أوضحت الدكتورة ساري من مستشفى بني مسوس، أن السكري من النوع الأول عند الأطفال، يحتاج لمتابعة دقيقة، لا سيما من قبل مختص في التغذية؛ لكونه يساهم بشكل مباشر، في تقديم المفتاح الأساسي للمحافظة على توازن السكر في الدم، وتجنب الارتفاع والانخفاض الخطير له، وهو ما يساعد الطفل على تناول ما ينفعه، ويخدم جسمه بطريقة طبيعية، والعيش كما يعيش أترابه.

أوضحت الدكتورة ساري أن الطفل يمكنه أن يعيش حياة طبيعية، ويستمتع بطعامه إذا تم تنظيم الوجبات بطريقة صحيحة، وأن يجد المتابعة والاهتمام من الوالدين، ومن المعلمة في المدرسة؛ لأن الكل مساهم جيد وضروري في الحفاظ على صحة الطفل المريض، ومنع تفاقم مضاعفات السكري عليه، موضحة أن فهم احتياجات جسم الطفل الغذائية، أمر في غاية الأهمية؛ قالت: “الطفل المصاب بالسكري يحتاج نفس العناصر الغذائية مثل أي طفل آخر. ولا يمكننا أبدا إطلاق مصطلح “الرجيم” على الطفل وغذائه، وإنما يحتاج لميزات خاصة دون حرمان؛ فجسمه يحتاج للبروتينات للنمو، ودهون صحية لعمل الدماغ، وكربوهيدرات للطاقة إلا أنها تحتاج للمراقبة، نظرا للكم المعتبر من الحريرات الذي تمتاز به، إلى جانب الفيتامينات والمعادن؛ لدعم المناعة”.

وأشارت الدكتورة ساري الى أن الكربوهيدرات ترفع السكر، وهو ما يستوجب حسابها بدقة، واختيار النافعة منها وبطيئة الهضم؛ على غرار الشوفان، والخبز الكامل، والعدس، والفاصوليا، مع أهمية تجنب الكربوهيدرات السريعة والمصنّعة كالحلويات، ولا سيما كعكة “ الباتسري”، والعصائر والمشروبات الغازية على مختلف أنواعها.

وأوضحت الدكتورة ساري أن على الوالدين مراقبة كل وجبة مع وجوب احتوائها على كمية كربوهيدرات ثابتة، تساعد في ضبط جرعات الأنسولين. وقالت: “ الطفل يحتاج لأربع وجبات رئيسية هامة، ووجبة خفيفة، خصوصا قبل اللعب أو ممارسة الرياضة، لا سيما النوع الذي يحتاج للكثير من الجهد”. 

ومن الحبوب الكاملة نذكر الخبز الكامل، والشوفان، والبرغل، والأرز البني؛ فكلها ترفع السكر ببطء، وتحافظ على الطاقة. وفي ما يخص الوجبات المناسبة وطريقة تحضيرها، قالت ساري: “ يُستحسن تحضير الخضر أو الأغذية على البخار؛ فهو الأنسب لصحة مريض السكري “ ، موضحة أن الأطعمة المناسبة كالتالي: البروتينات والمتمثلة في الحليب، والدجاج، والسمك، والبيض، وهي بروتينات حيوانية، وكذا الحمص والعدس واللوبيا، وتُعد من البروتينات الطبيعية؛ لكونها تساعد في الشعور بالشبع ولا ترفع السكر بسرعة. وأضافت الدكتورة ساري أن الخضر بأنواعها مهمة جدا، لكونها غنية بالألياف، وتبطئ امتصاص السكر على غرار الجزر، والسلطة، والبروكلي، واللوبيا الخضراء وغيرها من الخضر الموجودة بأسواقنا، موضحة في السياق أن الجسم يحتاج، أيضا، للدهون الصحية؛ على غرار زيت الزيتون، والمكسرات التي تساهم في نمو الدماغ وتوازن الوجبات. وحذرت المختصة من التفريط في وجبة فطور الصباح، مؤكدة أنها أساسية، وعماد الصحة اليومية، ومضيفة أن الكثير من العائلات تغفل عن إعطاء أبنائها الوجبة الصباحية الصحية، إلا أنها تشاركه تفاصيل قهوة العصر بالحلويات التقليدية أو العصرية؛ ما يساهم في رفع السكري لدى الطفل بطريقة خطيرة.