الدكتورة أمال بوعيشة تؤكد:
جودة العلاقات العاطفية لها تأثير إيجابي في حياة الطفل
- 793
أكدت الأخصائية في علم النفس، الدكتورة أمال بوعيشة، من جامعة ”قاصدي مرباح” بورقلة، أن الأسرة تساهم بشكل كبير في تكوين شخصية الطفل، لأنها المحيط الذي يعيش فيه، وتعد البناء الاجتماعي الذي يتكون من الأب والأم والأطفال، كما أنها الموفرة لعوامل الحب والمودة والعطاء والاستقرار النفسي التي تعد عوامل ضرورية لتوفير مشاعر الأمن للطفل، إلى جانب عوامل النمو الانفعالي السوي له.
أشارت المختصة النفسانية إلى أن المناخ العائلي والعلاقات التي تربط بين أفراد الأسرة، من أهم العوامل التي تؤثر في عمليات النمو النفسي والاجتماعي للطفل، حيث أن الأسرة التي يتوافر فيها الحب والاستقرار تعد بيئة سليمة وخصبة لميلاد طفل متوازن، وعرجت في هذا الجانب على الدور الذي يلعبه الوالدان من أجل النمو السليم لشخصية الطفل من الجانب النفسي، مشددة على دور الأم التي تعتبر مصدر العطف والغذاء خلال السنوات الأولى من عمر الرضيع، والتي تمده خلالها بالحب والعطف والحنان.
أكدت المختصة في معرض حديثها، أن غياب أحد الوالدين يؤدي إلى ظهور بعض المشكلات النفسية، مثل البرود العاطفي، التأخر في الكلام والنمو العقلي، الانسحاب، اللامبالاة من جميع الروابط الانفعالية وشعور الأطفال المحرومين بأنهم مختلفون عن الآخرين وشعورهم بالنقص، مما يؤدي بهم للعدوانية اتجاه ذواتهم ونحو الآخرين.
أشارت المختصة في السياق، إلى أهمية الجانب العاطفي في فترتي الطفولة التي قال عنها المختصون في علم النفس، إن النمو الجسمي للطفل يرتبط إلى حد بعيد بجودة العلاقات العاطفية بين الأبناء والوالدين. وتشرح في حال انفصال الطفل عن والدته ”تؤكد نظرية التحليل النفسي على خطورة غياب الوالدين في حياة الطفل، إذ تشير إلى أن اضطراب العلاقة بالأم يؤدي إلى اهتزاز العلاقة بالواقع، الشيء الذي يؤدي بالطفل إلى الذهان الناتج من افتقاد الطفل للعلاقة الأولية المشبعة بالواقع مع الأم، وفقدان الطفل القدرة على حب الأم، بسبب غياب صورتها غير المشبعة، مما يجعل الطفل ينشئ العلاقة مع الأشياء الجامدة، حيث يلغي الإنسان الذي يمثل له فقدان الحب، فتؤدي هذه الحالة إلى موت الطفل لارتداد الدوافع العدوانية نحو ذاته. وهكذا، يصل الحرمان الأمومي بالطفل إلى حد اضطراب شخصيته، واضطراب الطفل في حالة الانفصال عنها يؤدي إلى تكوين شخصية مضطربة”.
أضافت بالقول ”هذا ما يؤكد أن فقدان الأطفال لأحد والديهم أو كليهما، يشكل تجربة صعبة في حياة الأطفال اليتامى من حيث ابتعادهم عن الجو الأسري وافتقادهم العطف والحنان، وبذلك لن يحصلوا على الإشباع العاطفي، ثم أن تكيفهم مع البيئة المحيطة سيسوء ويتصف تعاملهم مع الآخرين بالحذر ـ ويقل التعاون معهم ويشعرون بالعدائية نحوهم”.
❊ أحلام.م