بسبب التعرض المستمر للضوء الأزرق

جيل يعاني من ضعف البصر

جيل يعاني من ضعف البصر
  • 474
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

يعاني الجيل الحديث من العديد الأمراض التي يسميها خبراء الصحة، بأمراض العصر. ولعل أهم تلك المشاكل المرتبطة بضعف النظر أو ما يُعرف بقصر النظر. وهو مشكل تزيد حدته سنة بعد أخرى، ويعاني منها، اليوم، الجميع حتى صغار السن؛ أي الأطفال. وحول هذا الموضوع كان لـ"المساء" لقاء مع طبيب العيون جواد فيغولي، الذي أرجع إصابة جيل اليوم بضعف النظر إلى سبب واحد رئيس، وهو الاستعمال المفرط للشاشات الإلكترونية منذ الصغر؛ الأمر الذي يسبب ما يُعرف بمتلازمة النظر إلى الشاشات، وهو أمر شائع اليوم بين الأطفال، خصوصا أنهم عرضة لهذا التهديد بشكل واضح.

أرجع الطبيب مسؤولية هذا المشكل إلى الأولياء، الذين يسمحون لصغار السن باستعمال الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر، وحتى شاشات التلفزيون، موضحا أن التربية السليمة تتمثل في المنع التام لاستعمال تلك الأجهزة من الطفل دون ست سنوات وليس أربعة، كما يعتقد البعض؛ لأن حساسية الطفل في هذه السن قد تصيبها مشاكل جدية بسبب ما يعرف بالضوء الأزرق.
وأضاف الطبيب أن المشكل يكمن في إدمان الطفل على الشاشة؛ فعندما يعتاد يصبح من المستحيل إزالة تلك الأجهزة من أيدي الأطفال، الذين يحوّلون كل اهتمامهم إلى تلك الأجهزة التي تثيرهم إضاءتها، وألوانها، وأصوات فيديوهاتها، وصورها.

وتتمثل أعراض متلازمة الشاشة التي يعاني منها جيل اليوم، حسب الطبيب، في عدم وضوح الرؤية، وازدواجية الرؤية، واحمرار العين، وحرقة، وبروز أوعية دموية في العين، وصداع، وآلام، أحيانا، في العين. وكلها من الأعراض التي توحي بالإصابة بتلك المتلازمة، والتي يتم علاجها في مرحلة أولى، بتخفيف التعرض لتلك الشاشات.
وأشار الطبيب إلى أن مشكل ضعف البصر قد يكون وراثيا، وهذا إذا كان أحد الأقارب مصابا بنفس المشكل، وعليه لا بد من مراقبة الطفل حتى قبل أن يتمكن من الكلام لتوضيح ما يعانيه؛ أي قبل أربع سنوات؛ فيمكن التكفل بالطفل الذي يُحتمل إصابته بنفس المشكل الصحي. ويمكن علاج بعض مشاكل البصر في سن مبكرة.

وأوضح المختص أن الكثير من الشباب والأطفال، اليوم، يرتدون نظارات طبية، وهذا دليل على النسبة العالية من الجيل الحديث الذي يعاني هذا المشكل، موضحا أن الأمر ليس خطيرا، لكن مقلق، ويُعد في بعض الحالات إعاقة حقيقية، خصوصا أن الكثير من الأطفال يجدون صعوبة في تحمّل النظارات؛ سواء لشعورهم بالخجل، أو لعدم وعيهم بأهمية ارتدائها؛ ما يجعلهم يخلعونها دائما، وبذلك لا يكون لها فائدة من اقتنائها.
وشدد الطبيب في الأخير على أهمية الابتعاد عن الاستعمال المفرط لتلك الشاشات والتعرض لضوئها، خاصة ليلا، عندما يكون ضوء الغرفة خافتا، والتركيز قويا على الشاشة، موضحا: " هنا سيزيد من قوة إشعاعاتها، وبذلك أثرها على العين ".