حذرت الدكتورة فريال غليل، طبيبة عامة، من الازدحام الذي تشهده بعض المطاعم ومحلات الأكل السريع، بعد التخفيف التدريجي لإجراءات الحجر الصحي، وإعادة فتح تلك المحلات أمام الزبائن، بعدما تم غلقها لأكثر من ثلاثة أشهر، بسبب فيروس "كورونا" المستجد، الذي فرض اتخاذ تدابير وقائية لضمان التباعد الاجتماعي ووقف انتشاره، لكن إعادة فتحها أوهم البعض بأن الفيروس تم القضاء عليه، وليس هناك أي تهديد على الصحة، الأمر الذي يدعو إلى ضرورة إعادة تحسيس المواطن بخطره.

تشهد المطاعم ومحلات الأكل السريع هذه الأيام، عودة قوية للزبائن الذين يبدو أن الكثير منهم اشتاق للأكلات السريعة، التي لها محبوها، لما تمنحه من شعور بالسعادة، حسب ما أكدته العديد من الدراسات، بفضل السكريات والدهون المشبعة بها، الأمر الذي يجعل الإقبال عليها بشراسة، يثير الدهشة أحيانا، كل ذلك خلق تخوفا لدى المختصين في الصحة، خصوصا خلال هذه الفترة، مع تواجد الفيروس، لاسيما أنه يكاد يكون من المستحيل تقريبا، عند تناول الطعام خارج المنزل، اتخاذ اثنين من أهم تدابير الحد من انتقال العدوى، أولها عدم ارتداء الكمامة، إذ يعد من الصعب تناول الطعام أو الشراب أثناء ارتداء قناع الوجه، كما يصعب تطبيق قاعدة التباعد الاجتماعي في الأماكن الضيقة والمزدحمة.

في هذا الصدد، قالت الدكتورة، إنه بعد فترة طويلة من الحجر المنزلي، أصيب الكثيرون بنوع من الإحباط بسبب مكوثهم الطويل في المنزل، مما أدى إلى خروجهم بقوة، مباشرة بعد تخفيف تلك الإجراءات، وتدريجيا أُعيد فتح المطاعم ومحلات الأكل السريع، التي كان آخر ما تم فتحه، بسبب ما تشهده من ازدحام وما قد ينجر عنها من خطر على الصحة، في ظل عدم احترام بعض التدابير التي يصعب تحقيقها على مستواها، وعلى رأسها ارتداء الكمامات، إذ يستحيل ارتداؤها أثناء تناول الطعام.

أضافت الطبيبة أن الفرد اليوم، لابد أن يتحلى بالمسؤولية تجاه نفسه والمحيطين به، فلا يمكن لأعوان الرقابة، مثلا، الوقوف على رأس كل شخص، والتواجد في كل مكان لاحترام تدابير الوقاية، على غرار التباعد الاجتماعي، فالرغبة في تناول وجبات الطعام خارج البيت، مع تخفيف إجراءات الإغلاق، لابد أن يتم باحترام تدابير الوقاية الذاتية، تقول المتحدثة، لأن عكس ذلك قد ينطوي على مخاطر كبيرة في زمن وباء فيروس "كورونا" المستجد.

أشارت فريال غليل، إلى أن فصل الطاولات وتوفر المواد المعقمة واستخدام الزجاج الواقي، وتفحص درجة الحرارة عند الباب، من الأمور الضرورية التي لابد أن تتوفر داخل المطاعم ومحلات الأكل السريع، فضلا عن تدابير أخرى، كغسل اليدين وتعقيمها قبل وبعد الأكل، إلى جانب عدم التوافد على المحل إذا كان مكتظا، لاسيما إذا كان من نوع المحلات التي ليس لها مساحات مخصصة للجلوس، خاصة أن بعض المطاعم قد لا تحترم القواعد، ولا تتخذ أدنى الإجراءات لحماية الزبائن من خطر انتشار الفيروس.