتحار عشرات الأطفال والمراهقين، إلى لعبة ”مريم”، ثم لعبة ”البوكيمون قو” التي استحوذت على عقول الملايين من الأطفال في العالم سنة 2014، إلى لعبة ”جنية النار” التي تدفع باللعب بمواقد الغاز إلى إشعال النار، ومن أم شروطها الانعزال في الغرفة حتى لا يزول مفعول تلك التعليمات الإيحائية، إلى ”تحدي شارلي” التي استهدفت تلاميذ المدارس الابتدائية... ورغم خطورة هذه الألعاب، فهي لم تُحظر أو تُمنع، بل ما زالت مُتاحة للجميع... لتنتقل مثل هذه الظواهر الغريبة على المجتمع الجزائري، إلى رقصة” الكيكي” التي أشعلت النار في مواقع التواصل الاجتماعي سنة 2014، وبعدها تطبيقات أخرى انتشرت بشكل رهيب، خاصة في المؤسسات التربوية التي أصبحت منصة لعرض مقاطع فيديو” التيك توك” سابقا ”الميوزكلي” التي تسمح بتقاسم العروض الفنية من أغان، رقص، تهريج، تقليد وتحد، دون مراعاة القيم الأخلاقية والعادات والتقاليد المتعارف عليها، والتي تتنافى مع مبادئ المجتمع الجزائري.
الغريب في الأمر أنه أخذ أبعادا أخرى بين المتمدرسين... مثل هذه التطبيقات أصبحت أكثر خطورة من الآفات الاجتماعية... لهذا جاء هذا الملتقى العلمي الوطني لتسليط الضوء على مخاطر هذه الاستخدامات على الصحة الجسمية والنفسية والاجتماعية للأحداث، ومحاولة التعرف على الاستراتيجيات لتأمين تلك الفضاءات الإلكترونية في الجزائر، بالتالي ضمان الوقاية والعلاج لأبنائنا.