للاستفادة من مزايا الصيام في شوال
خطوات صحية لتفادي"فوضى الاستهلاك"
- 445
أوضح الدكتور عبد الحكيم عقباني، الطبيب المختص في التغذية، أن تناول وجبة كاملة وغنية خلال الإفطار، بعد يوم كامل من الصيام، أمر ضروري ومهم للصحة، إلا أن اقتناء تلك الوجبة بعناية، وتنويعها، أمر لا يقل أهمية، خصوصا أن ما نتناوله بعد انقطاع طويل، له دور كبير في أداء الجسم ووظائف أعضائه، موضحا أنه خلال رمضان، يتبنى الكثيرون تقاليد استهلاكية قد تتنافى مع مفهوم "الصحة الجيدة"، وهذا ما يحول منافع الصيام إلى نقمة، لاسيما بالنسبة للذين يعانون بعض الأمراض المزمنة أو المرتبطة بالأكل.
أكد المتحدث أن اقتناء وتحضير وجبة إفطار بعناية، أمر مهم للصحة، موضحا أن الابتعاد عن "الفوضى الاستهلاكية"، على حد تعبيره، ضروري، ولابد أن يكون لدى جيل اليوم وعي بما يهدد الصحة، بفضل الحملات التحسيسية والتوعوية ومواقع الأنترنت التي توفر المعلومات الصحية بكل تفاصيلها، ملحا على ضرورة "التحلي بثقافة استهلاكية صحية"، مردفا بقوله: ليس لأحد اليوم حجة أو ذريعة بجهله لذلك"، مؤكدا أن المعلومة متوفرة.
وقال المختص في التغذية، إن تحضير وجبة الإفطار لا بد أن يسبقها إعداد خطة صحية، لكل أفراد العائلة، ومحاولة الابتعاد منذ المرحلة الأولى التي تسبق تحضير الوجبة، أي عند اقتناء المشتريات ومستلزمات تحضيرها، لمعرفة ما سيتم تحضيره، وضمان سلامة، خاصة توازن تلك الوجبة، لتكون كاملة وصحية في آن واحد، دون تعريض صحة متناولها للخطر، سواء على المدى القريب، كالتسممات الغذائية أو عسر الهضم، أو على المدى البعيد، كالإصابة بالأمراض المزمنة التي لا تعد ولا تحصى.
وأضاف أن ترتيب ما يتم استهلاكه عند وجبة الإفطار أمر يتجاهله الكثيرون، ولا يدرك أهميته، بل تجدهم يمارسون بعض العادات الخاطئة، التي مع مر السنوات ترسخت لديهم وباتوا يرتكبون نفس الأخطاء في كل مرة، دون إدراك خطر ذلك على صحتهم، فتجد البعض يفتتح وجبته بسكريات، وآخرون يتناولون كميات كبيرة من السوائل، أو يستهلكون وجبات باردة من الثلاجة مباشرة، أو يتناولون الحمضيات على معدة فارغة، أو بعض المصابين بالسكري الذين يتناولون حبات من التمر كوجبة أولى، وغيرها من العادات التي قد تكون محفزا لبداية أحد الأمراض أو تعقيد أمراض موجودة أساسا.
تقسيم الوجبات ضرورة
أكد المتحدث أن تقسيم وجبة الإفطار لثلاث مراحل أمر ضروري، حتى لا يحدث ما يعرف بالعامية "صدمة المعدة"، لتجنب حدوث أي مشكل صحي، ويكون هناك الوقت الكافي لهضم الطعام، موضحا أن بعض الحالات الاستعجالية للأمراض والمشاكل صحية، تبرز خلال الشهر الفضيل، وبعد الإفطار، جراء تلك الأخطاء التي يقع فيه الأفراد عادة.
ينصح المختص ببدء وجبة الإفطار بالسوائل، وليس بالطعام الصلب الغني بالسعرات الحرارية والنشويات، موضحا أن كمية قليلة من الحليب أو اللبن مثالي لذلك، أو كوب من الماء بدرجة حرارة الغرفة، وليس باردا، تليها حبات من التمر، إذا لم يكن الفرد يعاني السكري، ثم أداء صلاة المغرب جماعة أو فردا، ثم مواصلة الإفطار تدريجيا.
أوضح المختص، أن عادة تناول الشوربة أو نوع من أنواع الحساء، ليس صدفة في الشهر الفضيل، وإنما هي قاعدة صحية تداولت مع مر السنوات، وأصبحت قاعدة صحية، فلابد أن يستهل الصائم وجبة إفطاره بطبق من الحساء الساخن، الذي يحتوي على عدد من الخضروات الغنية بالألياف والمفيدة للصحة، والابتعاد هنا على الإضافات الكبيرة للتوابل والهريسة أمر مهم للغاية، لعدم تحويل الشوربة من طبق صحي إلى طبق مضر بالصحة.
وأشار إلى أن تناول بعدها طبق من السلطة المشكل، من خضروات طازجة، كالخس والطماطم أو الشمندر والخيار وغيرها أيضا جيد للصحة، سوف يعمل على تعديل مستويات السكر في الدم وتمهيد المعدة، لاستقبال أطعمة قد تكون أقل خفة عليها من الحساء، ويستحسن هنا أخذ قسط من الراحة بين كل وجبة وأخرى، وتخفيف سرعة تناول وجبة تلوى الأخرى، حتى لا يصاب بما يعرف بالتخمة، وهي بلوغ مرحلة شبع عند الإفراط في استهلاك الوجبة وبسرعة فائقة.
تجنب المقليات وكثرة السكريات
وعن كلاسيكية ما يجب تجنبه في الإفطار، قال المتحدث، إن العصائر بأنواعها، حتى وإن كانت من صنع المنزل، لابد من التخفيف في استهلاكها، لأنها مشبعة بالسكريات، مع الابتعاد عن المشروبات الغازية، والمقليات التي نشهد تواجدها بشكل يومي على الموائد الرمضانية، خاصة البطاطس المقلية، إلى جانب الابتعاد عن المعجنات التي تحتوي على سكريات طويلة، كالخبز بالدقيق الأبيض، أو ما يسمى "الفرينة"، والمعكرونة وغيرها، والإكثار بدل ذلك، من الأطعمة المطبوخة في الفرن، والخضار المطهية على البخار، لإرفاقها مع الوجبة الأساسية، إلى جانب محاولة تعويض نقص الماء في الجسم، باستهلاكه تدريجيا طول فطرة الإفطار إلى غاية وجبة السحور، لتفادي الجفاف الذي قد يقود إلى إصابة البعض بالصداع النصفي خلال يوم الصيام.
وتبقى وجبة السحور لا تقل أهمية، يقول عبد الحكيم عقباني، فلابد هي الأخرى أن تحتوي على كم كاف من البروتين، كالبيض، أو ما تبقى منها من وجبة الإفطار، وبعض البقوليات، والألياف من الخضروات، أو حتى الحبوب الكاملة مع القليل من الحليب، التي تساعد في الشعور بالشبع لفترة أطول، وحبات من الفاكهة، مع تجنب ما هو شديد الملوحة كالزيتون، أو الأجبان، أو المقليات، أو شديد الحلاوة، كحلويات والعصائر وغيرها، لأنها ستعمل على الشعور بالعطش سريعا خلال النهار.
وترافق الصائم الرغبة في شرب الماء طيلة اليوم، مع ختم الوجبة بكوب من الماء، أو حسب حاجة الجسم وسد العطش فقط، لأن إكثار شرب الماء في هذه الوجبة بنية عدم العطش خلال النهار، سوف يعطي النتيجة المعاكسة، خصوصا أن الكلى سوف تشعر بفائض ستطرحه على شكل بول، بالتالي تفرغ ما لديها من ذلك المخزون قبل أن يرطب الجسم.