موسم السياحة الصحراوية
جوهرة الساورة ”تاغيت” تتأهب لاستقبال السياح
- 3883
تتأهب جوهرة الساورة، تاغيت، الواقعة على بعد 97 كلم جنوب بشار، وهي وجهة سياحية مشهورة، لاستقبال السياح الجزائريين والأجانب، الذين يفضّلون وجهة الساورة، في إطار الموسم الجديد للسياحة الصحراوية. يستعد مسيّرو حوالي عشرين دار ضيافة، معظمهم شباب من المنطقة، يمارسون صيغة ”الإقامة لدى الساكن”، لاستقبال الأفواج الأولى للسياح الذين يعتزمون الإيواء بإقامات سياحية في هذه المنطقة من الجنوب الغربي للوطن.
تستجيب هذه الدور لطاقة استقبال إجمالية تتجاوز 200 سرير، ويتواجد البعض منها بقصر يعود إلى أزيد من ألف سنة وبمناطق أخرى من تاغيت، لرغبات فئات معينة من السياح الذين يرغبون في تحقيق تواصل مباشر مع سكان هذه المنطقة الصحراوية، للاستمتاع بما يشتهرون به من عادات وتقاليد وفنون الطبخ، كما أوضحه عدد من أصحاب تلك الإقامات.
‘’الإقامة لدى الساكن’’ لتخفيف مشكل الإيواء
خففت هذه الصيغة الخاصة باستقبال السياح، والتي جاءت ضمن المنشور الوزاري المشترك المؤرخ في 16 جويلية 2012، المتعلّق بقوانين ‘’الإقامة لدى الساكن’’ كصيغة للإيواء السياحي، إلى حد ما، من الطلب في مجال إيواء وإطعام السياح بالمنطقة التي عرفت في الماضي نقصا في هياكل الاستقبال، كما تم توضيحه.
يلجأ العديد من السياح الوطنيين والأجانب إلى هذه الصيغة في تفضيلهم لوجهة الساورة، لاسيما تاغيت، لأنها تسمح لهم بالاتصال الاجتماعي والثقافي مع سكان المنطقة، والتعرف من خلال ذلك على جوانب من حياتهم اليومية، حسبما ذكر مهنيون محليون في قطاع السياحة.
مع ذلك، فإنّ تطوير بعض الخدمات العمومية يظل أمرا ‘’ضروريا’’، من أجل ترقية هذه الوجهة، لاسيما ما تعلّق بتخصيص دورات مياه عمومية وهياكل للنظافة البدنية بتاغيت، على غرار المنشآت الحموية ـ على سبيل المثال ـ، كما يبرزه عدد من السياح الوطنيين.
تواجه منطقة تاغيت التي استفادت من مشاريع استثمار في القطاع الخاص في مجال الفندقة والسياحة، ”تأخرا” في أشغال البعض منها.
يتفق سكان محليون وسياح على أن أسعار فندق الساورة ”باهضة”، وهو تابع للسلسلة العمومية للفندقة ”الجزائر”، ويعد ثمرة شراء وتجديد الفندق البلدي القديم لتاغيت، الذي أنشئ في بداية سبعينيات القرن الماضي، وتم وضعه حيز الخدمة في شهر فيفري 2015 (بتصنيف 4 نجوم)، يضم 57 غرفة وجناحان اثنان بمجموع 118 غرفة، بالإضافة إلى مطعم وكافيتيريا وقاعة محاضرات بسعة 250 مقعدا، إلى جانب مسبح.
مع ذلك، فإن الفندق لا زال قادرا على استقطاب فئة معينة من السياح الوطنيين والأجانب، الراغبين في القيام باكتشافات ومغامرات جديدة، والاستمتاع بالمناظر السياحية والطبيعية التي تتميز بها المنطقة.
مشاريع سياحية لتعزيز طاقة الاستقبال
ظل مشروع إنجاز مركب سياحي تابع للقطاع الخاص والواقع بمحاذاة قرية بربي (بلدية تاغيت)، وانطلقت الأشغال على مستواه في 2006، بغلاف مالي أولي قيمته 800 مليون دج، إلى يومنا هذا غير مكتمل، رغم أن هذه المنشأة تعد إضافة كبيرة في ترقية وجهة الساورة، حسبما أشارت إليه مديرية السياحة في الولاية. لا تزال ورشة هذا المشروع التي يفترض استلامه في 2017 مفتوحة، رغم أنّه بإمكانه توفير طاقة استقبال إضافية لفائدة سياح المنطقة، تقدر بـ200 سرير موزعة على 100 غرفة وأجنحة ومطعم بـ 1.200 مقعد، حسبما تمت الإشارة إليه.
كما يضم هذا المركب السياحي المتربع على مساحة 15 هكتارا، حسب بطاقته التقنية-، العديد من المرافق التي تتواجد حاليا قيد الإنجاز، على غرار مركز الصناعات التقليدية والمعارض ومنشآت رياضية وترفيهية، وواحة تضم أزيد من تسعة آلاف شجرة، مما يجعله مرفقا حقيقيا للجذب السياحي، سواء للمركب نفسه أو المنطقة.
تتوفر منطقة تاغيت، التي تشتهر ببساتين نخيلها القديمة التي تضم أزيد من 100 ألف نخلة، وكثبانها الرملية الذهبية ذات علو 200 متر، بالإضافة إلى مواقعها السياحية الطبيعية والأثرية، على غرار رسوماتها الصخرية وبحيراتها الجديدة التي تشكلت بعد امتلاء السد الجديد ”العوينة”، بطاقة حجز لفيضان مياه وادي ”زوسفانة” بأزيد من ثلاثة ملايين متر مكعب على كل المعايير، لتكون واحدة من أجمل وأفضل الوجهات السياحية بالصحراء الجزائرية، حسب مهنيين محليين ناشطين في السياحة.