الحرفية ليندة عاشور لـ"المساء":

حمضيات متيجة.. غذاء ودواء ومربى

حمضيات متيجة.. غذاء ودواء ومربى
الحرفية ليندة عاشور
  • 710
رشيدة بلال رشيدة بلال

أبدعت الحرفية ليندة عاشور، ابنة مدينة الورود البليدة، في إنتاج مختلف أنواع مربى الحمضيات الطبيعية، التي تميزت بها في بعد اقتصادي، في إطار حرفة اختارت أن تكون لها مصدرا ورزقا، وكذا الترويج لبعد ثقافي اجتماعي محلي، دأبت ربات البيوت في منطقة متيجة على تكريسه، خلال موسم جني هذه الفاكهة اللذيذة. 

اختارت السيدة ليندة عاشور، حرفية في صناعة المعجون الطبيعي، أن تشارك في صالون الحمضيات، الذي أقيمت فعالياته مؤخرا بولاية البليدة، لإطلاع الزوار على ما تجود به حقول متيجة من تنوع في إنتاج الحمضيات، تعكسه أنواع المعجون التي تعدها، إذ أبدعت الحرفية ليندة في تقديم أنواع مختلفة من مربى الحمضيات التي تباينت بين معجون الليمون والبرتقال و"لارنج" و"التشوينة"، وغيرها من الحمضيات التي تنتجها حقول متيجة، وقالت الحرفية ليندة في دردشتها مع "المساء"، إن حرفة صناعة المعجون من أقدم الصناعات على مستوى ولاية البليدة، اهتمت بها النسوة قديما، حيث كانت كل منازل البليديات تحتوي على مخزون من أنواع مختلفة من الحمضيات، وكان المعجون، حسبها، يقدم للضيوف في مختلف المناسبات، وكما يقال في ثقافة الأسرة البليدية قديما عندما يزورها ضيف: "برج معجون أحسن من كاس قازوز".

على صعيد آخر، أوضحت الحرفية ليندة، بأن صناعتها للمعجون لم تقتصر على الحمضيات فقط، إنما تقوم أيضا بتحويل مختلف أنواع الفواكه إلى معجون، سواء كانت تفاحا أو إجاصا أو فراولة، وحتى البطيخ  الأحمر الذي جربت وصفة المعجون عليه، نجحت فيها، وكان هناك إقبال كبير عليه لتجريبه، وحسبها، فإن تجريب أنواع أخرى من المعجون سمح لها بإرضاء كل محبي هذا النوع من التحليات، من خلال توفير أنواع مختلفة قد يرغب المستهلك في تناولها.

أوضحت محدثتنا بأن السر في صناعة المعجون، هو تحكمها في الوصفة التقليدية التي ورثتها عن والدتها، التي برعت هي الأخرى في صناعة هذه المادة الغذائية، الأمر الذي جعلها المرأة الأولى على مستوى ولاية البليدة  في صناعة المعجون الطبيعي، مشيرة إلى أن السر في نجاح مختلف أنواع المربيات التي تعدها، هو الاختيار الجيد للفواكه في مواسمها، ليكون المعجون الذي تعده ذو نكهة، مشيرة في السياق، إلى أنها تمكنت بفضل هذه الحرفة، من صناعة اسم لها في السوق، رغم أنها تعمل في المنزل، حيث تعتمد على إمكانيات بسيطة في تحضير المربى، غير أن النوعية الجيدة والذوق المميز، ساعداها على دخول السوق والنجاح في عملية التسويق.