المصابون به يحتاجون إلى 14 دواء للعلاج
دعوة إلى تصنيف "الضغط الرئوي" ضمن الأمراض المزمنة
- 819
دعا أحمد بن يطو، الأمين العام للجمعية الوطنية للضغط الرئوي، إلى تسجيل هذا الداء ضمن الأمراض المزمنة، حتى يتمكن المريض من الاستفادة من المزايا التي توفرها الدولة للمرضى، في إطار سياسة التضامن التي تتبنها منذ عقود، معتبرا أن المصابين بهذا الداء يعانون في صمت، ويجدون صعوبة في الحصول على الأدوية التي من شأنها التخفيف عنهم، وقال في دردشة مع "المساء"، بأن المرض يصيب الصغار والكبار دون استثناء، وأغلبية المصابين به من النساء.
حسب الأمين العام للجمعية الوطنية للضغط الرئوي، فإن الجزائر تضم حوالي 1000 مصاب بهذا الداء، تم تشخيصهم، مضيفا أن هذا المرض غير معدٍ، ويمس النساء أكثر من الرجال، ويطلق عليه أيضا اسم "المرض الأزرق"، ومن بين أسبابه، وجود خلل في الجزء الأيمن من القلب، يترتب عنه عدم وصول الأكسيجين بالكمية اللازمة إلى القصيبات الهوائية، وبذلك عدم وصول الأكسجين بشكل كاف إلى أطراف الجسم، التي يتغير لونها من اللون العادي إلى الأزرق.
أوضح السيد أحمد بن يطو، أن أعراض هذا المرض تكمن في صعوبة التنفس، أو ما يعرف بالضيقة، مع وجود صفير، مضيفا أن المريض يجد صعوبة في صعود الدرج، والقيام بالجهد البسيط، وقال إن المشكل في هذا المرض، هو صعوبة التشخيص، حيث يتطلب الحال 3 اختصاصات، ويتعلق الأمر باختصاصات القلب، الرئة والطب الداخلي، كاشفا أن المرض لا يخص فئة عمرية محددة، بل يمكنه إصابة الجنين في بطن أمه، كما يمكن أن يكون الداء وراثيا، ويحتمل أن يكون نتيجة تطور أزمة حادة للربو، أو تطور مرض جلطة الأوردة العميقة، أو ما يعرف بـ"الترامبو-أمبيليك" الرئوي، وقال إن أي شخص عادي يمكنه أن يصاب بالمرض دون أعراض مسبقة.
ووفقا للمعلومات التي يحوزها الأمين العام للجمعية الوطنية للضغط الرئوي، التي تأسست سنة 2018، والوحيدة على المستوى الوطني، وحتى القاري، فإنه وإلى حد اليوم، لم يتوصل العلم بعد وبدقة، إلى تحديد سبب هذا المرض، مضيفا أنه توجد احتمالات كبيرة للإصابة بهذا المرض عند الأطفال الذين يولدون بثقب في القلب أو ما يعرف بـ"سي. أي. في"، ولا يعالجون مبكرا من هذا المشكل الصحي، وقال إن علاج هذا المرض غير متوفر في الوقت الحالي بالجزائر، والمرضى الذين يملكون إمكانيات مادية يمكنهم التنقل إلى الخارج طلبا للشفاء.
وحسب محدثنا، فإن المريض بالضغط الرئوي، يحتاج إلى 14 دواء في رحلة علاجه، حتى يتمكن من فتح القصيبات الهوائية والشرايين، معبرا عن أسفه عن عدم توفر هذه الأدوية بالجزائر، إنما يوجد منها دواءان أو ثلاثة فقط، مع غياب الأدوية الخاصة بالأطفال الصغار، وقال إن الأدوية التي يتم إنتاجها على المستوى الوطني، لم يتم تسجيلها ضمن الأدوية القابلة للتعويض، رغم أن المرضى بهذا الداء يتناولونها يوميا، وقد تكلف المريض بين 10 آلاف و15 ألف دينار شهريا.
وطالب الأمين العام للجمعية الوطنية لمرضى الضغط الرئوي، بالتكفل بهذا المرض وتوفير الأدوية اللازمة للمريض، وجعل الأكسجين الذي يستهلكه المريض بشكل كبير كدواء، حتى يتمكن من تعويضه عبر صندوق الضمان الاجتماعي، ويمكن اقتناؤه عن طريق بطاقة الشفاء، وقال إن العلاج النهائي لهذا المرض هو زرع القلب والرئة، وهو الأمر المستبعد بالنسبة لأكبر نسبة من المرضى، مضيفا أن الجمعية لم تدخر أي جهد في سبيل التعريف بهذا المرض، كما قامت منذ تأسيسها، بمراسلات مختلف الجهات من أجل تخفيف العبء على المرضى، في انتظار التفاتة من الجهات الوصية.