دعماً للحملة الوطنية "بلّغ عن بائعي المخدرات.. لا تخف"
دعوات لحماية المجتمع بقوانين أكثر ردعاً
- 850
دعت المنظمة الوطنية لحماية المستهلك، إلى تنظيم حملات سنوية لمكافحة المخدرات والقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة، التي أخذت منحى تصاعديا. وأكد المسؤول الأول بالمنظمة مصطفى زبدي لـ "المساء"، أن كل السلطات بما فيها المؤسسات التربوية وكل فئات المجتمع المدني، معنية بالمبادرة، خصوصا بعدما برزت الظاهرة بصورة جلية في المجتمع.
وأوضح زبدي أن الخطر تضاعف بعدما انتشرت الظاهرة بالمدارس، خصوصا على مستوى المتوسطات. كما أصبحت المخدرات تباع على قارعة الطريق، وبدون أدنى خوف؛ لذا لا بد من إيجاد حلول سريعة ودائمة للحد أو القضاء على هذه الظاهرة الخطيرة.
التبليغ عن بائعي المخدرات بالأحياء
وأيدت المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك، دعمها للحملة الوطنية حول التبليغ عن بائعي المخدرات والقضاء على نشاطهم؛ من خلال المراقبة الدائمة لسكان الحي وحماية أبنائهم، لا سيما أن الحملة تستحق الثناء؛ لكونها تساهم في بناء المجتمع.
وجاء في منشور المنظمة على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك": "ندعم هذه المبادرة الشعبية ونؤيدها.. اتصل.. لا تخف.. رقمك في الحفظ والصون.. رجلا كنت أو امرأة اتصل! بلّغ ! سجن 100 فاسد خير من فساد قرية بأكملها !.. اتصل ! بلّغ ! حارب الفساد في حومتك !.. عندك أجر". ويتم تبليغ الأمن عن طريق الاتصال بالأرقام: 1548 – 1055.
نشطاء التواصل الاجتماعي يثمّنون الحملة
ومن جهتهم، أيد العديد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، الحملة الوطنية لمكافحة المخدرات بالأحياء؛ حيث علق أحدهم عبر صفحة بموقع "فايسبوك" : "لا بد من التحرك الجدي للقضاء على انتشار المخدرات داخل الأحياء الشعبية، وهذا من خلال التعاون المشترك بين السكان والسلطات، للقضاء على أوكار الفساد والمخدرات، وحماية أبنائنا من الخطر الذي يحيط بهم".
ولم يقتنع نشطاء آخرون بمضمون هذه الحملة؛ حيث دعوا إلى البحث عن آليات تسمح بمواجهة مشكل المخدرات انطلاقا من مكان ترويجها، وصولا إلى بيعها بالأحياء؛ على اعتبار أن كل الكميات المحجوزة تأتي من الخارج. وعلّق ناشط آخر على المبادرة من خلال إطلاق شعار خاص بالحملة، مفاده "أولادنا في خطر"، موضحا أن الوقت قد حان لوضع اليد في اليد للقضاء على ظاهرة بيع وترويج المخدرات بكل أنواعها، خصوصا الحبوب المهلوسة، والكيف، و"الزطلة".
"اِحم بلادك.. المخدرات دخلت دارك"
وبدورها، انطلقت بلديات العاصمة، خصوصا التي بها أحياء شعبية كبيرة، في تعميم وتشجيع فكرة القضاء على المخدرات؛ حيث شاركت بلدية بوروبة في الحدث، واحتضنت يوما مفتوحا بهذه المناسبة للمجتمع المدني، وبالضبط من أمام الملعب الجواري لحي الكاليتوس، حسبما لاحظت "المساء".
والهدف من هذا اللقاء هو المشاركة في العملية الكبرى لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، والوقاية من انتشارها. وأشرف على انطلاق اليوم التحسيسي مدير ديوان مؤسسات الشباب مصطفى تبرقوقت، مرفقا بالسيدة عائشة بن تركي نائب بالمجلس الشعبي الوطني، ونائب رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية بوروبة، ورئيس مكتب الجمعيات بمديرية الشباب والرياضة والترفيه عبد الرزاق ميرابطين، وممثلين عن أسلاك الأمن والدرك الوطنيين.
وشدد المسؤول الإعلامي بتنسيقية المجتمع المدني بباش جراح، سليم حداد، خلال مداخلته، على العمل بالتعاون المشترك للقضاء على مشكل المخدرات بالبلد؛ حيث حملت هذه المبادرة شعار "اِحمِ بلادك، المخدرات دخلت دارك". وشارك في الحدث المؤسسات الشبانية التابعة للمقاطعة الإدارية للحراش؛ على غرار دار الشباب بباش جراح، وعيسات إيدير، وبوروبة1، وبوروبة2، وحسان بادي، والمكان الجميل، والمركز الثقافي بالحراش، بالإضافة إلى جمعيات كل من تضامن أيدز، وأجيالنا، ومركز الصم البكم لباش جراح، والكشافة الإسلامية الجزائرية، والشاعر الشعبي كمال شرشار، إلى جانب حضور إطارات الديوان، والمفتشية، والمندوبين المحليين للمقاطعة الإدارية للحراش.
وقد عرف كل من جناح الإصغاء وجناح الكشف الفوري، إقبالا كبيرا من المهتمين، إلى جانب الفقرات التنشيطية، وورشات رسم للأطفال حول الوقاية من الآفات الاجتماعية، ومساحات التعبير الحر عن آراء الجمهور حول الإدمان والمدمنين؛ حيث تبقى القافلة التحسيسية متواصلة، حسب ما أكد المنظمون لتمس مختلف المقاطعات الإدارية لولاية الجزائر.
دعوة لاعتماد تدابير جديدة للوقاية من آفة المخدرات
دعا مختصون في مجال التوعية ومكافحة المخدرات على هامش المبادرة التي قامت بها بلدية بوروبة، إلى التركيز على الوقاية للقضاء على هذه الآفة والإدمان عليها؛ باعتماد تدابير جديدة ضمن استراتيجية متكاملة، يتم فيها إشراك مختلف فعاليات المجتمع. وأكد هؤلاء المختصون في مداخلاتهم، أن الوقاية من الإدمان على المخدرات تستوجب وضع استراتيجية وطنية للوقاية منها.
كما أكدوا على أهمية العمل الجواري في التوعية والتحسيس بخطورة الإدمان، وما يترتب عنه، مركزين على تأثير الوضع الاجتماعي السيئ للشباب في دفعهم نحو التورط في هذه الآفة الخطيرة، مبرزين أهمية العلاج الطبيعي والنفسي في إقناع المدمن بالإقلاع عن تعاطي المخدرات من خلال تهيئة كل الظروف.
وحذّروا من انعكاسات الإدمان عن طريق الحقن، وخطورته على الصحة العمومية؛ حيث يساهم في انتشار أمراض أخرى أكثر حدة؛ كالسيدا والتهاب الكبد الفيروسي. كما ذكّروا بأهمية تكثيف حملات التوعية والتحسيس على طول السنة بعيدا عن المناسباتية، مع تجنيد الجميع بدون استثناء، وتمكين الجمعيات من الأدوات الكفيلة بتسهيل عملها خصوصا الجواري على مستوى الأحياء المعروفة بالمتاجرة، والترويج أو استهلاك هذه السموم.
وشدد المعنيون على أهمية تجنيد الشباب الذين خضعوا للعلاج من الإدمان، في استمالة أقرانهم، وإقناعهم بضرورة الإقلاع عن تعاطي المخدرات؛ لما يملكونه من طرق مثلى للقيام بذلك، انطلاقا من معرفتهم السابقة بخبايا هذه الظاهرة.
وفي ما يتعلق بالصعوبات الموجودة في الواقع، أكد أعضاء المجتمع المدني أن من بين التطورات التي تستدعي دق ناقوس الخطر، تورط الأطفال في تعاطي المخدرات، وتراجع سن المدمنين إلى 12 سنة مقارنة بما كانت عليه خلال السنوات الماضية، إلى جانب تورط العنصر النسائي، وكذا انتشار المخدرات في جميع الأوساط والأماكن؛ حيث لم تعد تقتصر على المدن الكبرى فقط.
وفي إطار البحث عن حلول كفيلة بالقضاء على الإدمان في أوساط الشباب، اعتبر رؤساء الجمعيات أن الخطوة الأولى تبدأ من أخلقة المجتمع من خلال النظام التربوي، ليساهم في ترسيخ قيم المواطنة لدى التلميذ، وتلقينه الاحترام، وحب الوطن، والالتزام ضمن مجتمع صالح يبغض العنف، والتمييز والعنصرية.