فتحي بن أشنهو مختص في الصحة العمومية:
دعوة لمحاربة التدخين بنظرة اقتصادية
- 2187
دعا المختص في الصحة العمومية، الطبيب فتحي بن أشنهو، الخبراء في الاقتصاد إلى المبادرة بإجراء دراسة ميدانية حول ما يجري تحصيله من عائدات بيع التبغ، وبين الأموال التي تنفقها الدولة لعلاج مختلف أنواع السرطانات التي يسببها الإدمان على التدخين والتي يأتي على رأسها سرطان المثانة، وذلك يقول ”لدق ناقوس الخطر بالنظر إلى الأضرار الكبيرة التي يسببها التدخين على الصحة من جهة، وإلى صعوبة محاربة الظاهرة التي مسّت بدرجة كبيرة الفئة الشابة وحتى الأطفال”.
ويرى المختص في الصحة العمومية، أنّ محاربة ظاهرة التدخين اليوم لا تتمّ من خلال الوقوف على مختلف المعطيات العلمية التي تكشف مدى خطورة التدخين على الصحة بالنظر إلى ما تحتويه السجائر من مواد مضرة، ولكن الإشكال يقول ”في التشهير لهذا المنتج الذي يرفض الجميع الحديث عنه لأنه يتعلق بنشاط اقتصادي ومن ثمة لابد من الترويج له ليتمر بيعه”، وبالتالي يضيف ”مختلف الأساليب الاشهارية التي يعتمدها المنتجون هي المتسبّب الأوّل في تفشي استهلاك هذا المنتج الخطيرة على الصحة، وفي المقابل نجد ارتفاعا كبيرا في حالات الإصابة بمختلف أنواع السرطانات”، ومن ثمة يوضّح ”إذا كان بيع السجائر يدرّ أموال طائلة فالسؤال الذي يجب التأكيد عليه اليوم يقول كم يكلف خزينة الدولة التكفّل بمصاب واحد فقط بسرطان؟”، انطلاقا من هذا يجيب ”يمكن التأكيد أنّ التدخين ينبغي أن لا ينظر إليه من الزاوية الصحية فقط، وإنّما آن الأوان لننظر إليه بنظرة اقتصادية مقارنة للوقوف على حجم الخسائر والمبادرة إلى تغيّر السياسة العلاجية”.
ما نحتاج إليه، حسب المختص في الصحة العمومية، لمحاربة هذه الظاهرة، هو إعادة الاعتبار للصحة الوقائية خاصة وأننا اليوم اتجهنا إلى الاعتماد على الثقافة العلاجية والابتعاد عن العمل بالثقافة الوقائية التي تراجعت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، مشيرا إلى أنّ الأطباء اليوم مدعوون للخروج إلى الميدان والتأكيد على العمل الجواري وسط الفئة الشابة التي تحاج اليوم إلى تربية صحية وقائية.