في إطار التوعية والتحسيس بمخاطر الاستهلاك المفرط للّحوم
دعوة للتحلي بالوعي الاستهلاكي أيام عيد الأضحى المبارك
- 728
حذّرت سامية خرباش، طبيبة عامة، من الاستهلاك المفرط للحوم الحمراء، وموادها الدسمة، مؤكدة في إطار اقتراب عيد الأضحى المبارك، أن هناك حالات استعجالية يتم تسجيلها كل عيد، مرتبطة بالاستهلاك العشوائي والخطير للمواد الدسمة، تصيب الكثيرين خلال هذه المناسبة الدينية، بمشاكل صحية خطيرة، على رأسها ضغط الدم، وتصلّب الشرايين، والذبحة الصدرية، وأيضا الجلطة الدماغية، موضحة أنه رغم التحذيرات المسبقة بهذا الشأن، إلا أن الكثير من التعقيدات الصحية يتم تسجيلها بسبب اللاوعي الصحي للأفراد، خصوصا الذين يعانون من بعض الأمراض المزمنة.
يشدد المختصون في الصحة خلال حملات التوعية والتحسيس التي تنظم مع اقتراب كل مناسبة دينية والتي تساهم في نشر ثقافة استهلاكية صحية لا سيما مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، على موضوع الاستهلاك المفرط للحوم والشحوم.
وتتميز الثقافة الاستهلاكية خلال هذه المناسبة، بتحضير أكلات وأطباق شعبية تقليدية، غنية باللحم، ومشبعة بالدهون. كما تكثر عملية القلي والطبخ باستعمال كبير للمواد الدسمة؛ الأمر الذي يهدد صحة السليم؛ فما بالك بمن يعاني من تعقيدات صحية، أو يعاني من أمراض مزمنة؛ كالسكري أو ضغط الدم.
وأشارت خرباش إلى أن التحلي بالوعي خلال هذه المناسبة، أمر يصعب على البعض، لا سيما أن البعض تتغلب عليه الرغبة في استهلاك اللحوم بعد انقطاع سنة كاملة تقريبا؛ بسبب ارتفاع سعر لحم الخروف، وهذا ما يجعل هؤلاء "لا يعرفون" ، على حد تعبيرها، استهلاك اللحم بطريقة صحية، موضحة: " رغم لذّته ومنافعه الصحية، إلا أن الاستهلاك المفرط لها يعرّض الصحة لمخاطر عديدة ".
وأشارت المتحدثة إلى أن الطبيعة الاستهلاكية للأسرة الجزائرية، عادة ما تكون غنية بالمواد الدسمة؛ الأمر الذي يترجم ارتفاع نسبة الإصابة بضغط الدم، وتصلّب الشرايين عند فئة كبيرة من المجتمع، فضلا عن مشاكل هضمية، وانتفاخ القولون، ومشاكل صحية أخرى؛ تقول الطبيبة: "وترتفع تلك "الفوضى الاستهلاكية" في مثل هكذا أعياد؛ ما يحوّل، أحيانا، فرحة العيد إلى مصيبة صحية، تدفع المريض إلى تمضية سهرته تحت المراقبة الطبية".
وأضافت خرباش أن خطورة الدهنيات أحيانا، تتمثل في نوعها وليس في كميتها، وكذا في طريقة الطهي؛ حيث تشكل هذه الأخيرة فرقا شاسعا بين هذا وذاك، مؤكدة أن الشيَّ أفضل بكثير من القلي وإضافة الزيوت والمواد الدسمة، إلى جانب الاستغناء الواضح عن الخضار، التي تخلق، على الأقل، اعتدالا في الجسم.
وقالت محدثتنا: " بالرغم من فوائد المواد الدهنية في التغذية ومنافعها في مد الجسم بالطاقة، ومساعدتها في امتصاص الفيتامينات خاصة فيتامين" د"، إلا أن الاستهلاك المفرط لها يحوّل منافعها إلى مصيبة للجسم ".
وفي الأخير شددت الطبيبة على أهمية خلق توازن بين اللحوم والخضار الغنية بالألياف، والابتعاد، قدر الإمكان، عن عملية القلي؛ كإضافة البطاطس المقلية في كل وجبة إلى جانب اللحوم، مع ضرورة الاعتماد على الخضار التي تساعد في عملية الهضم؛ كالبصل، مع الإكثار من شرب الماء وترطيب الجسم، والابتعاد عن تناول الأطعمة الغنية بالدهون في الفترة الليلية، وممارسة مستمرة لنشاط رياضي.