أول امرأة تتقمص بدلة محافظة الغابات

"خيرة التراس" اقتحمت عالم "البرية" وتطمح لمنصب أسمى

"خيرة التراس" اقتحمت عالم "البرية" وتطمح لمنصب أسمى
خيرة سبع، رئيسة مكتب الأصناف المحمية والصيد والأنشطة الصيدية بمحافظة الغابات بولاية عين تموشنت
  • القراءات: 554
محمد عبيد محمد عبيد

تُعد خيرة سبع، رئيسة مكتب الأصناف المحمية والصيد والأنشطة الصيدية بمحافظة الغابات بولاية عين تموشنت، أول امرأة اقتحمت عالما، كان في بدايته حكرا على الرجال فقط. وكان ذلك بعد إنهاء دراستها كمهندسة دولة في علوم الغابات والبيولوجيا، "اختصاص غابات". السيدة خيرة ذات 43 ربيعا وأم لأربعة أطفال، كان توجهها الأول بعد نيل شهادة البكالوريا، إلى اختصاص البيولوجيا المتعلق بالطب، إلا أن "الرياح تهب فيما لا تشتهي السفن"، إلى أن صادفها الحظ بأحد الزملاء، الذي اقترح عليها معهدا خاصا بالغابات بمدينة تلمسان، يكون فيه الأعوان ببدلات خضراء. وكانت أول خطوة مع السيد بوهراوة مدير المعهد، الذي أقنعها بأن تلتحق بالمعهد كأول امرأة على مستوى ولاية عين تموشنت، وكان الأمر كذلك، حيث شاءت الأقدار أن تكون محدثة "المساء"، من بين الإناث الثلاث وسط دفعة من الذكور بالمعهد.

ودامت مدة التكوين 5 سنوات بين البيولوجيا والاختصاص. وتمكنت من الحصول على المنصب سنة 2003، بعد أن أظهرت حبها الشديد لمهنتها. وتلقت السيدة سبع، الضوء الأخضر من الوالدين و لم تواجه أي معارضة إلى يومنا. ولُقبت بـ "خيرة التراس" لعملها الذي كان مربوطا بالرجال. محدثتنا محبوبة كثيرا بالمحافظة وسط الزملاء، كونها الأخت والصديقة، إلا أنها تعترف أن ليس من السهل فرض الذات بين الرجال، لكونه عملا يعتمد على الخرجات الميدانية. وتنقلت بين مصلحة المشاتل، ثم مصلحة تسيير الأراضي والعقار، إلى مصلحة حماية النباتات والحرائق حاليا.

حب المهنة ارتبط بتعلقها بكل ما هو حي طبيعي. وازداد حبا بنفحات عليل النباتات الطبية، ونسيم رائحة الصنوبر الحلبي. كما إن شغفها وحبها للمهنة وبدلتها جعلها تنال وسط زملائها لقب الرائد خيرة. وكانت تتلقى التحية بابتسامة عريضة، لا سيما عند مقاسمتها عمل الرجال، مبرهنة أن لا فرق بينها وبينهم، خصوصا أن سياسة الدولة لا تفرق بين الرجل والمرأة من حيث الراتب الشهري. ولا ترى فرقا كبيرا بين الرجل والمرأة؛ ففي الميدان لا فرق بينها وبين زملائها الرجال، إلا أنها كانت تسقط في بعض المنحدرات في بداية المشوار، ثم تمكنت من التعود على الأراضي الوعرة ومنحدراتها. تقول سبع: "حاليا أنا رئيس مكتب الصيد. وتمكنت من تكوين 326 صياد، إلى جانب فوج آخر من ولاية تلمسان، موجه لمتابعة الطيور المهاجرة، مع إحصائها في فصل الشتاء، وأثناء التعشيش".

واستطاعت السيدة سبع أن توفَّق كثيرا بين العمل المنزلي والوظيفة، حيث ترافق ابنتها التي تدرس في السنة الرابعة متوسط، التي ينتظرها امتحان "البيام"، وأختها الصغيرة صاحبة السنتين. هذه الأخيرة التي أرضعتها حولين كاملين مع الاستفادة من حق الرضاعة. كما تنهض، يوميا، باكرا، لإعداد فطور الصباح، ووجبة الغداء، ثم تستقلّ الحافلة للوصول إلى المحافظة، وهي تطمح لأن تكون على رأس قطاعها بولاية من ولايات الجنوب، أو مسؤولية أخرى، كنموذج للمحافظات عبر القطر الوطني، علما أن خيرة لها رتبة محافظ قسم، وتصبو لأن تنال منصب محافظ رئيس. وختمت السيدة سبع خيرة تقول: "عيد مبارك لجميع النساء الجزائريات والعاملات بمحافظة الغابات. كما أشكر محافظة الغابات لولاية عين تموشنت، من البواب إلى السيد المدير. وشكرا لجريدة "المساء" على الزيارة المفاجئة. كل عام والجزائر بخير، والله يرحم الشهداء".