صالون اللباس التقليدي الجزائري في طبعته الأولى

دعوات لتسجيل الجبة "النايلية " لدى "اليونسكو"

دعوات لتسجيل الجبة "النايلية " لدى "اليونسكو"
  • 276
رشيدة بلال رشيدة بلال

شكل صالون اللباس التقليدي الجزائري المسجل لدى هيئة "اليونسكو"، والذي احتضنته قاعة "محمد الثوري" بالبليدة، فرصة سانحة من أجل التأكيد على أهمية حماية الموروث الجزائري غير المادي من مختلف أشكال التعدي عليه، والتي أصبحت تطاله من دول الجوار. وبهذه المناسبة، دعت منظمة الصالون، السيدة فلة غوماري، رئيسة جمعية "فخر الجزائر"، إلى إضافة لباس آخر إلى قائمة الألبسة المحمية، بعدما شمله هو الآخر التعدي، والمتمثل في اللباس "النايلي"، الذي يُعد فخر سكان المنطقة الوسطى من الهضاب، على غرار الجلفة والمسيلة وجزء من بسكرة وغرداية.

في أجواء احتفالية مميزة، احتضنت قاعة الثوري، مؤخرا، فعاليات صالون اللباس التقليدي الجزائري، المسجل لدى هيئة "اليونسكو" في طبعته الأولى، حيث تم تقديم عرض أزياء يحاكي أصالة وعراقة المجتمع الجزائري، من خلال لباسه التقليدي. وقد تم تسليط الضوء خلال العرض، على "قفطان القاضي" الجزائري الذي تم تسجيله.

وحسب منظمة الصالون، رئيسة جمعية "فخر الجزائر"، فإن هذه التظاهرة في طبعتها الأولى، والتي تتزامن مع إحياء شهر التراث، جاءت من أجل التأكيد على أهمية حماية الموروث الجزائري من الاعتداءات الأخيرة، التي أصبحت تطال كل ما له علاقة بالهوية الجزائرية. وقالت المتحدثة: "انطلاقًا من هذا، ارتأينا أن نعرض أهم القطع التقليدية المصنفة من خلال عرض أزياء، ليستمتع الجمهور بالتنوع الكبير الموجود في لباسنا التقليدي"، مشيرة إلى أنها سلطت الضوء في هذه الطبعة على "قفطان القاضي"، الذي يعود إلى ولاية قسنطينة ويضم عديد الأنواع، إلى جانب "القفطان العاصمي البليدي، ومحرمة الفتول، وسروال الشلقة، وسروال التستيفة، وكاراكو الشعرة، والمجبود".

ولفتت المتحدثة، إلى أنه من خلال الصالون، تم أيضًا التنبيه إلى استمرار التعدي على اللباس التقليدي الجزائري، والمتمثل في "الجبة النايلية" التي تعرضت هي الأخرى للتعدي من طرف المغاربة، وهو ما جعلنا نطالب، من خلال الصالون، وزارة الثقافة بضرورة مباشرة إجراءات إدراجها ضمن قائمة الألبسة الجزائرية المصنفة والمحمية، بالنظر إلى ما يتمتع به هذا اللباس من خصوصية ورمزية وهوية للمرأة الجزائرية.

من جهة أخرى، أشارت المتحدثة إلى أن مثل هذه المحطات، تُعد فرصة لكشف جملة التجاوزات التي لا تزال تطال التراث الجزائري المتنوع، حيث لم يعد اللباس فقط مستهدفًا، بل كل ما له علاقة بالتراث الجزائري، سواء أطباق تقليدية، أو حلي، أو أواني، أو حتى عادات وتقاليد. ولفتت المتحدثة، إلى أن اللباس "النايلي"، أصبح مطلوبًا بشكل كبير في مختلف المناسبات، ما يتطلب تعزيز حمايته، مشيرة إلى أن اللباس المصنف اليوم يشمل: "الشدة التلمسانية، قفطان القاضي، الكاراكو، والجبة القسنطينية"، في انتظار إدراج "الجبة النايلة" أيضًا.

وفي السياق، أوضحت المتحدثة، أن اللباس التقليدي الوحيد الذي لم يُتَعرض له؛ "الجبة القبائلية"، التي برع أصحابها في الترويج لها في مختلف المناسبات، وهو ما يتطلب منا، حسب تعبيرها، أن نخرج لباسنا التقليدي ونروج له في مختلف المحافل والمناسبات والتظاهرات، ولِم لا يتم استعماله حتى في حياتنا اليومية لإعادة الاعتبار له.

في سياق آخر، أشارت المتحدثة إلى أنها، بعد هذا الصالون، تفكر في التحضير لصالون آخر يُحاكي العادات والتقاليد النسوية الجزائرية بين الماضي والحاضر في طريقة اللباس في البيت، والذي ميزته فيما مضى ألبسة مثل: سروال الشلقة. كما ستتناول أهم عادات المرأة الجزائرية في منزلها، وما هي الألبسة التي كانت ترتديها أثناء أداء مهامها المنزلية، والتي تُعد بدورها جزءا من هذا التراث.

وحسبها، فإن اهتمامها الكبير بكل ما له علاقة باللباس التقليدي، بدأ منذ أن كانت صغيرة، حيث كانت تولي له أهمية كبيرة، لذلك تعتقد اليوم أن زرع حب اللباس التقليدي الجزائري والتمسك به، لا بد أن يكون ثقافة يتم تعليمها حتى في المدارس، بعدما أصبحت الهوية مجالًا خصبًا للاستهداف والسرقة. وختمت المتحدثة، بالتأكيد على أننا اليوم في حالة "حرب ضد الهوية"، بالتالي فإن الحاجة ملحة لحماية كل ما يرمز للهوية الجزائرية، وهذا لا يتحقق إلا بتشجيع الشباب على العودة إلى اللباس التقليدي واعتماده في الحياة اليومية.


في انتظار إنجاز مراكز علاج طبيعية

قوافل طبية لتخفف معاناة أطفال الشلل الدماغي

لا تزال القوافل الطبية للتكفل بالأطفال المصابين بالشلل الدماغي، تحقق المزيد من النتائج الإيجابية في مجال العناية بهذه الفئة، وتلعب دورا هاما في تخفيف عبء العلاج عن الأولياء.

تمكنت هذه القوافل الطبية، حسب رئيس الجمعية الوطنية "أمل الحياة لحماية أطفال الشلل الدماغي"، أحمد مقدم، والتي يجري تنظيمها تحت رعاية رئيسة المرصد الوطني للمجتمع المدني، ومصالح وزارة الصحة ووزارة التضامن، بمرافقة الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة، من تقديم فحوصات طبية بمسعد لـ300 طفل مصاب بالشلل الدماغي، وإجراء 38 عملية جراحية وحقنات "التوكسين"، وفحوصات لـ500 طفل بولاية معسكر، بالإضافة إلى أكثر من 80 عملية جراحية معقدة وغيرها، عبر عدد من ولايات الوطن.

ولفت المتحدث، إلى أن العملية لا تزال متواصلة، حيث سمح العلاج الطبيعي المكثف بعد المرافقة الطبية، من تحقيق نتائج مبهرة، في انتظار أن تستجيب الجهات المعنية لمطالبنا، والمتمثلة في إنجاز مراكز علاج مكثف بعدد من ولايات الوطن، حتى يتم توجيه الأولياء إليها، ليتمكنوا من مرافقة أبنائهم ومساعدتهم على الوقوف والحركة.

وفي السياق، أشار المتحدث إلى أن القوافل الطبية لا تتوقف، حيث تعمل وفق برنامج مسطر، ومن المنتظر أن تكون المحطات القادمة بكل من المدية، بومرداس، برج بوعريريج وبوسعادة، لتقديم خدمات طبية مختلفة، بمعية أطقم مختصة تقدم خدمات مجانية تطوعية لفائدة هذه الشريحة من المجتمع.