فيما يدور حديث عن ظهور متحورات جديدة لـ"كورونا"

دعوة لجعل الوقاية سلوك يومي

دعوة لجعل الوقاية سلوك يومي
  • 554
 نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

يعود فيروس "كورونا" ليضرب من جديد عددا من المواطنين حول العالم، ولا تزال الجزائر تسجل حالات الإصابة التي يسيء البعض تشخيصها، اعتقادا أنها نزلة برد أو انفلونزا، لتتعقد تلك الحالات، بسبب عدم أخذ العلاج المناسب، أو اتباع تدابير الوقاية، ما يؤدي في بعض الحالات، إلى انتشارها بين عدد من السكان، إذ يحذر خبراء الصحة من عودة انتشارها وتحولها إلى وباء من جديد، الأمر الذي يتطلب الحفاظ على تدابير الحيطة والحذر، التي كان لابد على كل فرد تبنيها مدى الحياة..، حسبما أشار إليه مراد فرغان، طبيب عام، في حديثه لـ"المساء"، داعيا إلى اهمية تحسيس المواطن وتذكيره بتلك التدابير، التي كان من المفروض أن تصبح جزء لا يتجزأ من سلوكياته اليومية.

أوضح الدكتور أن المصالح الطبية تسجل منذ أيام، حالات لمرضى يعانون من أعراض مماثلة لأعراض نزلات البرد أو الأنفلونزا، والتي هي من الحالات الطبيعية في مثل هكذا جو، إذ تشهد هذه الأشهر "ما بين الفصول" ، تقلبات جوية، بين حرارة وبرودة الجو، تصيب الأكثر حساسية بأمراض شبيهة بنزلات البرد، مشيرا في هذا الصدد، إلى أنه بعد الأزمة الصحية التي عاشها العالم، والتي أودت بحياة الكثيرين، يعد من الضروري الاستفادة من استشارة طبية في حالة الشعور بمثل هكذا أعراض، خاصة أن "كورونا" أثبتت أن ليس كل الأعراض من عطس وسعال وحمى وصداع هي انفلونزا فقط، بل قد تكون أعراضا لفيروسات أخطر، الأمر الذي يستدعي تدخلا طبيا عاجلا لعلاج فوري وتخفيف حدة الإصابة بالفيروس.

قال المختص إن الكثير من المواطنين حافظوا على تدابير الوقاية، حتى بعد الخروج من الأزمة الصحية، وأصبحت جزء من عاداتهم اليومية، كالحفاظ على نظافة اليدين، وعلى مسافة الأمان مع الشخص المريض، ارتداء الكمامة في الأماكن المكتظة والمغلقة، التهوية المستمرة، وتبني نظام غذائي صحي يساعد على تقوية المناعة، مضيفا أن تلك العادات تلاشت تدريجيا مع السنوات، وتناسى الكثيرون تلك الأساسيات التي كانت تساعدهم على الوقاية من الإصابة، أو على الأقل من التعقيدات الخطيرة، مشددا على أن إعادة تسجيل حالات إصابة، راجع أساسا إلى تخلي هؤلاء عن السلوكيات الصحية، التي من شأنها إبقاء الصحة في أمان، بعيدا عن هذا النوع من الفيروسات التي تضرب في كل مرة.

وأكد أن بعض حالات الإصابة بالفيروس خلال هذه الأيام، تستدعي تدخلات طبية، بعضها استعجالية بسبب تحولها إلى أزمة تنفسية، أو شعور بآلام على مستوى العضلات، وتعب وإرهاق شديدين، مضيفا أن التهاون مع بعض الحالات قد يجعلها خطيرة، خصوصا الأفراد الأكثر حساسية، والذين مناعتهم ضعيفة، وهم عادة الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس عدة مرات، فالانتكاسة قد تكون بعد سنة كاملة من آخر إصابة، وعليه يعد هؤلاء من الأشخاص الذين لابد أن يتخذون حذرا أكبر للوقاية من إصابة جديدة، وانتكاسة خطيرة.

انتشار فيروسيات مجهولة الهوية

من جهة أخرى، قال محدثنا، إنه خلال هذه الأيام، يعاني الكثيرون من إصابات فيروسية، يصفها المصابون بالأعراض "الغريبة"، على حد تعبيره، وهي أعراض دائما قريبة من نزلة البرد؛ سعال، عطس، تعب، غثيان والشعور بدوار، الأمر المختلف هو نوع من الحرقة على مستوى الحلق وعلى كافة الصدر، وهذا أكثر ما يزعج المصاب، يقول الطبيب.

وفي هذا الصدد قال: "إن تلك الإصابات أعراض لفيروس جديد مشابه للأنفلونزا، وهي من الحالات الطبيعية التي باتت تضرب في كل مرة المواطنين في هذا الموسم من السنة، أو ما يعرف بـ«ما بين الفصول"، ذلك راجع إلى التقلبات الجوية التي قد تكون مزعجة ومرهقة للجسم، الذي يحاول تخطيها، وقد يصيبه في مرحلة ما بفيروس من تلك الفيروسات المزعجة.

وعن تدابير الوقاية، قال الطبيب إن أكثر ما يمكن للفرد التركيز عليه خلال هذا النوع من الفصول، هو اتباع نظام غذائي صحي ومتزن، يعمل على تقوية مناعته وحمايته من تلك الفيروسات، بالاعتماد على غذاء غني بالخضار والفواكه المشبعة بالفيتامينات والمعادن، التي من شأنها تقوية المناعة، مضيفا أن تناول كميات كبيرة من الحمضيات بأنواعها، كفيل كذلك بمد الجسم بالفيتامين "سي" الذي يحتاجه الجسم بنسب متجددة يوميا، لتقوية المناعة والتصدي لهذا النوع من الفيروسات.

وشدد الطبيب على أن التعامل مع الفيروسات الجديدة، دائما ما يكون بمثابة التحدي أمام الأطباء، خصوصا أن سلوكيات الفيروس، قوته، وتعقيداته تكون غير معروفة، الأمر الذي يتطلب دراسة لتحليل تلك السلوكيات، ومعرفة مدى تأثيراته على صحة الشخص، موضحا أن الاستعجال في علاج تلك الحالات أمر ضروري لتخفيف حدة الإصابات.

في الأخير، قال مراد فرغان، إن التهوية المستمرة تبقى واحدة من أكثر السلوكيات ذات الفعالية العالية للوقاية من هذا النوع من الفيروسات، فتجديد الهواء والسماح للهواء النقي بالدخول إلى الغرفة، يساهم في تجديد الهواء في حالة كان هناك انتشار للفيروس، ومنع انتقال العدوى في حالة وجود شخص مصاب داخلها.