لأهمية الطب الفيزيائي في تعافي المرضى
دعوة لإعادة النظر في تخصص تأهيل الأطفال
- 432
يرى البروفيسور زهير بوقارة، رئيس مصلحة الطب الفيزيائي وإعادة التأهيل بالمستشفى الجامعي بالبليدة، ورئيس الجمعية الوطنية للطب الفيزيائي وإعادة التأهيل، أن تخصص إعادة التأهيل لا يحظى بالأولوية في الجزائر على الرغم من أهميته البالغة؛ بحكم أنه التخصص الذي تؤول إليه الحالات المستعصية بعد الجراحة أو التداوي؛ من أجل إعادة إدماجها في المجتمع، مطالبا بأن يعاد النظر في هذا التخصص، لا سيما أن الجزائر تملك مختصين أكفاء في مجال إعادة التأهيل.
قال البروفيسور زهير بوقارة خلال إشرافه، مؤخرا، على تنظيم ملتقى دولي حول الطب الفيزيائي وإعادة التأهيل بمصلحة زراعة الأعضاء بمستشفى فرانس فانون، إن تخصص إعادة التأهيل من التخصصات الهامة؛ حيث تم تسليط الضوء على التأهيل الفيزيائي للأطفال؛ من أجل هذا تم من خلال الملتقى استدعاء كل التخصصات التي لها علاقة بتخصص الطب الفيزيائي، بهدف الاطلاع على كل ما هو جديد في بعض التخصصات التي تنتهي بإعادة التأهيل؛ مثل الشلل الدماغي، والمثانة عند الأطفال، والتشنج العضلي، وبعض أنواع الإعاقات، وكذا كل ما يتعلق بالمستجدات والطرق الحديثة في التدريس"، مشيرا إلى أن التخصصات الخاصة بالتكفل بالأطفال، موجودة، لكن الإشكال في الطب الفيزيائي، وإعادة التأهيل الذي يُعد حلقة هامة جدا في إعادة إدماج الأطفال في المجتمع.
وفي السياق، أشار المتحدث إلى أن الطب الفيزيائي غاية في الأهمية، وهو موجود في الجزائر، لكنه لا يحظى بالأولوية؛ من أجل هذا قال: " نحاول إقناع كل المختصين والسلطات العمومية بأن هذا التخصص محوري لإتمام العلاج عند الأطفال، خاصة أنه التخصص الوحيد الذي يرافق المريض مدى الحياة؛ من أجل إعادة تأهيله لممارسة حياته بصورة عادية؛ سواء في المجال التعليمي أو المهني"، مشيرا في السياق، إلى أن الجزائر تملك مختصين في هذا المجال، وأن العاملين فقط في القطاع العمومي، يصل تعدادهم إلى 600 مختص؛ حيث يتم استقبال المرضى بمعدل أربع حالات في الأسبوع. أما ما يتم تخريجه من مختصين فيصل إلى 1300، وهو عدد قال عنه كبير، يتطلب إعادة النظر في هذا التخصص الهام.
ومن جهتها، البروفيسور ليلا لويزة معوش، أشارت في معرض حديثها مع "المساء" ، إلى أن مشاركتها في الملتقى تأتي لتسليط الضوء على مختلف المشاكل الصحية التي يعاني منها الطفل؛ سواء تعلق الأمر بمشاكل العظام، أو المفاصل، أو الأعصاب، أو مشاكل أرطفونية، وغيرها من الصعوبات الصحية. وذكرت أن الإشكال يُطرح ما بعد العلاج، والذي يتعلق بإعادة التأهيل من أجل الاندماج في المجتمع. وبحكم أن هذا النوع من الحالات يتطلب رحلة علاج طويلة، فهو يستدعي تحسين نوعية التكفل، لمساعدة الطفل على الاندماج الاجتماعي، ويصبح قادرا على التفاعل الاجتماعي من خلال المراهنة على تخصص إعادة التأهيل.
وقالت: "من أجل هذا لا بد من مواكبة التطورات التي يعرفها الطب؛ بغية ترقية التكفل الصحي بمختلف الاختصاصات التي تعنى بالطفل"، لافتة إلى أن أهم توصية هي الوصول إلى اندماج الطفل في الحياة الاجتماعية، خاصة أنه قد يعاني من عدة إعاقات من حالة مرضية واحدة، وبالتالي تظهر الحاجة ملحّة إلى مواكبة التطورات الحاصلة في تخصص إعادة التأهيل.
ويرى البروفيسور محمد رضا زروال، رئيس مصلحة التصوير الطبي والأشعة التداخلية للجهاز العصبي، أن " أهم ما يتطلع إليه من خلال المشاركة في الملتقى، هو الوصول إلى تحسين أداء الأطباء من أجل تحسين نوعية التكفل بالأطفال"، مؤكدا أن الأمراض التي تصيب الأطفال بالشلل، لا يمكن تشخيصها قبل حدوثها؛ مثل الصرع؛ كما هي الحال في الدول المتقدمة، ومن هنا تظهر أهمية تحسين التكفل الصحي.
وفي السياق، أشار البروفيسور محمد رضا إلى أنهم يتكفلون بكل الأمراض التي تصيب الشرايين، والوريد في المخ، والبصلة السيسائية، التي تؤدي إلى الشلل؛ حيث يتم إزالة التخثر في الدم بعد النزيف، أو تصليحه بالقسطرة. وأوضح أن اليوم العالمي هو مناسبة لعرض كيفية معالجة التشوهات الخلقية في الشريان والوريد في المخ عند الطفل، والتي تؤدي إلى حدوث شلل، وكيفية التعاون مع مصلحة إعادة التأهيل، مضيفا أن المنظومة الصحية في الجزائر بحاجة لأن تعطي الأهمية اللازمة، وتعالج كل النقائص لترقية وتحسين التكفل، معتبرا الأطفال فئة مهمة في المجتمع؛ لذا من الضروري ترقية التكفل الصحي بهم، من خلال تعزيز التعاون بين مختلف التخصصات وتخصص إعادة التأهيل.