البروفيسور في علم النفس العيادي أمال بن عبد الرحمان لـ"المساء":

دعوا الماديات واهتموا بتحضير أبنائكم نفسيا لبلوغ النجاح المدرسي

دعوا الماديات واهتموا بتحضير أبنائكم نفسيا لبلوغ النجاح المدرسي
  • 1161
رشيدة بلال رشيدة بلال

اتجه اهتمام العائلات، تزامنا واقتراب موعد الدخول المدرسي، إلى اقتناء ما يلزم أبناءهم، من أدوات ومستلزمات مدرسية، حيث عرفت الأسواق التضامنية إقبالا كبيرا عليها. وفي الوقت الذي ترى جل العائلات أن اقتناء المستلزمات المدرسية يلعب دوره في تحضير الأبناء للعودة إلى مقاعد الدراسة، يرى المختصون النفسانيون، أنه ينبغي عدم التركيز فقط على الجانب المادي، لما للتهيئة النفسية، هي الأخرى، من دور هام في إقناع الأبناء بانتهاء العطلة، وضرورة العودة إلى المدارس وإلى الانضباط. وحول أهمية التحضير النفسي للأبناء، للانتقال من مرحلة اللعب إلى الجد والتعلم، تحدثت "المساء" إلى المختصة في علم النفس العيادي، البروفيسور أمال بن عبد الرحمان، فكان هذا اللقاء.

❊ بداية، أغلب الأولياء يربطون الدخول المدرسي بالجانب المادي، ما رأيك؟

❊❊ حقيقية، يتوجه اهتمام جل أرباب الأسر، مع اقتراب الدخول المدرسي، إلى كل ما هو ماديات، ويغفلون الجانب التحفيزي والمعنوي، حيث نجدهم يسارعون إلى البحث في مختلف الأسواق، عما يلزم الأبناء من لوازم مدرسية، في حين يفترض عليهم أيضا، إلى جانب الحرص على الجانب المادي، إيلاء أهمية للجانب النفسي، من خلال الجلوس مع أبنائهم والحديث معهم عن جملة من الأهداف التي لها علاقة بكل المواد والمطلوب تحقيقيه، ومحاولة تشجيعهم على تحقيق نتائج جيدة ومعالجة نقاط الضعف قبل الدخول إلى المدارس، من أجل التهيؤ لها، بالتالي فإن الأهم من التحضير المادي هو الجلوس مع الأبناء ورسم استراتيجية واضحة، تقوم على التواصل الجيد ومعرفة المشاكل التعليمية، لبلوغ النتائج المرجوة، حتى يتمكن الأبناء من استقبال موسم دراسي مفعم بالتحفيز.

❊  هناك بعض الأولياء لا يعرفون كيف يعالجون مشاكل أبنائهم التعليمية؟

❊❊ في الواقع، نجد أن طريقة تعامل الأولياء مع الأبناء تختلف، فهناك من يجيد التواصل مع الأبناء، ولديهم القدرة على بلوغ تحفيزهم، من خلال معرفة مشكلاتهم ومعالجتها قبل الدخول المدرسي، وهناك من لا يعرف كيف يعالجها، وبالنسبة لهذه الفئة، ما عليها إلا التواصل مع المختصين النفسانيين، الذين يقدمون توجيهاتهم، وهذا ما يسمى بالتخطيط الاستراتيجي الذي يساعد الأطفال على تعلم تنظيم حياتهم والسير وفق برنامج واضح الأهداف، والنتيجة أكيد ستكون بلوغ النجاح.

❊ بعض الأطفال لم يأخذوا حقهم من الترفيه، هل يؤثر ذلك على عودتهم؟

❊❊ يظهر هذا الاختلاف بين المتعة التي يشعر بها بعض الأطفال عند المقارنة مع الآخرين، وهنا يظهر دور العائلة، فإن كانت العائلة قد غرست في أبنائها الغيرة والمقارنة مع الغير، فإن هذا أكيد، سيجعلهم يشعرون بعقدة النقص، مما يثير نوعا من المشاكل، كما أنه يؤثر على عودتهم، لكن ما ينبغي أن نؤكده، أن مفهوم الراحة والاستجمام عند الطفل يختلف، وأن المفهوم العام، أن الأطفال بمجرد أنهم لا يذهبون إلى المدرسة ولا يوجد ما يربطهم بواجباتهم ويقيدهم بالمستلزمات المدرسية، كل هذا يعني بأنهم في حالة راحة واستجمام، وعليه فإن المتعة خلال العطلة ليست مربوطة بالخرجات الترفيهية والسياحية، بل يكفي أن الطفل حاز متسعا من اللعب، سواء في المنزل أو الشارع.

❊ إذن مفهوم الراحة والاستجمام يختلف من عائلة إلى أخرى؟

❊❊ طبعا، مفهوم الراحة والاستجمام يختلف، حسب الطريقة التي غرسته بها العائلة في ذهن الأبناء، وكلما كان بعيدا على المقارنة مع الغير كان أفضل، حتى لا يؤثر على نفسيتهم، بالتالي يكفي فقط التواصل مع الأبناء وتهيئتهم بطريقة ذكية، للعودة، وهذا يكفي، سواء حاز الطفل مساحة واسعة للترفيه واللعب أو لا.