قالت إنها مواد صيدلانية موجهة لعلاجات طبية

"حماية المستهلك" تحذّر من الاستعمال العشوائي لمراهم الترطيب

"حماية المستهلك" تحذّر من الاستعمال العشوائي  لمراهم الترطيب
  • 163
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

حذّرت المنظمة الوطنية لحماية المستهلك ومحيطه، من الاستعمال المفرط لمراهم الترطيب، وكريمات العناية بالبشرة؛ بين محاولات التبييض، والترطيب، والتقشير، وتضييق المسام، والقضاء على البثور؛ إذ تتعدد الكريمات التي تجد إقبالا واسعا من طرف الفتيات، وحتى من بعض الشباب، في محاولة القضاء على بعض مشاكل البشرة. إلا أن الاستعمال المفرط لها قد يخلق مشاكل أكثر استعصاء.

أوضحت المنظمة في بيانها عبر صفحتها الرسمية، أنه خلال السنوات الأخيرة، ازداد استخدام الكريمات الطبية بهدف تبييض البشرة، خاصةً في المجتمعات المتأثرة بالمعايير الجمالية الغربية، والتي تحدد بياض البشرة كمعيار أساسي يدل على الجمال، ما يدفع الى السعي وراء ذلك مهما كان الثمن، ويؤدي الى زيادة الإقبال على استعمال تلك الكريمات التي تعد بتبييض البشرة. وذكرت المنظمة بعض أشهر الكريمات، مثل بيافين "وبتازون" .

وتم التنبيه الى أن تلك الاستعمالات قد تكون خطيرة، لاسيما أنه يتم استخدامها دون استشارة طبية بالرغم من أنها كريمات مخصصة لعلاج الحروق والالتهابات، ومن المفروض أن تُستعمل بعد وصفها من عند الطبيب، وباحترام المقدار المحدد، وليست استعمالات يومية دون أي استشارة طبية.

وحسب المنظمة، فإن الاستخدام العشوائي لتلك الكريمات، قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، قد تؤذي البشرة، وتصيبها بمشاكل أعمق مما يحاول إصلاحه. وأضافت المنظمة أن أخطر ما في الأمر أن بعض الأشخاص خارج مجالهم يحاولون تقديم نصائح عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويعرضون بذلك تجاربهم الخاصة مع تلك الكريمات والمواد، ما يشجع آخرين على استخدامها، أملا في الحصول على نفس النتائج المرضية، والقضاء على أحد تلك المشاكل؛ ما يتسبب في مشاكل أخرى جانبية، قد تكون أخطر، يؤكد أعضاء المنظمة، ويساهم في انتشار الاستخدام الخاطئ، وأيضا التسبب في ندرة هذه الكريمات في السوق، وحرمان بعض المرضى الحقيقيين من الحصول على هذه الأدوية؛ لأن السوق تشهد نقصا ملحوظا بسبب سوء استعمالها.

ومن أهم الأعراض الجانبية الملاحَظة جراء الاستعمال المفرط لتلك الكريمات، متلازمة ترقق الجلد أو ما يُعرف بالأتروري الجلدية؛ فبسبب احتوائها على الكورتيزون تصبح البشرة أضعف، وأكثر عرضة للتلف، إلى جانب تغير لون الجلد الدائم، وظهور تصبغات غير متساوية (بقع بيضاء وأخرى سوداء، وبروز حب الشباب والتهابات جلدية، وانسداد المسامات، والتهاب الجلد نتيجة الاستعمال المتكرر، وبروز مشكل الاتكال الجلدي. فعند التوقف المفاجئ عن الكورتيزون، قد تسوء حالة الجلد، وتبرز حاجة الجلد لتلك الكريمات لإصلاحها، فضلا عن ضعف مناعة الجلد. كما تصبح البشرة بذلك أكثر عرضة للبكتيريا والفطريات.

وتشدد المنظمة على أن احتواء الكريمات على بعض التركيبات هو ما يفسر خطورتها، كالزئبق. وهو مادة سامة، قد تؤدي إلى أضرار بالكلى والجهاز العصبي، الى جانب الهيدروكينون، الذي يمنع عمل إنزيم التيروزيناز المسؤول عن إنتاج الميلانين، ويسبب سمّية خلوية، وتحولات جينية (مطفرات)، وتم حظره في عدة دول.