تساهم في تطوير مهارات الأطفال
دُور الشباب والنوادي سدٌّ يبعد خطر الفراغ
- 259
تَوجه كثير من الآباء بعد انتشار ثقافة "تنمية ذات الطفل"، نحو النوادي الرياضية، والروابط، ودُور الشباب التي تختص في التنشيط والترفيه، من باب تعليم أطفالهم مهارات جديدة، وتشجيعهم على حب الرياضة وممارستها؛ من أجل صحتهم من جهة، وملء وقت فراغهم من جهة أخرى، في إطار التصدي والوقاية من الآفات الاجتماعية التي قد تتغلغل إلى حياة هؤلاء بسبب الفراغ، أو الصحبة السيئة، أو التوجه نحو الشارع للّعب وتكوين صداقات، وهو ما دفع بالكثير من الجمعيات والنوادي إلى التخصص في تكوين الأطفال والشباب، والتنويع في الأنشطة الترفيهية الموجهة لتلك الفئة، بعدما كانت هذه الأخيرة تعاني نقصا فادحا في تلك الأماكن.
وتتنوع الأنشطة الترفيهية التي تنظمها دور الشباب والنوادي بمختلف توجهاتها؛ إذ لم تعد مجرد أماكن تعمّها الفوضى للّعب فقط، بل تَحوّل بعضها إلى دُور ترفيهية وتعليمية ذات معايير عالية؛ بفضل الخبرة التي اكتسبها مؤطروها، الذين توجهوا نحو التنشيط في الرياضة، أو الترفيه؛ كتسلق الجدران؛ استعدادا لتسلق الجبال، وركوب الخيل، والرماية، والطائرة الشراعية، والرياضات المائية، والدراجات رباعية الدفع، وغيرها من الأنشطة الترفيهية، التي كثيرا ما تثير رغبة الجميع في تجربتها، كبيرا كان أو صغيرا.
ويزداد الإقبال على تلك الدُّور والنوادي خاصة خلال العطل المدرسية؛ حين يزيد منشطو تلك المؤسسات من وتيرة الأنشطة لاستقبال الأطفال الراغبين في الانضمام لتلك الألعاب أو الخرجات وغيرها.
وفي هذا الصدد حدثنا محمد رضا غاروفلة ـ منشط بجمعية المرسى للترفيه وتنشيط الشباب، كان لـ«المساء" لقاء معه على هامش الصالون الوطني لسياحة الشباب الذي نُظم قبل فترة في إطار ترقية هذا المجال وسط الشباب كجزء من السياحة المحلية ـ قائلا: " إن دُور الشباب، والجمعيات، والنوادي وغيرها من المؤسسات الترفيهية، تنشط، اليوم، بشكل فعال، في تكوين الأطفال، وتنشئتهم، وتطوير مهاراتهم المختلفة"، مشيرا إلى أن الجزائر تشهد وجود تنوع كبير في عدد الأنشطة الموجهة للطفل والشاب، وهذا أمر قال عنه بالغَ الأهمية في حياة الطفل؛ حيث أصبح من الممكن إدراج الطفل في إحدى تلك الدُّور أو المؤسسات، وفق ميول الطفل؛ لتطوير ما لديه من مهارات، أو الكشف عن هوايات أو حتى مواهب مخفية.
وتتخصص جمعية المرسى لتنشيط الشباب بالعاصمة، في تنظيم الأنشطة والرياضات المائية. وتحاول من خلال مشاركاتها، تعليم الطفل السباحة، والتجديف، والغوص وغيرها من الرياضات والمهارات المرتبطة بالماء والسباحة. كما تخصص جزءا كبيرا من أنشطتها لعملية الصيد البحري، وتعليم الطفل مهارات استعمال الصنارة لصيد السمك.
وقال رضا غاروفلة إن الجمعية تهتم بالأطفال، بشكل خاص، من سن الخامسة إلى غاية 18 سنة. وتحدد لكل فئة، حسب سنها، الأنشطة التي تتماشى وقدراتها. ويُعد الصيد البحري، حسبه، من الأنشطة التي تستميل الصغير، والأكبر سنا؛ باعتباره ممتعا ومريحا. ولذّته تكون عند اصطياد أول سمكة، على حد تعبيره. وبالاستعانة بقارب صغير يتم توجيه الطفل في مرحلة أولى، عن مختلف ما يجب معرفته وتعلمه بخصوص القوارب، ثم آليات التحكم فيها، والتعامل مع كل ما يمكن أن يحدث عند الصعود على متن القارب، لتكون بعدها عمليات الصيد آخر ما يتعلمه الطفل.
ويشتد الطلب على هذه الأنشطة من طرف الأولياء، يقول المنشط؛ إذ يرى الآباء خلال السنوات الأخيرة، أن تعليم الطفل حرفة أو مهارة جديدة، هي، دائما، زيادة في تطوير ذاته، وتشجيعه على الانخراط في مثل هكذا أنشطة. يساعده في تعلم مهارات، وينمّي لديه شخصية قوية. ويساعده في ملء فراغه. كما تساعده تلك الأنشطة في تعزيز صحته، وتقوية مناعته، وفي الحياة اليومية مستقبلا.