لفائدة يتامى ومعوزي بومرداس
حملات تضامنية لتوفير حقائب ولوازم التمدرس
- 922
أطلقت الجمعيات الخيرية على مستوى ولاية بومرداس، مؤخرا، حملة التضامن المدرسي، بجمع وتوفير الحقيبة المدرسية بلوازمها لفائدة التلاميذ المنتمين إلى أسر محتاجة، أو ذات دخل محدود. ولئن كان المرجو من هذه الحملة هو توفير محفظة لفئة معينة من التلاميذ، من أجل طلب العلم، فإن الهدف الأسمى، هو التأكيد على التكافل الاجتماعي وترسيخ العمل الخيري في نفوس الأجيال الصاعدة.
تعمل مختلف الجمعيات الخيرية ببومرداس، هذه الأيام، على توفير مختلف اللوازم المدرسية، من حقائب ومآزر وكتب وغيرها، لفائدة التلاميذ اليتامى والمنتمين للأسر ضعيفة الدخل، وغيرها من الحالات الاجتماعية. حيث أكد محدثونا من رؤساء وأعضاء جمعيات بعدة بلديات، شروعهم منذ أزيد من أسبوع، في عمل تحسيسي، بالتقرب من المحسنين من أجل انخراطهم في هذا المشروع، وضمان دخول مدرسي عادي بالنسبة لهذه الفئة، من خلال توجه مباشر نحو المتبرعين بالمساحات التجارية الكبرى، المكتبات ومحلات تجارية، أو من خلال النداءات المطروحة عبر صفحات الجمعيات عبر الفضاء الأزرق، الذي أصبح في الآونة الأخيرة، ركيزة هامة في العمل التضامني، يقول رابح كنتور، نائب رئيس الجمعية الخيرية "أمل الجزائر" ببرج منايل، الذي اعتبر أن "الفايسبوك" نافذة مهمة لبث النداءات التضامنية، سواء في المناسبات الاجتماعية أو الدينية، أو زمن الكوارث الطبيعية، مثلما سجل مؤخرا، مع الحرائق التي مست عددا من الولايات.
موضحا أن هذا الفضاء سمح للجمعية بالوصول إلى عدد كبير من المتضامنين، الذين أضحوا يبادرون بصفة طوعية في العمل الخيري، حتى دون طرح نداء مسبق عبر صفحة الجمعية، كما أن بعضهم الآخر، حسبه، يتقدمون إلى مقر الجمعية للتبرع بالإعانات، وهو ما سجل خلال هذه الفترة بمناسبة الدخول المدرسي، مشيرا إلى أن الجمعية تسجل عبر مختلف مكاتبها البلدية، استقبال إعانات عينية متمثلة في حقائب ولوازم مدرسية، إضافة إلى كتب ومآزر سيتم توزيعها على مستحقيها من تلاميذ الأسر المحتاجة، بمن فيهم الأطفال المعاقين، ويضيف المتحدث، بأن العمل الخيري سبيل آخر لإدخال الطمأنينة في نفوس الفئات المحرومة والمحتاجة، حتى تندمج في بيئتها بصفة سلسلة دون شعور بالدونية والانتقاص.
من جهته، يقول عبد السلام عمر، عضو جمعية "أمل الجزائر"، بأن التركيز خلال الدخول المدرسي لهذا الموسم، سيكون موجها لأطفال مناطق الظل، وتحديدا ببلديات تيمزريت، خميس الخشنة، برج منايل، شعبة العامر ويسر، حيث اعتبر المتحدث أن الجمعية تحصي عددا من الأسر المحتاجة بهذه المناطق تحديدا، مما جعلها تركز عليها في عملها الخيري، ومنه العمل على جمع وتوزيع حوالي 100 حقيبة مدرسية بكل لوازمها عشية الدخول المدرسي.
ملفتا كذلك إلى أن العمل التضامني لا يقتصر على توفير الحقيبة المدرسية فحسب، إنما يرتكز أيضا على الجانب النفسي، لتسهيل عملية الاندماج التربوي لتلاميذ السنة الأولى، من خلال مرافقة فرق المهرجين لهذه المناسبة في يومها الأول عبر مختلف المدارس، حيث قال عبد السلام، بأن الجمعية لاحظت صعوبة تقبل الطفل للتمدرس خلال الأيام الأولى، لذلك ارتأت تنظيم مسرحيات هزلية تدور حول المدرسة والعلم والتفوق، يشرف عليها 4 مهرجين متطوعين سيقدمون عروضا مسرحية في قالب هزلي، حول المدرسة والدراسة، وأيضا حول العمل الخيري التطوعي، بهدف غرس ثقافة التطوع لدى الأجيال الناشئة، بالتالي حملهم لهذا المشعل من أجل تكافل اجتماعي دائم لا ينقطع باضمحلال جمعية ما.
كما تعمل جمعية "كافل اليتيم" مكتب بلدية خميس الخشنة، ضمن نفس المسعى الخيري، بمناسبة الدخول المدرسي، من خلال طرح حملة تضامنية لتوفير الحقيبة المدرسية ولوازمها لليتامى المتمدرسين في الطورين الأول والثاني بمختلف أحياء البلدية، على غرار لاقيطون، سطايفية، حوش أولاد علي وغيرها من الأحياء، حيث قال توفيق بوقفة، رئيس المكتب، بأن عدد اليتامى المتمدرسين المسجلين بالجمعية يصل إلى 146 تلميذ متمدرس، بالتالي يجب توفير 146 حقيبة مدرسية بكل لوازمها، ومن أجل ذلك، دعت الجمعية المحسنين إلى مد يد المساعدة لهذه الفئة، حيث قال توفيق، بأن العمل الخيري متأصل في المجتمع الجزائري، وما الجمعيات سوى همزة وصل فقط، لكنه أكد في المقابل، تسجيل بعض التراجع بسبب جائحة "كورونا" وتدابير الحجر الصحي وتأثريهما المباشر معنويا وماديا على العمل التضامني، ملفتا في هذا الصدد، إلى أن توزيع الحقيبة المدرسية يتضمن كذلك توزيع كمامات ومعقمات على التلاميذ، استمرارا لتطبيق البروتوكول الصحي.