لتوفير الطاقة وتجنب الانقطاعاتا

دعوة إلى تخفيف استهلاك الكهرباء خلال أيام الحر

دعوة إلى تخفيف استهلاك الكهرباء خلال أيام الحر
  • 1084
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

أكد فريد بوسكندر، أستاذ مختص في الطاقة "المتجددة" والاقتصادية لدى مدرسة التقنية للتكوين المتواصل، التابع لشركة سونلغاز بولاية البليدة، أن الإنارة باستعمال مصابيح "ليد" "مصابيح بانبعاث من صمام ثنائي"، توفر الطاقة 10 مرات أكثر من المصابيح العادية، مشيرا إلى أن هذه المصابيح هي آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا الحديثة المراعية للبيئة، وكذا "الخفيفة الأعباء" على الفاتورة الفصلية، داعيا في حديثه لـ"المساء"، المواطنين إلى ضرورة التحلي بروح الاقتصاد في الاستهلاك خلال هذا الموسم الذي يشهد الذروة في استهلاك الطاقة، بسبب الاستعمال المكثف للمكيفات الهوائية، نظرا لارتفاع درجات الحرارة.

خلال مشاركته في اليوم التحسيسي الذي نظم مؤخرا بساحة البريد المركزي، تقرب فريد بوسكندر من الجمهور الراغب في معرفة الفرق بين مختلف تلك المصابيح التي عرضها المختص في "حقل تجارب"، موصول بعداد إلكتروني يسمح بمشاهدة مباشرة مدى استهلاك الطاقة عند إنارة مختلف تلك المصابيح.

أشار المتحدث إلى أنه خلال فصل الصيف، يصل الاستهلاك الطاقوي للكهرباء إلى الذروة مقارنة بباقي أيام السنة، لاعتماد الجميع على المبردات، حيث يرتفع استعمال الأجهزة التي ترطب الجو أو الثلاجات لتخزين الأطعمة، أكثر من المعتاد، موضحا أنه بالنظر إلى الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، يجعل تلك الأجهزة تضاعف وتيرة عملها للوصول إلى عملية التبريد، وتلك المرحلة التي تعتبر تقنيا مجهودا إضافيا للجهاز، تستهلك طاقة أكبر، بالتالي تظهر تلك الأعباء على الفاتورة الثلاثية للفرد.

قال الخبير، إن وصول الاستهلاك إلى الذروة خلال هذا الموسم، يتسبب في انقطاعات كهربائية داخل المنازل أو حتى داخل بعض المكاتب والمؤسسات، وهذا يحدث لاسيما إذا كانت نوعية الأجهزة التي تضمن الوصل ليست جيدة، مما يجعل الوتيرة في الاستهلاك تطغي على تواصل مرور الكهرباء وكوسيلة لتخفيض الأضرار ومنع حدوث مشكل على مستوى الأجهزة يحدث انقطاع أتوماتيكي لقاطع الكهرباء. 

أوضح فريد بوسكندر أن المصابيح "الإلكترونية" "ليد" باتت تجتاح مختلف الأسواق العالمية، نظرا لاقتصادها الطاقة، فبعدما كانت مصابيح اليد تستعمل عموما لإنارة اللافتات الكبرى في الشوارع، وفي المؤسسات الكبرى، نظرا لإنارتها القوية ومدة حياتها الطويلة، أصبحت اليوم تصنع على شكل مصابيح صغيرة للاستعمالات اليومية لمختلف المهام، سواء لإضاءة البيت أو مكتب أو مختلف الأجهزة الصغيرة، إذ تتوفر بمختلف الأحجام ومتكيفة مع مختلف الطاقات، وهذا ما يستدعي التفات المواطن نحوها، فبالرغم من ارتفاعها النسبي في السعر مقارنة بالمصابيح الأخرى، إلا أنها اقتصادية على فواتير الكهرباء ولا تزيد من عبئها على المستهلك، كما أنها تسمح لضمان مدة صلاحية أطول من المصابيح الأخرى، فضلا على أنها مصابيح تستهلك "طاقة" أقل من المصابيح الأخرى، وهذا ما نصح به بوسكندر المستهلك لترشيده نحو استهلاك طاقة أقل، نظيفة وصديقة للبيئة.

أوضح المتحدث أن الأرض اليوم مهددة، فالتكنولوجيات الحديثة بمحاسنها ساهمت بشكل "عظيم" في تلويث البيئة، وأنه آن الأوان اليوم للعمل وفق خطة "تضامنية" مع المحيط الذي نعيش فيه، وتغيير سلوكياتنا من السلبية إلى الإيجابية، بتبني كل ما هو مفيد للأرض والتقليص من الإسهامات الملوثة للبيئة والمغيرة لمناخنا، مما يهدد وجودنا ووجود مختلف الكائنات الحية، لذا يعد من الضروري اليوم تبني فكرة والإيمان بها، أي الإيمان أن الحضارة اليوم لا تبنى فقط بالتكنولوجيا، إنما تبنى على أسس متينة تضمن لها البقاء لملايين السنين الأخرى، بالحفاظ على ثرواتنا الطبيعية وتقليص استهلاكنا للطاقة والحفاظ بذلك على مستقبل أطفالنا.