للحد من "القاتل الصامت"

حملات توعية لمراقبة المدفئات وسخانات الماء

حملات توعية لمراقبة المدفئات وسخانات الماء
  • 667
رشيدة بلال رشيدة بلال

تحصد حوادث الاختناق بالغاز سنويا ، العيد من الضحايا، وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها الدولة، للحد من الظاهرة، والتي كان آخرها، إطلاق برنامج توزيع كاشف الغاز على المواطنين، وحملهم على تركيبه، إلا أن الحوادث لا تزال تسجل وترجع، حسب مصالح الحماية المدنية لنفس الأسباب، خاصة ما تعلق منها بإغلاق منافذ التهوية واستعمال الطابونة في التدفئة، الأمر الذي جعل مديرية الحماية المدنية لولاية البليدة، تطلق حملتها السنوية، تنفيذا لتعليمات المديرية العامة للحماية المدنية، تحت شعار "دفء آمن وشتاء خالٍ من الحوادث.. ما تخليش حتى يبرد الحال وتشغل مباشرة المدفأة".


تشكل حوادث الاختناق بالغاز، واحدا من أهم التحديات التي تواجه السكان خلال موسم الشتاء، خاصة بالمناطق الجبلية والريفية، أين يتم الاعتماد على بعض الطرق التي تنطوي على الكثير من المخاطر، لتأمين بعض الدفء، ولعل أهمها إغلاق منافذ التهوية، لمنع تسرب الهواء إلى المنزل، ومنه الحصول على بعض التدفئة والاعتماد على الطابونة في تدفئة المنزل، كل هذه العوامل، وفي ظل نقص الوعي بخطورة الغازات المحترقة المنبعثة من مختلف أجهزة التدفئة، يتم سنويا حصد الكثير من الأرواح. وحسب المكلفة بالاتصال في مديرية الحماية المدنية، مريم صايغي بوعوينة، فإن مديرية الحماية المدنية لولاية البليدة، وتطبيقا لتعليمات المديرية العامة للحماية المدنية، وحرصا من مصالحهم على سلامة الجميع من كل الأخطار التي ترافق الموسم الشتوي، أطلقت منذ بداية شهر أكتوبر 2024، الحملة الوطنية التحسيسية والإعلامية للوقاية من الأخطار المرافقة للموسم الشتوي، تحت شعار "دفء آمن وشتاء خال من الحوادث".

توضح المتحدثة: "الهدف من الحملة، هو الوصول إلى توعية وتحسيس المواطن من خطر حوادث التسمم والاختناقات، خاصة غاز أحادي أكسيد الكربون، الناتج عن الاستعمال السيئ لمختلف أجهزة التدفئة، وعدم تقدير خطر عدم مطابقة أجهزة التدفئة والتسخين وغلق منافذ تهوية المساكن، الذي لا يزال يعتبر واحدا من أكبر التحديات التي يجري العمل على رفع الوعي فيها، لأن البرد لا يقتل، بل الغاز المحترق هو من يقتل". بالمناسبة، أوضحت المتحدثة، أن شهر أكتوبر هو الشهر المثالي، الذي يجري فيه مراقبة أجهزة التدفئة وتجربتها قبل استعمالها، من خلال التأكد من صحة تثبيت أنابيب تصريف الغاز وأنابيب التزويد بالغاز، وإجراء تشغيل تجريبي، للتأكد من عدم وجود أي مشاكل، مشيرة إلى أن الكثيرين لا يقومون بأشغال صيانة المدفآت، ولا يقومون بمراقبتها، إنما يتم استعمالها مباشرة، الأمر الذي يتسبب في وقوع الحوادث، لافتة في السياق، إلى أن ولاية البليدة سجلت في آخر حصيلة لها، شهر سبتمبر المنصرم، اختناق عائلة جراء سخان الماء المتواجد بالحمام، حيث تدخلت فرق الحماية المدينة لتقديم الإسعافات الأولية، وإجلاء المختنقين إلى المستشفى. تقول: "بالمناسبة، نشجع العائلات على استخدام الكاشف، لما له من دور إيجابي في التنبيه بوجود التسريبات، والتحلي بالكثير من الحيطة والحذر من سخان الماء والطابونة".
بالموازاة مع الحملة الخاصة بخطر الاختناق بالغاز المحترق، يتم أيضا، حسب المكلفة بالاتصال، التوعية والتحسيس حول خطر الفيضانات التي تخلفها التقلبات الجوية، التي تشكل خطرا هي الأخرى على السكان، وتتسبب في خسائر في الممتلكات ومختلف الحوادث ذات الصلة بالموسم الشتوي، مثل حوادث الطرقات.

من جهة أخرى، أوضحت المتحدثة، أن بلوغ النتائج المرجوة من العمل التحسيسي، والوصول إلى التقليل من عدد الوفيات، جراء اختناق الغاز المحترق، يتطلب التعاون بين عدد من القطاعات، الأمر الذي دفع بمصالح مديرية الحماية المدنية على مستوى البليدة، إلى تسطير، بالتنسيق مع مختلف القطاعات والمجتمع المدني، برنامج تحسيسي هام، طيلة مدة الحملة، على مستوى المؤسسات التربوية، المساجد، الساحات العمومية، وعبر مختلف المنابر الإعلامية.
وفي السياق، كشفت مصادر مطلعة  بالمديرية الولائية  لتوزيع الكهرباء والغاز بالبليدة، أنه في إطار مهامها الرامية إلى المساهمة في الحد من مخاطر الاختناق بالغاز، وزعت منذ شهر ديسمبر من سنة 2023، كدفعة أولى، 65 ألف كاشف، حيث تم استهداف البلديات التي تحتوي على تجمعات سكنية كبيرة، فيما يجري، حسب ذات المصدر، التحضير لانطلاق الحملة الثانية لتوزيع الكواشف، التي ينتظر أن تمس عددا كبيرا من العائلات، تزامنها وحلول موسم الشتاء، المعروف بارتفاع حوادث الاختناق بالغاز.