"البدر" تسعى لبناء مستشفى سرطان الأطفال

حلم ينتظر التحقيق

حلم ينتظر التحقيق
  • 865
❊رشيدة بلال ❊رشيدة بلال

عاشت القاعة البيضوية بالمركب الرياضي "محمد بوضياف بالعاصمة، على وقع أجواء احتفالية ميّزها الحضور المكثف لشخصيات فنية ورياضية؛ احتفالا باليوم العالمي لسرطان الأطفال المصادف لـ 15 فيفري، إذ بادرت جمعية "البدر" لمساعدة مرضى السرطان من ولاية البليدة، بتنظيمه؛ بهدف إطلاق نداء إلى كل أفراد المجتمع للمساهمة في بناء مستشفى خاص بالأطفال من خلال التبرع بما أمكنهم.

قال رئيس الجمعية مصطفى موساوي في حديث مع "المساء" على هامش التظاهرة، إن الجمعية تفكر منذ أربع سنوات خلت، بصورة جدية في إنشاء مركز استشفائي خاص بالأطفال المصابين بالسرطان بالنظر إلى ما تعانيه هذه الفئة التي يجري التكفل بها على مستوى أقسام مصلحة الطفولة بالمستشفيات. وبحكم أن التكفل بهذه الفئة يحتاج إلى عناية خاصة، أصبح من الضروري أن يكون لها مركز خاص بها يستجيب لاحتياجاتها، مشيرا إلى أن الأرضية مهيأة بعد أن جاد والي البليدة السابق عليهم، وقدّم للجمعية قطعة أرض مساحتها 3 آلاف متر مربع، ويقول: "يبقى فقط الشروع في أشغال البناء بعد جمع الأموال الكافية، وهو الغرض من تنظيم اليوم الاحتفالي للكشف، من جهة، عن حاجة الأطفال إلى مثل هذا المشفى؛ لتوجيه نداء لكل راغب في دعم هذه الفئة التي تعاني في صمت".

وحسب رئيس الجمعية، فإن النجاح في بناء هذا المستشفى بمقاييس دولية الذي تقدّر طاقة استيعابه بـ 60 سريرا، يحتاج إلى 2 مليار دينار لكي يجسد، يُنتظر أن يكون الأول على مستوى الجزائر، مشيرا إلى أن أهم خصوصية أنه ينقسم إلى أجنحة؛ جناح للتكفل بالحاجات الاجتماعية للطفل المريض، مثل التمدرس واللعب والمبيت، وجناح خاص بالاستشفاء والعلاج، وهو ما يُنتظر أن يضع حدا لمعاناة الأولياء، الذين يمكنهم البقاء مع أبنائهم طيلة مرحلة العلاج، حيث يعوّل عليه للحد من معاناة المرضى، خاصة أن عددهم غير كبير، حيث تحصي الجزائر، حسبه، "1500 حالة سنويا من الأطفال المصابين؛ بمعدل 6 حالات في اليوم".

من جهة أخرى، أشار رئيس الجمعية إلى أنه يعوّل كثيرا على مختلف أفراد المجتمع؛ للمساهمة في بناء هذا الصرح الصحي لدعم مرضى السرطان، خاصة أن هناك نقصا كبيرا في عدد الأسرّة؛ "الأمر الذي يدعونا إلى التعجيل في بنائه، وينتظر أن يستقبل كلّ الأطفال المرضى".

من جهته، أوضح البروفيسور محمد شكالي عضو بجمعية "البدر"، أن التفكير في تنظيم تظاهرة احتفالية جاء لتوعية مختلف أفراد المجتمع بأهمية التضامن مع مرضى السرطان، والجزائر، اليوم، حسبه، في حاجة ماسة إلى مستشفى خاص بأطفال السرطان؛ لكون التكفل بهذه الفئة مختلفا عن التكفل بمريض السرطان البالغ؛ "من أجل هذا فالمشفى يُفترض أن يستجيب لكل احتياجات الأطفال المرضى من حيث تخصيص مساحات للعب وقاعات للدراسة، وأخرى للتكفل النفسي والعلاج"، مشيرا إلى أن الجمعية لتسهيل عملية التبرع أنشأت مواقع إلكترونية خاصة، وتدعو، بالمناسبة، الجميع إلى التضامن مع مرضى السرطان وشعارهم في ذلك "كلنا معرَّضون للإصابة".

وعرفت التظاهرة الاحتفالية حضور بعض الشخصيات منهم سليمة سواكري سفيرة النوايا الحسنة والمرافقة للمشروع وعضو بالجمعية، التي أشارت في كلمة ألقتها بالمناسبة، إلى أن هذه التظاهرة الموسومة بـ "المناوبة ضد سرطان الأطفال"، الغرض منها العمل على مدار 12 ساعة طيلة اليوم بدون انقطاع؛ للتوعية والتحسيس بأهمية المشروع، مضيفة أن التظاهرة تضامنية رياضية فنية، الهدف منها إيصال رسالة مفادها أن أطفال السرطان يعانون وهم في أمسّ الحاجة إلى مستشفى للعلاج، وبالتالي لا بد من رفع التحدي لتقديم خدمة لهذه الفئة.

وأعربت المفوضة الوطنية مريم شرفي رئيسة الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة في كلمتها، عن استعداد الهيئة لتقديم الدعم لجمعية "البدر"؛ من أجل تحويل مشروع بناء مشفى لفائدة أطفال السرطان إلى حقيقة؛ كون حماية الأطفال من أولويات الهيئة، مشيرة إلى أن الجزائر صادقت على الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل التي تحث على حماية الأطفال، وعليه تؤكد: "كل مشروع يخدم المصلحة الفضلى للأطفال، الهيئةُ مستعدة لدعمه".

وممثلا عن مديرية الشباب والرياضة، أشار نور الدين سي بشير رئيس رابطة الفنون القتالية، إلى أن المساهمة من خلال المشاركة ببعض الأنشطة الرياضية، الهدف منها إشراك الأطفال الرياضيين في نشر التوعية والتحسيس، وحثهم على ضرورة التضامن مع الأطفال المرضى، وشعارنا يقول: "كلنا معرَّضون".

الجدير بالذكر أن الفترة الصباحية خُصصت للفرق الرياضية التي أبدعت في رسم لوحات رياضية لمختلف الرياضات، ومنها الفنون القتالية وسباقات ممثلة في العدو في القاعة بدون انقطاع، بينما خُصصت الفترة المسائية لمشاركة الفنانين والمغنين على غرار محمد القناوي وآمال زان.