ظاهرة استنكرها رجال الدين وطالبوا بوجوب التحري قبل إخراجها
"حجز زكاة الفطر" قبل حلول موعدها يحرج البليديين
- 741
عادت ظاهرة "حجز زكاة الفطر" للظهور من جديد بمجرد ما أعلن عن نصابها من طرف وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، حيث سارع بعض المحتاجين خاصة من فئة النساء بولاية البليدة، إلى طرق الأبواب والمطالبة بعدم إخراجها وحجزها لهم وهو التصرف الذي لقي استنكارا خاصة أنه يوقع بعض العائلات في حرج حول طريقة التعامل مع مثل هؤلاء.
اشتكت بعض ربات البيوت على مستوى بلدية العفرون بولاية البليدة، من تفشي ظاهرة حجز زكاة الفطر في السنوات الأخيرة، حيث تأتي بعض النسوة، بعد الإعلان عن تحديد نصاب زكاة الفطر للقرع على أبواب المنازل والمطالبة بحجزها لهم، ليأتوا وقت إخراجها من أجل جمعها، وحسب محدثات "المساء"، فإن هذا التصرف يشمل في أكثر من بيت واحد ما يعني بأن هؤلاء يحرمون بعض الفئات من حق الحصول على زكاة الفطر التي تعتبر في الأصل عبادة، وأشارت مواطنة تحدثت لـ"المساء"، الى أن مثل هذه التصرفات تضع أصحاب المنزل في حرج، وقالت: "في السنة الماضية جاءت سيدة وطلبت أن نبقي لها زكاة الفطر، ولكن ما حدث أنها لم تأت في الموعد المحدد وبقينا ننتظرها لا سيما وأننا وعدناه وعندما أيقنا أنها لن تأتي، سارعنا للبحث عمن نتصدق عليه قبل فوات أوان إخراج الزكاة"، معلقة بالقول إن هذه الحادثة جعلتها تقرر عدم حجزها مرة أخرى وتوجيهها إلى صندوق الزكاة حتى تذهب إلى مستحقيها، بينما أكدت ربة بيت أخرى أنها تجد نفسها محرجة لأنها تعودت على تقديم الزكاة الى بعض المقربين من الفقراء ومطالبة هؤلاء بحجزها يضعها في حرج لأنها لا ترغب في إحراجهم.
ما هو رأي الدين في موضوع حجز زكاة الفطر؟
قال الأستاذ عمر خوجة إمام متطوع وعضو بهيئة الإقراء: "إن الأصل في زكاة الفطر أن صاحبها هو الذي يبحث عمن يستحقها من الذين تتوفر فيهم الشروط، وأن الذي يطرق الباب ويأتي طلبا لحجزها قد لا تتوفر فيه الشروط الواجب توفرها ليكون مستحقا لها، وبالتالي فإن مثل هذه التصرفات مكروهة لأنها تضع صاحب البيت في حرج، فقد يكون لديه بعض الأهل أو الأقارب من الذين يستحقون الزكاة، هذا من ناحية، ومن جهة أخرى فإن مثل هذه التصرفات منهي عنها، لأن الشخص الذي هو من فئة الفقراء والمساكين لا يقوم بمثل هذه التصرفات، وإنما هي تقترب من تصرفات المتسولين التي تحولت إلى مهنة، وبالتالي فليسوا من مستحقي الزكاة".
وحول كيفية التعامل مع هذه الحالة، أوضح أنه ينصح أهل البيت بالتحري، فإن كان من طرق الباب حقيقة معروف عنه بأنه فقير، وأن ما دفعه إلى القيام بهذا التصرف هي الحاجة وضعف الإيمان، فيتم التعامل معه مصداقا لقوله تعالى "وأما السائل فلا تنهر"، أما إن لم يكن معروفا أو اشتبه صاحب البيت فيه فما عليه إلا الاعتذار، منه بشكل لائق والاكتفاء بالتصدق عليه وتجنب إحراجه أو نهره حفاظا على مشاعره. وقال الإمام: "وإن كنت أفضل تجنب كل الشبهات والعمل وفق الأصل الشيء من خلال تجنب حجز الزكاة وإخراجها في موعدها للفقراء والمساكين أو التصدق بها عبر صناديق الزكاة حتى تذهب إلى مستحقيها".
أما بالنسبة لطريقة التعامل مع الأفارقة، الذين أيضا عادوا بقوة إلى ولاية البليدة، حيث يتواجدون في كل الأماكن التي تكثر فيها الحركة مثل المساجد والأسواق وبالقرب من المنازل ويطالبون أيضا بالزكاة، فمثل هؤلاء يقول الإمام: "يكفي التصدق عليهم، أما بالنسبة لزكاة الفطر، فلا يجب حجزها لهم وإنما ينبغي أن يتم تصريفها في موعدها وللأشخاص الذين يستحقونها".