في معرض يحتضنه رواق "مصطفى كاتب" إلى نهاية الشهر

حرفيون يبدعون في إبراز الموروث الوطني

حرفيون يبدعون في إبراز الموروث الوطني
  • 353
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

يحتضن الرواق الثقافي "مصطفى كاتب"، معرض الحرف والصناعة التقليدية، الذي تتواصل فعاليته إلى نهاية الشهر الجاري، ويهدف إلى تشجيع الإنتاج المحلي، من جهة، ومساعدة الحرفيين في الترويج لأعمالهم وتسويقها والتعريف بها لزوار العاصمة.

يتكون المعرض من أجنحة موزعة عبر أروقة المركز الثقافي، حيث احتضن تشكيلات مختلفة من المنتجات الحرفية، التي تتنوع بين الصناعات النسيجية التقليدية والفخارية والفضية والنحاسية والجلدية، إلى جانب الهدايا والتحف الفنية، التي تفنن صانعوها من مختلف الفئات العمرية، حتى الأصغر سنا، في الإبداع فيها، مع إعطائها لمسة فنية، تعكس الموروث الوطني، وتبرز النوعية الجيدة للمواد الأولية المحلية التي يتم صناعة تلك القطع بها، على غرار الجلد والنحاس.
يتيح هذا المعرض للزوار ككل مرة، فرصة للاطلاع على إبداعات الحرفيين الذين أنتجوا تحفا من مختلف الخامات والمواد، فيما يتجه بعضهم إلى المزج بينها، للخروج من كلاسيكية بعض القطع، دون الإساءة إلى أصالتها، كما يتفنن آخرون في إنتاج قطع فنية من بقايا وخردوات، يتم رسكلتها ومنحها معنى جديدا، حيث يعمل هؤلاء الحرفين على إعطاء الاعتبار لفن التدوير، وتشجيع ثقافة الرسكلة، مع إظهار أهمية الفرز والحفاظ على البيئة.

وحسب الحرفيين المشاركين في المعرض، يمثل هذا الصالون فرصة لهم، خصوصا لحاملي المشاريع الجدد والنساء الماكثات في البيت، بهدف الترويج لمنتجاتهم، كما تتيح الفرصة للزوار وأصحاب المؤسسات السياحية، شراء المنتوج الحرفي مباشرة من المنتج، سواء للتزين أو لتقديمه كهدايا، أو كقطع أصلية للزوار، واقتنائه كتذكار لزيارة العاصمة عند الرجوع إلى البيت.
وفي حديثهم لجريدة "المساء"، اعتبر الحرفيون أن إقامة معارض مماثلة طيلة السنة، تخدم الحرفي والحرفة بحد ذاتها، خصوصا إذا كان تنظيمها مصادفا للموسم السياحي، أي الفترة التي تشهد توافدا أكبر للسياح المحليين والأجانب على تلك المعارض، إذ يقتنون أكثر من غيرهم تلك القطع، وأخذها معهم كتذكار، كما تسمح تلك المعارض، حسبهم، بخلق فضاء لتبادل الخبرات واكتساب المعارف، وتعلم تقنيات جديدة، وحتى الاستلهام من أعمال الغير، وتسويق أعمالهم.
ينظم هذا المعرض، الذي سيستمر إلى غاية نهاية الشهر، بمبادرة من غرفة الصناعة التقليدية والحرف لولاية الجزائر العاصمة، بالتنسيق مع عدد من الجمعيات المحلية، ومن المرتقب إعادة تنظيم معارض أخرى على طول السنة، في إطار تشجيع عمل الحرفيين، والرقي بالمنتج المحلي.