المخترع عمر أويابة من غرداية
جهاز الإنذار المبكر للفيضان.. مشروع يبحث عن دعم
- 1001
يقدم عمر أويابة، ابن مدينة غرداية، نموذجا للشاب الطموح والمبدع، حيث تمكن من صنع عدة اختراعات، اعتمادا على إمكانيات بسيطة، وهو لا يزال طالبا، بعض هذه الاختراعات تساعد على تلبية الحاجيات اليومية، وأخرى تحل بعض المشاكل، كان آخرها "الإنذار المبكر للفيضان" الذي انتهى منه في مدة أقصاها 20 يوما، واختارت "المساء" تسليط الضوء عليه، بالنظر إلى حاجة الجزائر إلى مثل هذه الابتكارات، لتفادي بعض الكوارث التي تسببها الفيضانات.
يقول المخترع أويابة، في بداية حديثه مع "المساء"، بأن شعاره في الحياة "إن لم تجد شيئا حاول أن تصنعه بنفسك"، من هنا كانت الانطلاقة لولوج عالم الاختراعات، التي مكنته من المشاركة في العديد من المنافسات الوطنية والدولية، وجعلته يتوج بالجوائز، ومنها مشاركته في كل من الإمارات وماليزيا وكوريا الجنوبية، باختراعات تباينت بين عالم الإلكترونيك والتصاميم والطباعة ثلاثية الأبعاد، وآخرها جهاز "الإنذار المبكر للفيضان"، الذي تمكن من إنجازه في مدة 20 يوما، في انتظار من يتبنى المشروع ويجسد على أرض الواقع، لأن مهمته كمخترع يقول: "هي إيجاد الحلول بتقديم ابتكارات، وعلى المهتم بالأمر تبني الابتكار والاستثمار فيه لتحقيق الصالح العام".
يشرح المخترع عمر فكرة "جهاز الإنذار المبكر للفيضان" بالقول: "إنه ينقسم إلى ثلاثة أقسام؛ القسم الأول هو الذي يوضع بعد السد، ودوره قياس نسبة الماء وقياس درجة الحرارة والرطوبة، أما القسم الثاني، وهو الذي يوضع في الجبال في مكان يحتوي على شبكة، ودوره الربط بين القسم الأول والثالث، وهاتف المسؤول عن المراقبة، بينما القسم الثالث، وهو الذي يوضع وسط المدينة، ودوره استقبال الإشارة من القسم الثاني لتشغيل الإنذار، كما يمكن ربط هذا القسم مع جرس إنذار كبير، ليمكن سماعه عن بعد". يردف المخترع: "أما بالنسبة لطريقة التشغيل، فهي جد بسيطة، حيث أن القسم الأول عندما يستشعر نسبة ماء غير عادية، فإنه سيرسل إشارة إلى القسم الثاني الموجود في الجبل، وبدوره سيقوم بإرسال إشارة الجهاز الموجود في المدينة لتشغيل الإنذار، وفي نفس الوقت، سيرسل رسالة إلى هاتف المسؤول عن المراقبة، موضحا أن المدة بين استشعار الماء وتشغيل الإنذار وسط المدينة لن تتخطى مدة 5 ثواني على الأكثر، ولعل هذا ما يجعل من المشروع استثمارا ناجحا ومميزا".
حسب المخترع عمر "لهذا الجهاز ميزات كثيرة، أولها أنه يعمل بالطاقة الشمسية ولا يحتاج إلى أي مصدر خارجي للطاقة، وفيه بطارية يمكنها العمل لمدة ثلاثة أيام دون شحن، مما يعني أنه صديق للبيئة، حيث يعتمد على الطاقات البديلة التي تعد أحد أهداف التنمية المستدامة، بينما تتمثل الميزة الثانية في استشعاره للحركة، فمثلا يشرح؛ "لو سقط أحد الأجهزة (القسم الأول أو الثاني)، أو تمت سرقتها، سترسل رسالة مباشرة للمسؤول عن المراقبة والأقسام دائما، في حالة تواصل فيما بينها. يتمنى المخترع أويابة، أن يجد هذا المشروع من يثمنه ليجد طريقه للتجسيد على أرض الواقع، مؤكدا أن المشروع لا يزال قيد التجريب، ويخضع في كل مرة إلى المزيد من التعديلات التي ترفع من كفاءته وفاعليته.